قال بروفيسور محمد محاجنة، طبيب الأطفال المختص بأمراض الأعصاب، إن الدراسات الحديثة التي أشارت إلى احتمال ارتباط إصابة الحوامل بفيروس كورونا باضطرابات عصبية نمائية لدى أطفالهن، لا تعني بالضرورة أن الفيروس هو السبب المباشر لتلك الحالات.
وأوضح محاجنة، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن «الاحتمال الأكبر أن الالتهاب الناتج عن الإصابة، واستجابة الجهاز المناعي لدى الأم، هما ما قد يؤثران على نمو دماغ الجنين»، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، إذ «أثبتت دراسات سابقة وجود علاقة بين أي تلوث فيروسي أو جرثومي أثناء الحمل وبين زيادة احتمال الإصابة بالتوحد».
وأضاف أن من المبكر الجزم بأن فيروس كورونا تحديدًا يسبب التوحد، موضحًا أن أي التهاب خلال الحمل يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الجهاز المناعي للأم وإنتاج مواد كيميائية قد تعبر المشيمة وتؤثر على تطور الجنين، بما في ذلك اللغة أو الحركة أو القدرات الإدراكية.
وحول الجدل بشأن تطعيم الحوامل ضد كورونا والإنفلوانزا، أكد محاجنة ضرورة الالتزام بتعليمات وزارة الصحة التي توصي بأخذ التطعيمات في الوقت المحدد، موضحًا أن «لا يوجد أي إثبات علمي على أن لقاح الإنفلوانزا يسبب التوحد، بل العكس، فالإصابة بالفيروس خلال الحمل قد تكون أكثر خطرًا على الجنين من التطعيم نفسه».
وأشار إلى أن أخطر الفترات هي المراحل الأولى من الحمل، حيث يكون تأثير الالتهابات أكبر على الجنين، ناصحًا الحوامل باتخاذ الإجراءات الوقائية وإجراء الفحوصات عند ظهور أعراض قوية.
وختم محاجنة بالتأكيد على أن الدراسات الحالية «أولية وغير قاطعة»، داعيًا إلى عدم إثارة الهلع، مضيفًا أن «الحياة يجب أن تستمر بشكل طبيعي مع الالتزام بالتطعيمات ومتابعة التعليمات الصحية».