في ظل استمرار حالة التوتر الميداني والسياسي، يواجه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة خطر الانهيار في أي لحظة، مع تلويح إسرائيل المتكرر بالرد بقوة غير مسبوقة على ما تصفه بخروقات الهدنة، في وقت لا تزال فيه جثث 13 رهينة إسرائيليًا داخل القطاع دون تسليم.
وقال الصحفي من غزة، عماد أبو شاويش، في مداخلة لبرنامج «أول خبر» على إذاعة الشمس، إنّ «خرق اتفاق وقف إطلاق النار جاء بصورة مفجعة على الأرض، فقد ارتقى أكثر من مئة شخص أعزل كانوا نيامًا في منازلهم، قتلوا بلا ذنب ولا استعداد، في حين تُعاد وتشكل آليات الحرب مجددًا».
وأضاف: «قرار التصعيد جاء بعد اجتماع رأس السلطة الإسرائيلية، وِعَدّ بأنّه تُفتح أبواب القتل من جديد في كل وقت، وهؤلاء ضحايا هم الفلسطينيون وحدهم».
وواصل أبو شاويش: «دعنا لا نتحدث فقط عن النفط أو الغاز أو الخبز أو الدواء؛ دعنا نتحدث عن النفس البشرية التي تُقتل بالخوف. إنسان يخاف أن يأكل، أن يشرب، أن ينام، أن ينتج، أن يخرج لقضاء حاجته. تخيّل طفلًا نائمًا، توقّفت نومته بالقصف، وبعدها تستيقظ على صوت أزيز الطائرات وثقب الدمار. كيف يُقنعونه بأن يعيش بسلام؟».
وأوضح أنّ «الفتاة أو الفتى في غزة لا يعرف متى يُفتح المعبر أو تُخترق الهدنة؛ كل دقيقة احتمال موت. وفي المشهد هناك 600 ألف نازح تحت الخيام، وأغلبهم يعيشون تحت خط الفقر، ونصفهم أطفال. نحن أمام إخطار هجرة جماعية، ليس لأنهم يودّون الرحيل، بل لأنهم لا يستطيعون البقاء».
وختم أبو شاويش قائلاً: «نريد أن نكون أحياء، ليست فقط بقائنا على الأرض، بل باستعادة كرامتنا الإنسانية. وإلاّ فالحياة كلها بلا قيمة إنما نختنق داخلها بالخوف والعجز».