يوم ارتفعت صور البابا بنديكتوس السادس عشر في الضاحية الجنوبية وأمام مسجد الأمين وسط العاصمة فهم الفاتيكان أن زيارة قداسته "مباركة"... مباركةٌ سرعان ما ترجمها كلُّ فريقٍ سياسيٍّ انهماكًا في التحضير للزيارة المرتقبة. وبين هذا الذي يحرص على تعليق صور الحبر الأعظم في منطقته وذاك الذي يؤمّ بكركي عارضًا خدماته، تفرض مشهديّة التهدئة الإجماعية وتمرير الزيارة بصمتٍ نفسها كما لم يشهد لبنان يومًا.
الجميع ينتظر... الجميع يحسب ألف حسابٍ لزيارةٍ يعتبرونها مفصليّةً... الجميع يتكهّن ما سينطق به البابا في غمرة الأزمات التي تعصف بالعالم العربي وبأبناء كنيسته على وجه التحديد... وحدهم المنظمون والمواكبون يصرّون على أن قداسته لا يحمل رسالةً سياسية بل هي مجرّد زيارة رعوية. تكهّناتٌ لم تكن قويّةً حدّ اختراق دُرج البابا الخاص لقراءة ما كتبه في كلمته التاريخية خصوصًا بعدما حسم ناطقٌ باسم الفاتيكان (الأب فيديريكو لومباردي) مساء أمس ماهية الزيارة فأكد أن البابا لا يزور لبنان كـ"زعيم سياسي قوي" ولا يجب التوقع منه أن يعطي تعليمات معينة الى المسيحيين السوريين في شأن أزمة بلادهم".
ظروفٌ مختلفة
يعلم البابا جيداً أن أي كلمةٍ تحمل أكثر من بُعدٍ قد تحمّله موقفاً سياسيًا في ظروفٍ لا تشبه تلك التي رافقت زيارة سلفه الطوباوي. فكيف يستعد لبنان سياسيًا لاستقبال البابا؟ وأي ترتيبات تتبناها الأحزاب؟ وكيف ستتعاطى المجموعات السلفيّة مع هذه الزيارة؟ وأي استعداداتٍ في كواليس حزب الله خصوصًا أن الأمتار الأولى للحبر الأعظم لا بدّ أن تكون في عقر الحزب؟ وهل تحمل 14 آذار أي شكوى لقداسته خصوصًا أن علاقتها ببكركي اليوم لا تشبه شهر عسلها الطويل مع البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير؟
رفض المشروع الاميركي الاسرائيلي
يؤثر حزب الله عدم الخروج بتصاريح إعلامية حتى في ما يتعلق بزيارة البابا رغم أنه ماضٍ في التحضير لهذه الزيارة كأيّ فريق آخر. ويكتفي عضو كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي بالقليل عبر "صدى البلد" مشيراً الى أن " الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحًا في موقفه المرحّب بهذه الزيارة". وأكد أن "حزب الله سيشارك في الاستقبال في القصر الجمهوري على رأس وفد يوم السبت المقبل". وما إذا ستكون هناك كلمة للوفد قال الموسوي: "لا بدّ من تلمّس ترتيبات القصر قبل حسم الأمور". وكان الموسوي أكد عقب لقائه الوزير غازي العريضي أن "زيارة البابا ليست تاريخية فقط، بل أهم ما تعكسه وجود قرار فاتيكاني برفض المشروع الاميركي الاسرائيلي التقسيمي للمنطقة الذي يُسقط من الحسابات الوجود المسيحي في الشرق الأوسط".
"طق حنك"
وشدد وزير الدولة أحمد كرامي في حديثٍ لـ "صدى البلد" على أن "البابا سيُستقبل بالأحضان وبقلبٍ مفتوح هو والبركة التي يحملها". وعن المواقف التي صدرت من طرابلس والتي طالبت بمقاطعة البابا قال كرامي: "في كل بلد وقرية شواذ. هذا نسميه "طقّ حنك" فهل يجب أن نردّ على كلّ صوتٍ؟ البابا مرحبٌ فيه في طرابلس وفي كل لبنان ليباركهما فهو بابا الجميع، ونحن في طرابلس نعيش بشراكة ومحبة مع إخواننا المسيحيين". وعن الرسالة التي ينتظرونها من قداسته أجاب كرامي: رسالة الصلاة للبنان وحمايته".
مخاطبة الضمير والوجدان
في دوره أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" علي خريس لـ "صدى البلد" أن "البابا السابق عندما زار لبنان كان للرئيس نبيه بري موقفٌ لافت واليوم نعتبر هذه الزيارة رسالة إنسانية مبدئيّة تخاطب الوجدان والعقل. لا شكّ أن لزيارة البابا للبنان قدسية خاصة وتقديراً واحترامًا لدى الجميع اللبنانيين". وشدد على أن "حركة أمل ستكون في مقدمة مستقبلي البابا خصوصًا في هذه الظروف القاسية التي نحتاج فيها أكثر من أيّ وقتٍ مضى الى رسالة ستكون حكمًا لمصلحة العالم والمنطقة ولبنان حيث سيخاطب الضمير اللبناني ويكرّس صيغة العيش المشترك وحماية لبنان. وكما قال سلفه إن لبنان قطعة من السماء، لزيارة قداسته أهمية قصوى، لذا نشدد اليوم على جوهر هذه الزيارة والمعاني الإنسانية التي تحملها".
أمنٌ مستتبّ
وعن دور الرئيس برّي في إرساء صيغة التهدئة وتمرير الزيارة بهدوء وأمان قال خريس: "لا نريد أن يكون هذا الهدوء والاستقرار مرهونين بالزيارة فقط بل نريدهما في كل ربوع لبنان. ففي الفترة التي شهد لبنان توترات أمنية متنقلة كان موقفنا واضحًا لجهة رفضنا أن يكون هناك أمنٌ إلا الأمن اللبناني وجيشٌ إلا الجيش اللبناني وسلطةٌ إلا السلطة اللبنانية وهذا ما نسعى اليه جاهدين مع حلفائنا. أعتقد أن الدولة ستضطلع بدورها وأن الأمن سيكون مستتبًا في المرحلة المقبلة أكثر من أي وقتٍ مضى".
مجيئه رسالة في ذاتها
ولفت عضو كتلة "المستقبل" محمد الحجار لـ "صدى البلد" الى أن "14 آذار تثمّن وتقدر الى أبعد حدّ زيارة البابا كونها تأتي لتؤكد دور لبنان كنموذج للعيش المشترك والواحد في هذه المنطقة وفي هذه الظروف الصعبة. كما تعكس الزيارة الأهمية التي يوليها الحبر الأعظم لهذا الوطن واستقراره والتآخي بين الأديان". وعما إذا كانت لدى 14 آذار أي رسالة تنقلها الى البابا قال الحجار: "نعتبر أن مجيء البابا الى لبنان في ذاته رسالة". ولكنكم في شبه طلاقٍ مع بكركي اليوم؟ يعلّقّ الحجار: "الأمور ليست كذلك. كان هناك اختلاف في بعض وجهات النظر والمواقف خصوصًا تلك التي أطلقها غبطته بُعيد تسلمّه السدّة البطريركية من الربيع العربي وأهمية بقاء النظام السوري للمسيحيين ويومها أكدنا أننا لا نتفق مع ما قاله، ولكن الأمور تتطوّر اليوم حدّ وصولنا الى لغةٍ مشتركة تقريباً". وعما إذا كان منتظراً من البابا أن يقارب موضوع الربيع العربي أضاف: "لا شكّ أنه سيقارب الربيع العربي في الإرشاد الرسولي الذي سيوقعه من لبنان لجهة تناوله دور المسيحيين العرب واللبنانيين بالذات في منطقةٍ تشهد تقلباتٍ وتغيرات".
سنشارك سياسيًا وشعبياً
موقفٌ يلتقي مع ما أكده النائب هادي حبيش لـ"صدى البلد" مشددًا على أن "مرحلة البرودة بين بكركي و14 آذار أصبحت من الماضي وأن فريق 14 آذار لا يمكن إلا أن يكون الى جانب بكركي". ولفت حبيش الى أن "حفاوة استقبال البابا غير مرتبطة أصلاً ببرودة العلاقة مع بكركي رغم أن العلاقات عادت الى مجاريها الطبيعية اليوم". وأشار الى أن "فريق 14 آذار سيشارك سياسيًا وشعبياً في استقبال البابا"، نافياً أن "تكون هناك أي لقاءات جانبية بين 14 آذار والبابا باسثتناء تلك التي تندرج في اللقاءات البروتوكولية". واعتبر حبيش أن "لبنان سينجح بكل أطيافه وأحزابه وطوائفه في تأمين الجو المناسب لإنجاح هذه الزيارة".
رسالة توضيحية
وأشار عضو هيئة العلماء المسلمين في طرابلس الشيخ نبيل رحيم لـ "صدى البلد" الى أن "طرابلس متنوّعة ولا يمكن لأي رأي أن يختصرها أو يمثل كل أطيافها ومذاهبها وتياراتها، علمًا أن الغالبية العظمى في طرابلس تؤيد التعايش والسلم الأهلي وعدم حصول أي تصادم أو تقاتل بين الطوائف والمذاهب. وزيارة البابا هي زيارة للسلام وديننا هو دين السلام، لذا يجب أن نسعى جميعنا الى تطبيق هذه الرسالة وتكريس السلام في لبنان والمنطقة. كما سبق وأعلنا أننا نرحّب بهذه الزيارة لترسيخ المفاهيم والقيم التي يحملها البابا". وعن رفضهم الحديث عن اضطهاد المسيحيين قال رحيم: "طبعاً نرفض التسليم بأن المسيحيين مضطهدون كما نرفض هذه الهواجس التي تصوّر وكأن الثورات العربية تريد اضطهاد المسيحيين أو الأقليات، والدليل على ذلك أن شيئًا لم يتغير في تونس أو مصر". ولكن أي رسالةٍ تنتظرونها من البابا قد يوجهها الى العالم الإسلامي وتحديداً الى مسلمي لبنان؟ يجيب رحيم: "أثيرت بعض الشبهات حول إساءة البابا الى النبي محمد، لذا نتمنى أن تكون له رسالة بصوتٍ عالٍ يؤكد فيها احترامه للنبي وللدين الإسلامي بما يزيل كل الشبهات وسوء التفاهم الذي وقع".
إذاً النفوس كما الشوارع بدأت تستعدّ لزيارةٍ تاريخيّة دفعت بجميع الأطراف الى اعتناق سياسة الصمت لأيام ثلاثة... صمتٌ ينسجم مع هيبة اللحظة وعمق الرسالة التي استبق الفاتيكان أيّ تكهنٍ لمضمونها: البابا هنا ولكن ليس كقائدٍ سياسي. رسالةٌ واضحة الى الجميع مفادُها: لا تسيّسوا هذه الزيارة.
يوم ارتفعت صور البابا بنديكتوس السادس عشر في الضاحية الجنوبية وأمام مسجد الأمين وسط العاصمة فهم الفاتيكان أن زيارة قداسته "مباركة"... مباركةٌ سرعان ما ترجمها كلُّ فريقٍ سياسيٍّ انهماكًا في التحضير للزيارة المرتقبة. وبين هذا الذي يحرص على تعليق صور الحبر الأعظم في منطقته وذاك الذي يؤمّ بكركي عارضًا خدماته، تفرض مشهديّة التهدئة الإجماعية وتمرير الزيارة بصمتٍ نفسها كما لم يشهد لبنان يومًا.
الجميع ينتظر... الجميع يحسب ألف حسابٍ لزيارةٍ يعتبرونها مفصليّةً... الجميع يتكهّن ما سينطق به البابا في غمرة الأزمات التي تعصف بالعالم العربي وبأبناء كنيسته على وجه التحديد... وحدهم المنظمون والمواكبون يصرّون على أن قداسته لا يحمل رسالةً سياسية بل هي مجرّد زيارة رعوية. تكهّناتٌ لم تكن قويّةً حدّ اختراق دُرج البابا الخاص لقراءة ما كتبه في كلمته التاريخية خصوصًا بعدما حسم ناطقٌ باسم الفاتيكان (الأب فيديريكو لومباردي) مساء أمس ماهية الزيارة فأكد أن البابا لا يزور لبنان كـ"زعيم سياسي قوي" ولا يجب التوقع منه أن يعطي تعليمات معينة الى المسيحيين السوريين في شأن أزمة بلادهم".
ظروفٌ مختلفة
يعلم البابا جيداً أن أي كلمةٍ تحمل أكثر من بُعدٍ قد تحمّله موقفاً سياسيًا في ظروفٍ لا تشبه تلك التي رافقت زيارة سلفه الطوباوي. فكيف يستعد لبنان سياسيًا لاستقبال البابا؟ وأي ترتيبات تتبناها الأحزاب؟ وكيف ستتعاطى المجموعات السلفيّة مع هذه الزيارة؟ وأي استعداداتٍ في كواليس حزب الله خصوصًا أن الأمتار الأولى للحبر الأعظم لا بدّ أن تكون في عقر الحزب؟ وهل تحمل 14 آذار أي شكوى لقداسته خصوصًا أن علاقتها ببكركي اليوم لا تشبه شهر عسلها الطويل مع البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير؟
رفض المشروع الاميركي الاسرائيلي
يؤثر حزب الله عدم الخروج بتصاريح إعلامية حتى في ما يتعلق بزيارة البابا رغم أنه ماضٍ في التحضير لهذه الزيارة كأيّ فريق آخر. ويكتفي عضو كتلة الوفاء للمقاومة نواف الموسوي بالقليل عبر "صدى البلد" مشيراً الى أن " الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحًا في موقفه المرحّب بهذه الزيارة". وأكد أن "حزب الله سيشارك في الاستقبال في القصر الجمهوري على رأس وفد يوم السبت المقبل". وما إذا ستكون هناك كلمة للوفد قال الموسوي: "لا بدّ من تلمّس ترتيبات القصر قبل حسم الأمور". وكان الموسوي أكد عقب لقائه الوزير غازي العريضي أن "زيارة البابا ليست تاريخية فقط، بل أهم ما تعكسه وجود قرار فاتيكاني برفض المشروع الاميركي الاسرائيلي التقسيمي للمنطقة الذي يُسقط من الحسابات الوجود المسيحي في الشرق الأوسط".
"طق حنك"
وشدد وزير الدولة أحمد كرامي في حديثٍ لـ "صدى البلد" على أن "البابا سيُستقبل بالأحضان وبقلبٍ مفتوح هو والبركة التي يحملها". وعن المواقف التي صدرت من طرابلس والتي طالبت بمقاطعة البابا قال كرامي: "في كل بلد وقرية شواذ. هذا نسميه "طقّ حنك" فهل يجب أن نردّ على كلّ صوتٍ؟ البابا مرحبٌ فيه في طرابلس وفي كل لبنان ليباركهما فهو بابا الجميع، ونحن في طرابلس نعيش بشراكة ومحبة مع إخواننا المسيحيين". وعن الرسالة التي ينتظرونها من قداسته أجاب كرامي: رسالة الصلاة للبنان وحمايته".
مخاطبة الضمير والوجدان
في دوره أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" علي خريس لـ "صدى البلد" أن "البابا السابق عندما زار لبنان كان للرئيس نبيه بري موقفٌ لافت واليوم نعتبر هذه الزيارة رسالة إنسانية مبدئيّة تخاطب الوجدان والعقل. لا شكّ أن لزيارة البابا للبنان قدسية خاصة وتقديراً واحترامًا لدى الجميع اللبنانيين". وشدد على أن "حركة أمل ستكون في مقدمة مستقبلي البابا خصوصًا في هذه الظروف القاسية التي نحتاج فيها أكثر من أيّ وقتٍ مضى الى رسالة ستكون حكمًا لمصلحة العالم والمنطقة ولبنان حيث سيخاطب الضمير اللبناني ويكرّس صيغة العيش المشترك وحماية لبنان. وكما قال سلفه إن لبنان قطعة من السماء، لزيارة قداسته أهمية قصوى، لذا نشدد اليوم على جوهر هذه الزيارة والمعاني الإنسانية التي تحملها".
أمنٌ مستتبّ
وعن دور الرئيس برّي في إرساء صيغة التهدئة وتمرير الزيارة بهدوء وأمان قال خريس: "لا نريد أن يكون هذا الهدوء والاستقرار مرهونين بالزيارة فقط بل نريدهما في كل ربوع لبنان. ففي الفترة التي شهد لبنان توترات أمنية متنقلة كان موقفنا واضحًا لجهة رفضنا أن يكون هناك أمنٌ إلا الأمن اللبناني وجيشٌ إلا الجيش اللبناني وسلطةٌ إلا السلطة اللبنانية وهذا ما نسعى اليه جاهدين مع حلفائنا. أعتقد أن الدولة ستضطلع بدورها وأن الأمن سيكون مستتبًا في المرحلة المقبلة أكثر من أي وقتٍ مضى".
مجيئه رسالة في ذاتها
ولفت عضو كتلة "المستقبل" محمد الحجار لـ "صدى البلد" الى أن "14 آذار تثمّن وتقدر الى أبعد حدّ زيارة البابا كونها تأتي لتؤكد دور لبنان كنموذج للعيش المشترك والواحد في هذه المنطقة وفي هذه الظروف الصعبة. كما تعكس الزيارة الأهمية التي يوليها الحبر الأعظم لهذا الوطن واستقراره والتآخي بين الأديان". وعما إذا كانت لدى 14 آذار أي رسالة تنقلها الى البابا قال الحجار: "نعتبر أن مجيء البابا الى لبنان في ذاته رسالة". ولكنكم في شبه طلاقٍ مع بكركي اليوم؟ يعلّقّ الحجار: "الأمور ليست كذلك. كان هناك اختلاف في بعض وجهات النظر والمواقف خصوصًا تلك التي أطلقها غبطته بُعيد تسلمّه السدّة البطريركية من الربيع العربي وأهمية بقاء النظام السوري للمسيحيين ويومها أكدنا أننا لا نتفق مع ما قاله، ولكن الأمور تتطوّر اليوم حدّ وصولنا الى لغةٍ مشتركة تقريباً". وعما إذا كان منتظراً من البابا أن يقارب موضوع الربيع العربي أضاف: "لا شكّ أنه سيقارب الربيع العربي في الإرشاد الرسولي الذي سيوقعه من لبنان لجهة تناوله دور المسيحيين العرب واللبنانيين بالذات في منطقةٍ تشهد تقلباتٍ وتغيرات".
سنشارك سياسيًا وشعبياً
موقفٌ يلتقي مع ما أكده النائب هادي حبيش لـ"صدى البلد" مشددًا على أن "مرحلة البرودة بين بكركي و14 آذار أصبحت من الماضي وأن فريق 14 آذار لا يمكن إلا أن يكون الى جانب بكركي". ولفت حبيش الى أن "حفاوة استقبال البابا غير مرتبطة أصلاً ببرودة العلاقة مع بكركي رغم أن العلاقات عادت الى مجاريها الطبيعية اليوم". وأشار الى أن "فريق 14 آذار سيشارك سياسيًا وشعبياً في استقبال البابا"، نافياً أن "تكون هناك أي لقاءات جانبية بين 14 آذار والبابا باسثتناء تلك التي تندرج في اللقاءات البروتوكولية". واعتبر حبيش أن "لبنان سينجح بكل أطيافه وأحزابه وطوائفه في تأمين الجو المناسب لإنجاح هذه الزيارة".
رسالة توضيحية
وأشار عضو هيئة العلماء المسلمين في طرابلس الشيخ نبيل رحيم لـ "صدى البلد" الى أن "طرابلس متنوّعة ولا يمكن لأي رأي أن يختصرها أو يمثل كل أطيافها ومذاهبها وتياراتها، علمًا أن الغالبية العظمى في طرابلس تؤيد التعايش والسلم الأهلي وعدم حصول أي تصادم أو تقاتل بين الطوائف والمذاهب. وزيارة البابا هي زيارة للسلام وديننا هو دين السلام، لذا يجب أن نسعى جميعنا الى تطبيق هذه الرسالة وتكريس السلام في لبنان والمنطقة. كما سبق وأعلنا أننا نرحّب بهذه الزيارة لترسيخ المفاهيم والقيم التي يحملها البابا". وعن رفضهم الحديث عن اضطهاد المسيحيين قال رحيم: "طبعاً نرفض التسليم بأن المسيحيين مضطهدون كما نرفض هذه الهواجس التي تصوّر وكأن الثورات العربية تريد اضطهاد المسيحيين أو الأقليات، والدليل على ذلك أن شيئًا لم يتغير في تونس أو مصر". ولكن أي رسالةٍ تنتظرونها من البابا قد يوجهها الى العالم الإسلامي وتحديداً الى مسلمي لبنان؟ يجيب رحيم: "أثيرت بعض الشبهات حول إساءة البابا الى النبي محمد، لذا نتمنى أن تكون له رسالة بصوتٍ عالٍ يؤكد فيها احترامه للنبي وللدين الإسلامي بما يزيل كل الشبهات وسوء التفاهم الذي وقع".
إذاً النفوس كما الشوارع بدأت تستعدّ لزيارةٍ تاريخيّة دفعت بجميع الأطراف الى اعتناق سياسة الصمت لأيام ثلاثة... صمتٌ ينسجم مع هيبة اللحظة وعمق الرسالة التي استبق الفاتيكان أيّ تكهنٍ لمضمونها: البابا هنا ولكن ليس كقائدٍ سياسي. رسالةٌ واضحة الى الجميع مفادُها: لا تسيّسوا هذه الزيارة.
يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!