في أعقاب نشر نتائج استحقاق شهادة "البجروت" لعام 2024، أكدت مديرة عام لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، الدكتورة سماح الخطيب أيوب، أن النتائج تُظهر تحسناً طفيفاً في معدلات الاستحقاق لدى طلاب المجتمع العربي.
وشددت على أن الفجوات البنيوية بين التعليم العربي والعبري ما زالت قائمة، في ظل تحديات اجتماعية واقتصادية وأمنية متصاعدة.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن توقيت نشر النتائج لم يكن بريئاً، معتبرة أنه جاء لصرف الأنظار عن الواقع الصعب الذي يعيشه المجتمع العربي في ظل تفشي العنف والجريمة، وتركيز الأضواء على النجاحات الفردية بدل النظر إلى الصورة الشاملة.
الفجوة تتسع
وأضافت أن نسبة استحقاق البجروت في جهاز التعليم العربي بلغت نحو 78%، مقابل نحو 86.8% في التعليم العبري غير الحريدي، ما يعني استمرار فجوة تُقدّر بنحو 8.5% لصالح التعليم العبري، رغم تشابه المناهج الرسمية في الجانبين.
وأوضحت أن الحديث عن تفوّق التعليم العربي على العبري "غير دقيق مهنياً"، وأن الاحتفاء المفرط بالأرقام يخفي حقيقة الفوارق في جودة الشهادات ونوعيتها.
وأكدت أن بعض المدارس العربية، خصوصاً الأهلية وغير الرسمية، حققت نسب نجاح مرتفعة رغم محدودية الدعم الحكومي، مشيرة إلى أن ذلك يكرّس اتجاهاً متزايداً نحو التعليم الخاص ويُضعف التعليم الرسمي، ما قد ينتج فوارق طبقية داخل المجتمع الفلسطيني في الداخل.
تقليص ميزانيات التعليم العربي
كما انتقدت الخطيب أيوب سياسات تقليص ميزانيات التعليم العربي وتحويل جزء من مخصصات الخطة الخمسية لمشاريع مكافحة العنف، معتبرة أن هذا النهج "يعكس عنفاً بنيوياً مؤسسياً" ويُحمّل السلطات المحلية مسؤوليات ليست من صلاحياتها.
واختتمت بالتشديد على ضرورة التعامل الجماعي مع قضايا التعليم، وتطوير رؤية مهنية شاملة بالشراكة مع الهيئات المحلية ولجان أولياء الأمور، لضمان تعليم نوعي يُعزز الهوية والانتماء ويحصّن الأجيال القادمة من العنف والتهميش.
