د. ثابت أبو الروس: إسرائيل تستخدم الاقتصاد الفلسطيني كورقة ضغط سياسي بعيدا عن المعايير المصرفية

shutterstock

shutterstock

أكد الخبير الاقتصادي الفلسطيني د. ثابت ابو الروس أن القرار الأخير المتعلق بتمديد الترتيبات المصرفية لمدة اسبوعين فقط لا يحمل أي بعد اقتصادي، بل يمثل قرارا سياسيا خالصا يندرج ضمن سلسلة ضغوط إسرائيلية ممنهجة على الاقتصاد الفلسطيني.


::
::


 وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أشار إلى أنه منذ توقيع اتفاقية باريس الاقتصادية عام 1994 لم تسجل البنوك الفلسطينية مخالفات تبرر هذا النوع من التشديد، مما يعني أن الهدف سياسي بحت وليس فنيا.



واعتبر أن إعلان التمديد عبر وسائل الإعلام بدلا من مخاطبة الجهاز المصرفي الفلسطيني بشكل رسمي يمثل رسالة واضحة باستثناء الفلسطينيين من آلية اتخاذ القرار.



شلل في حركة التجارة الفلسطينية



وأوضح أبو الروس أن انتهاء التمديد بعد أسبوعين فقط قد يؤدي إلى شلل حقيقي في حركة التجارة الفلسطينية، نظرا لاعتماد المستوى الأعظم من التبادلات المالية على الجهاز المصرفي كوسيط رئيسي بين التجار الفلسطينيين ونظرائهم في إسرائيل.



وأشار إلى أن 61% من التبادلات الشهر الماضي كانت فلسطينية إسرائيلية مباشرة، وان وقف هذه القناة سيضر بالاقتصاد الاسرائيلي قبل الفلسطيني، لان التاجر الإسرائيلي هو المورد في اغلب المعاملات.



وتابع: "السلطة الفلسطينية حاولت منذ عام 2020 بناء بدائل للتقليل من التبعية للمصارف الاسرائيلية، منها فكرة انشاء شركة وساطة فلسطينية، أو الاستعانة بدولة وسيطة، اضافة الى توسيع التحويلات الالكترونية، لكن تنفيذ هذه البدائل على الأرض ليس سهلا، أثر الأزمة سيظهر فورا في حياة الأفراد والتجار، ما يجعل القرار الاسرائيلي ذو أثر مباشر على تفاصيل الحياة الاقتصادية اليومية".


مكاسب سياسية


و أشار  إلى أن اسرائيل تستخدم هذه الملفات لانتزاع مكاسب سياسية، مستشهدا بحادثة ربط التمديد السابق برفع عقوبات عن مسؤولين اسرائيليين.


كما لفت إلى أن وزير المالية الاسرائيلي سموتريتش يسعى إلى "إعادة تعريف" العلاقة المصرفية بطريقة تجعلها أكثر تشددا، رغم المكاسب الكبيرة التي تجنيها إسرائيل من الاقتصاد الفلسطيني، الذي يعتمد بنسبة عالية على العملة الإسرائيلية ويشكل سوقا مركزية للبضائع الاسرائيلية.



وختم أبو الروس بالقول إن الطريقة التي جرى بها التمديد الاخير، عبر الإعلان الإعلامي وتجاهل المخاطبات الرسمية، تكشف طبيعة المرحلة الحالية التي تحاول فيها اسرائيل تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي معا، وفرض شروط جديدة تحول العلاقة المالية إلى أداة ضغط مستمرة على السلطة الفلسطينية.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play