قررت الحكومة الإسرائيلية أمس الأحد، إغلاق قناة الجزيرة القطرية في إسرائيل، بدعوى "دعمها لحركة حماس"، من خلال قانون سنته الحكومة في الكنيست، يقضي بإغلاق القنوات المعادية لإسرائيل، وكانت قد بدأت بإغلاق قناة الميادين. واقتحمت قوات الأمن مكاتب قناة الجزيرة في أعقاب هذا القرار.
وللحديث عن الموضوع التقينا البروفيسور أمل جمّال، أستاذ العلوم السياسية، الذي قال إن هناك محاولات منذ سنوات، خاصة مع صعود اليمين المتطرف إلى سدّة الحكم، تغيير خريطة الإعلام في إسرائيل، والآن قناة الجزيرة هي المستهدفة.
وقال إن السلطة في إسرائيل تريد أن تخفت الأصوات المعارضة، وأن تخفي صور ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، والتي أدت إلى تغيير كبير في الرأي العام العالمي، وخاصة في الدول الغربية.
وأشار إلى أنّ أول من شرعن الصوت الإسرائيلي وأسمعه في كل العواصم العربية، كانت الجزيرة، التي حاولت أن تكون منفتحة على كل الأصوات منذ بداية طريقها. ولفت إلى أن قرار إغلاق الجزيرة هو قرار سياسي وجزء لا يتجزأ من محاولة الضغط على قطر وعلى حركة حماس، للتوصل إلى اتفاق يلائم الرغبات الإسرائيلية.
وردًا على سؤال حول علاقة اغلاق قناة الجزيرة، وتضييق الخناق على الإعلام، بالانقلاب القضائي الذي قادته هذه الحكومة منذ ما قبل الحرب، قال بروفيسور جمّال إن الانقلاب القضائي هو عمليًّا انقلاب دستوري وسياسي، فهناك محاولة للحد من الحريات وعلى رأسها حرية التعبير عن الرأي. مشيرًا إلى أن الحكومة باتت تسحب الشرعية عن كل من يتحدث بما لا يلائم خط هذه الحكومة السياسي.
وقال بروفيسور جمّال، إنّ قرار إغلاق الجزيرة ساري المفعول بشكل أولي لخمسة وأربعين يومًا، مما يدل على أنّه قرار سياسي هادف لتشكيل الضغط على الحكومة القطرية لتهادن المواقف الإسرائيلية في ما يتعلق بالصفقة مع حركة حماس. وأكد على الأمل بأن لا يستمر إغلاق الجزيرة لفترة أطول.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.