عربي

ايهاب جلاد: الأقصى والقدس هما قلب فلسطين وهما مسألة وجودية

::
::

تقوم مجموعات استيطانية مختلفة، من المتدينين اليهود، خلال أيام عيد الفصح العبري، باقتحامات متكررة ويومية إلى الحرم القدسي الشريف، الأمر الذي يرفع منسوب التوتر في القدس.

وحول الموضوع كان لنا لقاء مع إيهاب جلّاد، الباحث في تاريخ المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس،

جموع المتدينين اليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى في هذه الأيام يحاولون اعطاء انطباع بأن الأقصى أصبح معبدًا يهوديا، وبالتالي فإنهم يستطيعون اقامة الطقوس وتقديم القرابين وكأنه معبد من الأزمان السالفة.

وأشار جلّاد إلى معارضة الحاخامية الكبرى في إسرائيل دخول باحات الأقصى، إلا أنه على ما يبدو فإن هذه الفئة تبتغي الحصول على منافع سياسية على صعيد جمهورهم، المتطرف بغالبيته.

وقال جلّاد إنّ هذه المجموعات تحاول نسج تاريخ جديد وربطه بالتاريخ القديم، رغم أن الأمم تتغيّر، فعلى سبيل المثال بنو إسرائيل في الزمن الغابر ليسوا هم بني إسرائيل اليوم، لذا لا يمكننا العودة إلى الوراء، وربط تاريخ مضى، بأحداث آنية، وشرعنة مطالبات آنية حديثة بتاريخ غابر. وأضاف أنه من الممكن لنا إثبات ذلك اليوم بالأبحاث الجينية، ففي الماضي، الكثير من العائلات التي كانت يهودية وعاشت في هذه البلاد أصبحت لاحقًا مسيحية أو مسلمة.

وأشار جلّاد إلى أن مسألة الادعاءات حول ملكية المواقع المقدسة من قبل هذه الجماعات أصبحت بالنسبة للمقدسيين، خاصة في سياق اقتحامات الأقصى المتكررة، مسألة وجودية، مسألة "نكون أو لا نكون"، وليس فقط مسألة دينية أو تاريخية. وأضاف أن المسجد الأقصى هو قلب فلسطين، والسيطرة عليه هي السيطرة الفعلية على البلاد، كما قال بن غوريون إن السيطرة على أرض إسرائيل هي السيطرة على القدس، والسيطرة على القدس هي السيطرة على الهيكل.

وتوقّع جلّاد أن يتوجه المجتمع الاسرائيلي نحو التطرف والتشدد الديني والقومي أكثر وأكثر، الأمر الذي سوف يأخذ هذا المجتمع إلى منحى خطير وإلى مقاربات ليست في مصلحة أحد.

وأشار جلّاد إلى أحداث حصلت في الماضي القريب والبعيد تدل على أن أية محاولة للسيطرة على الأقصى تقود إلى اشتعال الأمور محليا واقليميا، مضيفا أن الأمور متجهة نحو التصعيد إذا ما أصرت إسرائيل وحكومتها على التعامل مع موضوع الأقصى بطريقتها الحالية.


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.