منذ بداية الأحداث الدامية في سوريا، بذل الفلسطينيّون في سوريا، ومنهم حركة "حماس" بطبيعة الحال، جهوداً مضنية للنأي بأنفسهم عن تداعيات المواجهات بين النظام الحاكم في دمشق من جهة، وأطراف المعارضة المسلّحة من جهة أخرى. لكن هذا الموقف الحيادي راح يتراجع تدريجاً، نتيجة سقوط العديد من اللاجئين الفسلطينيّين بين قتيل وجريح، بفعل تداخل المخيّمات الفلسطينيّة في سوريا مع كثير من الأحياء السورية التي تشهد مواجهات عسكرية مفتوحة.
وخلال الساعات الماضية، بلغت العلاقة بين النظام السوري وقيادة "حماس" مرحلة جديدة، بعد إتهام التلفزيون الرسمي السوري رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل "بالتخلّي عن المقاومة وترك ساحات الجهاد والتوجه إلى مغانم السلطة"، وأنه تناسى إستقبال سوريا له بعد أن "كان مشرّداً ومطروداً ومرفوضاً من كل الدول العربيّة"، وحتى بأنّه "خائن وجاحد"! فما هي الأسباب بحسب وجهة النظر السورية؟
أولاً: مغادرة كل قادة حركة حماس مكاتبهم السابقة في سوريا إلى مصر التي تدعم المعارضة السورية، وتمضية مشعل معظم وقته في قطر التي تعتبرها سوريا حالياً من أكثر الدول دعماً للمعارضين فيها.
ثانياً: إشادة حركة "حماس" في شباط الماضي "بالثورة السورية"، ومهاجمتها بقسوة الإجراءات العسكريّة المعتمدة من قبل الجيش السوري النظامي، وتغاضيها عن "العمليّات الإرهابية" ضد المدنيّين.
ثالثاً: تحوّل المخيّمات الفلسطينية التي تضم نحو نصف مليون لاجئ في الداخل السوري، إلى ملاذات آمنة بالنسبة إلى المعارضين للنظام الحاكم في دمشق، وتوفير جماعات مختلفة داخل هذه المخيّمات الدعم اللوجستي للمعارضين السوريّين، وحتى مشاركة البعض منها بشكل مباشر في العمليّات الأمنية ضد الجيش السوري.
رابعاً: تناسي قادة حماس الدعم السوري لهم سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً، منذ بداية الإنتفاضة الفلسطينية ضد الإسرائيليين، على الرغم من كل الضغوط السياسية والدبلوماسية والإقتصادية التي تعرّضت لها القيادة في دمشق.
خامسا: وصول مقاتلين فلسطينيّين من مخيّمات الأردن ولبنان إلى الداخل السوري، ومشاركتهم بالعمليّات العسكرية ضد الجيش السوري النظامي، في ظلّ رفع يد من قبل الجماعات الإسلامية الفلسطينيّة، ومنها حركة حماس بالتحديد.
سادسا: مشاركة مشعل في المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقره، إلى جانب رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، والرئيس المصري محمد مرسي اللذين يعاديان النظام السوري حالياً، وتأكيده دعم حماس "للثورة السورية"، معتبراً أنّ سوريا تتطلّع للتحرّر، مثلها مثل مصر وتونس واليمن، الأمر الذي شكّل القشّة التي قسمت ظهر البعير!
في المقابل، وبحسب وجهة النظر الفلسطينيّة، فإنّ تغيّر موقف "حماس" من النظام الحاكم في دمشق يعود إلى الأسباب التالية:
أولاً: رفض القيادة السورية الإستماع إلى الدعوات الفلسطينية لوقف الحلّ العسكري عموماً، ولتحييد المخيّمات خصوصاً.
ثانياً: إستمرار إستهداف عدد من المخيّمات الفلسطينية في سوريا، إما بالقصف أو بالمداهمات، وفي طليعتها مخيّم اليرموك الضخم، الأمر الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني منذ بدء الأحداث الدمويّة في سوريا حتى اليوم، إضافة إلى الجرحى والأضرار المادية الجسيمة.
ثالثاً: التضييق على حركة القيادات الفلسطينية في سوريا، والضغط عليها لإصدار بيانات مؤيّدة للنظام السوري ومندّدة بالمعارضة المسلّحة، والتنديد بأي موقف فلسطيني رافض للعمليّات الأمنية.
رابعاً: رفض مقولة مشاركة الفلسطينيّين بالقتال ضد الجيش السوري، باعتبار أنّ ما يحصل هو مجرّد تصرّفات فرديّة لا تعبّر عن سياسة الأحزاب الفلسطينية الرئيسة. وفي السياق عينه، رفض مقولة تسليح المعارضين السوريّين لصعوبة هذا الأمر عملياً ومالياً بالنسبة إلى حركة "حماس".
خامساً: رفض مقولة إستفادة الحركة من الدعم السوري ثم الإلتفاف عليه، باعتبار أنّ القيادة السورية إستفادت بدورها من إنتفاضة حركة "حماس" المسلّحة في فلسطين المحتّلة، وإستعملتها كورقة ضغط وتفاوض بيدها مع الدول الغربيّة.
ومما تقدّم، يبدو أنّ العلاقات السورية – الفلسطينيّة سائرة إلى مزيد من التدهور، باعتبار أنّ القيادة الفلسطينية المتمثّلة بالرئيس محمود عباس هي داعمة للمعارضة السورية. وبالتالي من شأن إنضمام حركة "حماس" إليها، أن يجعل الموقف الفلسطيني الرافض لسياسة دمشق أكثر شمولية، مع ما لهذا الأمر من تداعيات كبرى على كامل وضع المخيّمات الفلسطينية في سوريا، وكذلك في لبنان والأردن!
منذ بداية الأحداث الدامية في سوريا، بذل الفلسطينيّون في سوريا، ومنهم حركة "حماس" بطبيعة الحال، جهوداً مضنية للنأي بأنفسهم عن تداعيات المواجهات بين النظام الحاكم في دمشق من جهة، وأطراف المعارضة المسلّحة من جهة أخرى. لكن هذا الموقف الحيادي راح يتراجع تدريجاً، نتيجة سقوط العديد من اللاجئين الفسلطينيّين بين قتيل وجريح، بفعل تداخل المخيّمات الفلسطينيّة في سوريا مع كثير من الأحياء السورية التي تشهد مواجهات عسكرية مفتوحة.
وخلال الساعات الماضية، بلغت العلاقة بين النظام السوري وقيادة "حماس" مرحلة جديدة، بعد إتهام التلفزيون الرسمي السوري رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل "بالتخلّي عن المقاومة وترك ساحات الجهاد والتوجه إلى مغانم السلطة"، وأنه تناسى إستقبال سوريا له بعد أن "كان مشرّداً ومطروداً ومرفوضاً من كل الدول العربيّة"، وحتى بأنّه "خائن وجاحد"! فما هي الأسباب بحسب وجهة النظر السورية؟
أولاً: مغادرة كل قادة حركة حماس مكاتبهم السابقة في سوريا إلى مصر التي تدعم المعارضة السورية، وتمضية مشعل معظم وقته في قطر التي تعتبرها سوريا حالياً من أكثر الدول دعماً للمعارضين فيها.
ثانياً: إشادة حركة "حماس" في شباط الماضي "بالثورة السورية"، ومهاجمتها بقسوة الإجراءات العسكريّة المعتمدة من قبل الجيش السوري النظامي، وتغاضيها عن "العمليّات الإرهابية" ضد المدنيّين.
ثالثاً: تحوّل المخيّمات الفلسطينية التي تضم نحو نصف مليون لاجئ في الداخل السوري، إلى ملاذات آمنة بالنسبة إلى المعارضين للنظام الحاكم في دمشق، وتوفير جماعات مختلفة داخل هذه المخيّمات الدعم اللوجستي للمعارضين السوريّين، وحتى مشاركة البعض منها بشكل مباشر في العمليّات الأمنية ضد الجيش السوري.
رابعاً: تناسي قادة حماس الدعم السوري لهم سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً، منذ بداية الإنتفاضة الفلسطينية ضد الإسرائيليين، على الرغم من كل الضغوط السياسية والدبلوماسية والإقتصادية التي تعرّضت لها القيادة في دمشق.
خامسا: وصول مقاتلين فلسطينيّين من مخيّمات الأردن ولبنان إلى الداخل السوري، ومشاركتهم بالعمليّات العسكرية ضد الجيش السوري النظامي، في ظلّ رفع يد من قبل الجماعات الإسلامية الفلسطينيّة، ومنها حركة حماس بالتحديد.
سادسا: مشاركة مشعل في المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقره، إلى جانب رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، والرئيس المصري محمد مرسي اللذين يعاديان النظام السوري حالياً، وتأكيده دعم حماس "للثورة السورية"، معتبراً أنّ سوريا تتطلّع للتحرّر، مثلها مثل مصر وتونس واليمن، الأمر الذي شكّل القشّة التي قسمت ظهر البعير!
في المقابل، وبحسب وجهة النظر الفلسطينيّة، فإنّ تغيّر موقف "حماس" من النظام الحاكم في دمشق يعود إلى الأسباب التالية:
أولاً: رفض القيادة السورية الإستماع إلى الدعوات الفلسطينية لوقف الحلّ العسكري عموماً، ولتحييد المخيّمات خصوصاً.
ثانياً: إستمرار إستهداف عدد من المخيّمات الفلسطينية في سوريا، إما بالقصف أو بالمداهمات، وفي طليعتها مخيّم اليرموك الضخم، الأمر الذي أدّى إلى مقتل أكثر من 400 فلسطيني منذ بدء الأحداث الدمويّة في سوريا حتى اليوم، إضافة إلى الجرحى والأضرار المادية الجسيمة.
ثالثاً: التضييق على حركة القيادات الفلسطينية في سوريا، والضغط عليها لإصدار بيانات مؤيّدة للنظام السوري ومندّدة بالمعارضة المسلّحة، والتنديد بأي موقف فلسطيني رافض للعمليّات الأمنية.
رابعاً: رفض مقولة مشاركة الفلسطينيّين بالقتال ضد الجيش السوري، باعتبار أنّ ما يحصل هو مجرّد تصرّفات فرديّة لا تعبّر عن سياسة الأحزاب الفلسطينية الرئيسة. وفي السياق عينه، رفض مقولة تسليح المعارضين السوريّين لصعوبة هذا الأمر عملياً ومالياً بالنسبة إلى حركة "حماس".
خامساً: رفض مقولة إستفادة الحركة من الدعم السوري ثم الإلتفاف عليه، باعتبار أنّ القيادة السورية إستفادت بدورها من إنتفاضة حركة "حماس" المسلّحة في فلسطين المحتّلة، وإستعملتها كورقة ضغط وتفاوض بيدها مع الدول الغربيّة.
ومما تقدّم، يبدو أنّ العلاقات السورية – الفلسطينيّة سائرة إلى مزيد من التدهور، باعتبار أنّ القيادة الفلسطينية المتمثّلة بالرئيس محمود عباس هي داعمة للمعارضة السورية. وبالتالي من شأن إنضمام حركة "حماس" إليها، أن يجعل الموقف الفلسطيني الرافض لسياسة دمشق أكثر شمولية، مع ما لهذا الأمر من تداعيات كبرى على كامل وضع المخيّمات الفلسطينية في سوريا، وكذلك في لبنان والأردن!
يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!