كشف د. أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي بمدينة غزة، عن أرقام صادمة تتعلق بضحايا الحرب من الأطفال، مؤكدًا أن استهدافهم لم يكن عرضيًا بل ممنهجًا.
وقال الفرا في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس: "نحن نتحدث عن نحو 22 ألف طفل ارتقوا خلال الحرب، وأكثر من 44 ألف طفل آخر أصيبوا بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى نحو 5000 طفل فقدوا حياتهم بسبب نقص الإمكانيات ومنعهم من تلقي العلاج خارج القطاع".
وأوضح د. الفرا أن "الأطفال وسيدات الحوامل كانوا من أكثر الفئات هشاشة في هذه الحرب"، مضيفًا: "لدينا حاليًا 110 آلاف سيدة حامل أو مرضع، 70% منهن يعانين من نقص الحديد و50% من سوء تغذية، ما ينعكس مباشرة على الجنين ويؤدي إلى حالات إجهاض أو ولادات مبكرة أو تشوهات خلقية".
وأشار إلى أن هذه الأرقام موثقة رسميًا بالصور والهويات وسجلات وزارة الداخلية، مؤكدًا أن "22 ألف طفل رقم لا يمكن تبريره بالقول إنه حدث بالخطأ أو كان أضرارًا جانبية. نحن نتحدث عن استهداف واضح للأطفال، وما جرى للطبيبة الراحلة آلاء القرم التي فقدت عشرة من أبنائها أثناء وجودهم في المنزل مثال صارخ على ذلك".
وفيما يتعلق بخروج الأطفال للعلاج خارج غزة، قال د. الفرا: "نعم، سفر الأطفال للعلاج ضرورة إنسانية لإنقاذ حياتهم، ولكن عندما يُسمح بخروج العائلات بأكملها فهذا يتحول إلى شكل من أشكال التهجير. إذا خُيّرت بين أن يبقى الطفل ويموت أو يسافر ليحيا، فسأختار أن يعيش في أي مكان إلى أن يعود يومًا إلى وطنه".
وحول تأثير وقف إطلاق النار المؤقت، أكد د. الفرا أن "الوضع الإنساني والطبي لم يتغير فعليًا. ما زالت المساعدات محدودة جدًا، وما يدخل من شاحنات لا يتجاوز 10% من احتياجات القطاع".
وأضاف: "المواد التي تصل معظمها غذائية لكنها تفتقر للعناصر الأساسية، فلا بروتين ولا بيض ولا حليب. ما يدخل هو معكرونة وسكر وأرز، وحتى الدجاج المجمد أسعاره خيالية مقارنة بباقي المناطق".
وختم بالقول: "الأمل كان أن يخفف وقف النار من المأساة، لكنه لم يغير شيئًا في الواقع الطبي، وما زالت المستشفيات تعمل بأدنى الإمكانيات، بينما يدفع الأطفال الثمن الأكبر".
