شهدت مناطق واسعة من الضفة الغربية ليلة دامية جديدة، تخللتها مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي أسفرت عن ارتقاء الفتى جميل عاطف حنني (17 عامًا) متأثرًا بجروحه الحرجة التي أصيب بها خلال اقتحام بلدة بيت فوريك شرق نابلس مساء أمس.
وقال الصحافي محمد أبو ثابت من نابلس، إن قوات الجيش اقتحمت البلدة مرتين متتاليتين، وأطلقت الرصاص الحي باتجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح متفاوتة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس أن البلدة شهدت منذ السابع من أكتوبر ارتقاء أكثر من 11 ضحية خلال الاقتحامات المتكررة.
وفي الخليل، أكّد أبو ثابت أن شابًا آخر هو أحمد ربحي الأطرش ارتقى بعد أن أطلق عليه مستوطن النار عند مدخل المدينة الشمالي، موضحًا أن الشاب أُصيب برصاص حي في الرأس، بينما مُنعَت الطواقم الطبية من الوصول إليه رغم أنه كان لا يزال على قيد الحياة في اللحظات الأولى بعد إصابته.
وتابع: "الجيش الإسرائيلي نفّذ أيضًا حملات اعتقال ومداهمات في عدة مناطق من نابلس وسلفيت، بينها اعتقال السيدة اعتزاز عوض الله، زوجة الشهيد إبراهيم أبو هواش، إلى جانب الدكتورة منال الحاج حمد بدرساوي، وهي محاضِرة في جامعة النجاح، بعد مداهمة منزلها في شارع القدس، كما تم اعتقال أربعة مواطنين آخرين، وتفتيش منازلهم وإتلاف محتوياتها".
اعتداءات في موسم قطف الزيتون
وأشار أبو ثابت إلى أن هذه التطورات تأتي ضمن صورة ميدانية صعبة تشهدها الضفة الغربية في ظل تصاعد الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين، مؤكدًا أن تلك الاعتداءات تتواصل أيضًا في ظل موسم قطف الزيتون.
وأوضح أن موسم هذا العام يُعد "الأصعب والأخطر" من حيث تزايد هجمات المستوطنين، خاصة في مناطق شمال وشرق رام الله، وجنوب وغرب نابلس، حيث تتكرر الاعتداءات من قبل مجموعات المستوطنين المنطلقين من البؤر الاستيطانية الجديدة لمهاجمة المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم وقطف ثمار الزيتون.
كما أشار إلى أن الاعتداءات طالت أيضًا الأشجار والمعدات الزراعية في عدد من القرى، في وقت يعاني فيه الموسم من تدنٍ حاد في الإنتاج مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما يفاقم معاناة المزارعين الفلسطينيين الذين يعتمدون على الزيتون كمصدر رئيسي للرزق.
