رسالة بيغن للأسد: تهديد وضمانات
القوات الإسرائيلية تواصلت مع أنصار بشير الجميل عبر جبل لبنان
شغل الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان حيزاً كشبيراً في مراسلات بين رئاسة الحكومة البريطانية والسفارات في مختلف انحاء العالم، خصوصاً ان القضية تطورت الى تداخل الدول الكبرى في ترتيبات لوقف اطلاق النار ومنع امتداد الأزمة وتوسعها الى مختلف انحاء المنطقة او تهديد السلام في الشرق الاوسط، او حتى تعزيز العمليات «الارهابية» التي قد تستهدف مصالح غربية في المنطقة او العالم ما قد يهدد منابع النفط في ظل استمرار الحرب بين العراق وايران.
وفي الوثائق البريطانية تقرير ارسل من السفارة البريطانية في واشنطن الى وزارة الخارجية والى البعثة البريطانية في الامم المتحدة، يلخص محادثات وزير الدولة للشؤون الاوروبية دوغلاس هيرد مع الجنرال الكسندر هيغ وزير الخارجية الأميركية عن الأزمة اللبنانية وعن لقاء بين الطرفين في اوروبا.
تناول التقرير موجزاً عن اهداف مناحيم بيغن رئيس الحكومة الاسرائيلية كما اوجزها المبعوث الاميركي، اللبناني الاصل، فيليب حبيب الى مرؤوسيه في واشنطن.
وأظهر التقرير ان الأميركيين كانوا ينتظرون نتائج اضافية من مهمة حبيب وما اذا كان سيخرج باقتراحات محددة توقف اطلاق النار وتقدم القوات الاسرائيلية ما وراء نهر الليطاني باتجاه صيدا كما بدا من سير العمليات العسكرية الاسرائيلية.
بدا من التقرير ان الاميركيين كانوا بانتظار انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي اعتقد الاسرائيليون ان عمليتهم قد تستغرقها لتحقيق هدف احتلال المنطقة المستهدفة في ضوء تداعي الدفاعات الفلسطينية وانسحاب الفلسطينيين بسرعة من الجنوب اللبناني امام الاندفاعة الاسرائيلية.
.. وفرصة أخرى لإسرائيل
وبدا ان الاسرائيليين وسعوا المنطقة، وجعلوا قوات الرائد سعد حداد تشارك في العملية ووسعوا الرقعة التي سيطروا عليها. وكانت تل ابيب تنتظر ان تسارع الحكومة اللبنانية الى ابداء استعدادها لملء الفراغ بارسال قوات لتعزيز قدرات حداد وفرض السيطرة الكاملة للحكومة اللبنانية على المنطقة من دون الاخذ بالاعتبار قدرات سوريا او الفلسطينيين على عرقلة العملية.
وعلى رغم ان حبيب قال ان ذلك غير ممكن، اعطت الولايات المتحدة فرصة لهذا الرأي الاسرائيلي، خصوصاً ان الادارة الاميركية لم تر ان اي حل غير ذلك يمكن ان يقنع الاسرائيليين بالانسحاب ووقف عمليتهم.
ويوجز التقرير ان الحكومة اللبنانية برئاسة شفيق الوزان رفضت بشدة الغزو، وابدت رفضاً كاملاً لتنفيذ الاهداف الاسرائيلية، متشجعة بالموقف العربي الرسمي الذي أعلن شجبه وادانته الكاملة وطالب بانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية.
وتبين من التقرير ان الحكومة الاميركية رفضت الانجرار او التعهد بارسال قوات للمشاركة في اي ترتيبات أمنية دولية في جنوب لبنان.
وابدى التقرير قلقه من الدعم الاميركي الكامل للاسرائيليين في مساعيهم تكليف قوات حكومية لبنانية للسيطرة على الجنوب وحفظ أمن اسرائيل.
ضغط مرفوض
وأظهر التقرير ان هيغ رفض بشدة الضغط على اسرائيل واجبارها على الانسحاب من دون التوصل الى ترتيبات أمنية معينة، كما رفض بشدة اجبار اسرائيل على التخلي عن سعد حداد وجيش لبنان الجنوبي «لأن مناحيم بيغن كان يشعر بمسؤولية خاصة عن هذا الكيان ويثق فيه اكثر من ثقته باي قوة لبنانية اخرى».
واعطى الوزير الاميركي هيغ حجة عدم القدرة على الضغط على اسرائيل «لأنها قادرة على التصرف وحدها في اي عملية عسكرية كبيرة من دون مساعدة من الاميركيين او اي جسر جوي لامدادها بالاسلحة» كما ادعى.
ولخص التقرير الموقف بان الولايات المتحدة تريد اعطاء الاسرائيليين فرصة للتوصل الى حل حتى من دون مساعدة ولتنفيذ اهدافهم من دون ان تتوسع المعارك الحربية الى حرب مع سوريا على الرغم من ان الاخيرة لا تريد حرباً مع اسرائيل رغم ادعاءاتها.
ونصح التقرير الحكومة البريطانية بعدم القبول بما يمكن طرحه عن انسحاب قوات «يونيفيل» من منطقة الجنوب اللبناني.
ترحيل البريطانيين
وفي برقية عاجلة من الخارجية البريطانية الى السفارة في بيروت حملت تاريخ 9 يونيو 1982 نصحت باعداد ما يمكن وصفه بـ «ترحيل البريطانيين من العاصمة بيروت واخلاء السفارة ونقل الدبلوماسيين الى شرق العاصمة بعد اتلاف اي وثائق سرية وتحطيم اجهزة الاتصالات كي لا تقع في ايدي اي ميليشيا»، لكن الخارجية نصحت بابقاء وسائل للاتصال مع الحكومة اللبنانية مع البحث في امكانية استخدام مطار القليعات اللبناني العسكري لاجلاء البريطانيين بواسطة طائرة هركوليس تنقلهم الى قبرص.
وفي صباح التاسع من يونيو تلقت الخارجية البريطانية برقية عاجلة من بريان في السفارة البريطانية في تل ابيب تفيد ان القوات الاسرائيلية اصبحت في نقاط تجاوزت خط الـ40 كيلومتراً المستهدف رسمياً، وان سير المعارك يفيد ان القوات الاسرائيلية تتجه في مسار قد يكون العاصمة بيروت، كما ان قوة اسرائيلية مدرعة تتجه في الجبال وقد يكون هدفها قطع طريق بيروت – دمشق والامدادات السورية الى القوات في بيروت، كما ان قوة اسرائيلية ضخمة انطلقت الى الجبال المشرفة على مواقع القوات السورية في البقاع الجنوبي.
كما يعتقد ان الطائرات الاسرائيلية المقاتلة والقاذفة قد تهاجم الصواريخ التي كانت سوريا ركزتها في البقاع في اي لحظة. (تم ذلك على مدى يومي 9 و10 يونيو واوقعت اسرائيل ما يصل الى 100 طائرة ميغ من مختلف الانواع ودمرت قواعد الصواريخ سوفيتية الصنع ما اعتبر تصعيداً كبيراً في العمليات العسكرية).
وفي برقية لاحقة عاجلة افاد الملحق العسكري في السفارة البريطانية في تل ابيب ان القوات الاسرائيلية تقدمت الى خلدة جنوب بيروت واشتبكت مع القوات السورية هناك.
وقالت الوثيقة ان اسرائيل لا تتحدث عن الهدف البعيد، ويكتفي المسؤولون الاسرائيليون بالقول اننا نريد تسوية دائمة ومنع «الارهابيين» من قصف المستوطنات ومدن الشمال بالصواريخ.
وفي برقية لاحقة وعاجلة من السفارة في تل ابيب الى الخارجية، وقعها بيم، انه ليس لدى السفارة اي تأكيد ان القوات الاسرائيلية ستدخل بيروت، تحسباً من خسائر في اي حرب شوارع، وان القيادة لم تُخصص عدداً كافياً من الجنود لعملية من هذا النوع. واعرب الدبلوماسي البريطاني عن اعتقاده بان اسرائيل ستكتفي بحصار العاصمة ومن ثم تبدأ مفاوضات لتحقيق اهدافها وانها قد تكتفي بعمليات محدودة داخل العاصمة بواسطة قوات كوماندوس، ضد من تعتبرهم يمثلون خطراً ارهابياً عليها.
صمت سوري
وفي التاسع من يونيو أفاد المندوب البريطاني في الامم المتحدة ان المندوب السوري لم يتلق تعليمات للمشاركة في اي مناقشات حول أزمة لبنان تجري داخل الجمعية العامة او مجلس الأمن.
وتحدثت البرقية عن قرب وقوع اشتباكات ارضية بين القوات الاسرائيلية والسورية في مناطق جبلية والبقاع.
وفي برقية حملت تاريخ 9 يونيو من تل ابيب أفاد السفير روبرت موبرلي ان الساعات الـ24 المقبلة حساسة وخطيرة. ونقل عن اسحق شامير قوله في لقاء مع السفراء المعتمدين في تل ابيب ان اسرائيل لا تريد احتلال لبنان الى الابد، وانها ستنسحب بعدما تحقق اهدافها، مكتفياً بالقول ان اهداف العملية معلنة، وهي اقرار السلام والامن للمواطنين في الشمال.
وشدد ان القوات الاسرائيلية ستبقى في لبنان طالما استدعى الامر ذلك.
وتجنب شامير الرد عن اسئلة تناولت تحديد وقت للعملية، او ما اذا كانت اسرائيل تحاول تجنب اشراك سوريا في الحرب. وقال «لا نهتم بحرب مع سوريا»، وأضاف «اننا نريد ان تكون الجبهة اللبنانية بهدوء جبهة الجولان».
ولاحظ السفير، بعدما قارن ما قاله شامير، وبيان مناحيم بيغن أمام الكنيست، ان اهداف اسرائيل ابعد بكثير من المعلن. وعلق ان اسرئيل قد تريد في المطلق ابعاد قوات منظمة التحرير والفصائل عن لبنان، كي يستطيع توقيع معاهدة سلام معها من دون قلق او خوف، مما ينزع اوراقاً اضافية من ايدي النظام في سوريا.
ونقل السفير عن قطب في حزب العمل الاسرائيلي، ان قيادة الحزب اصبحت تشكك بالاهداف البعيدة للحملة العسكرية، وان لها تحفظات عن مجريات الحرب الآن.
تنصيب بشير الجميل رئيساً
وتوقع ان يستغل شارون النصر لقلب المعادلة في السياسة اللبنانية، ويحاول تنصيب بشير الجميل القائد العسكري للقوات اللبنانية رئيساً على لبنان، ومن ثم توقيع معاهدة سلام معه.
وقال ان التطورات قد تستدعي التشاور بشأن تشكيل قوات دولية لتملأ الفراغ بعد الانسحاب الاسرائيلي من محيط بيروت، اذا خرجت قوات منظمة التحرير، وابدى قلقه من مجازر قد تستهدف مجموعات فلسطينية، او مخيمات في غرب بيروت.
إزالة العامل السوري
واتفق الاميركيون والاسرائيليون، خلال مهمة المبعوث الاميركي، فيليب حبيب على ازالة «العامل السوري»، ونزع اوراق اساسية من الرئيس حافظ الأسد، قد يحاول المراوغة فيها لتأخير اي حل او لعرقلتها لمصلحته.
ويوم التاسع من يونيو 1982 غادر حبيب من اسرائيل الى سوريا، ناقلاً رسالة الى الرئيس السوري حافظ الأسد من مناحيم بيغن، تتضمن «تهديداً وضمانات»، كما جاء في برقية مصدرها السفارة البريطانية في تل ابيب، ارسلت الى وزارة الخارجية في لندن، وعثرت عليها القبس في وثائق الارشيف الوطني. وكانت القوات الاسرائيلية المشاركة في عملية «السلام للجليل» أكملت احتلال «فتح لند» في جنوب وشرق لبنان، في حين انسحبت قوات «فتح» والفصائل الى خلف القوات السورية، او الى بيروت، وبدأت قوات اسرائيلية تطوق العاصمة اللبنانية، وتحاول قطق طرق الامدادات الى القوات السورية في غرب بيروت عبر منطقة الجبل.
بشير بن بيغن!
وكانت اسرائيل ابلغت الاميركيين ودولاً غربية ان وجودها العسكري في الجبل، خصوصاً في عالية وبحمدون وعين زحلتا، كان «وقائياً ودفاعياً»، كما ادعت، ويؤهلها «للتواصل مع الحلفاء في الجبهة اللبنانية بزعامة بشير الجميل» الابن الروحي لمناحيم بيغن، وبعدما اصبح بالامكان نقل عناصر من «جيش لبنان الجنوبي» براً الى محيط بيروت، من دون عوائق او الاضطرار الى السفر بحراً.
وأفادت البرقية التي وقعت باسم «لوكاس» ان أحداً لا يعرف بالتأكيد الاهداف الإسرائيلية الحقيقية من نشر هذا العدد من القوات الذي ارتفع من ثلاثين الفاً الى المثلين تقريباً، وأكثر من 500 دبابة وناقلة جند وآلية ماعدا الاحتياط.
امر واقع
وكان الاسرائيليون بدأوا يروجون لزيادة رقعة عمل قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان، او لنشر قوات متعددة الجنسيات، لتصبح مؤهلة لحماية الحدود الاسرائيلية من عمليات فلسطينية مستقبلية.
وكان حبيب سيناقش الأمر مع الرئيس الأسد الذي يعتقد ان قبوله الفكرة سيساعد في اقناع الروس، بعدم التصويت بفيتو ضد قرار توسيع رقعة عمليات القوات الدولية.
وبدا مما سربه الاسرائيليون الى الدبلوماسية الغربية في تل ابيب، انها فرضت «امراً واقعاً» جديداً على الجميع التعامل معه، وانه لا عودة على الاطلاق إلى الوضع السابق.
لكن السفارة الاميركية في تل ابيب ابلغت البريطانيين «ان المهمة الاساسية لحبيب في دمشق، كانت منع الصدام الاسرائيلي - السوري في لبنان منعاً لتدخل السوفيت لنصرة دمشق ما قد يؤدي الى أزمة دولية كبرى.
وكان الأميركيون ابلغوا الاسرائيليين ان الأسد أمر بتحريك الفرقة المدرعة الاولى الى مواقع دفاعية في لبنان، كما امر بوضع الفرقة المدرعة الثالثة في حال تأهب، كما حرك بطاريات «سام 6» الى مقربة من الحدود اللبنانية السورية، خصوصاً انه يخشى ان تستغل اسرائيل الفرصة لاسقاط النظام في دمشق واعادة خلط الاوراق في الشرق الاوسط.
وسربت انباء ان اسرائيل تُفضل ان يلجأ الرئيس الاسد الى وضع صواريخ ومدفعية فتح في عهدة القوات السورية مستقبلاً لتصبح «نظامية».
القضية بيد الرئيس
وفي برقية ارسلتها السفارة البريطانية في دمشق الى الخارجية في لندن في 9 يونيو تبين ان السوريين قلقون من التطورات، لكنهم فضلوا الصمت والهدوء بانتظار المستجدات و«الوقت المناسب»، ولم يتصلوا باي دبلوماسي غربي، كما لم يشرحوا موقفهم لاحد وعند السؤال كان الجواب «القضية بيد الرئيس».
واكتفت وكالة الانباء السورية «سانا» ببث نبأ اتصال بين الرئيسين الأسد واللبناني الياس سركيس من دون بث اي نبأ عن احتلال اسرائيل جزءا واسعا من الاراضي اللبنانية وقصف الطيران الاسرائيلي الطريق الحساس بين دمشق وبيروت.
وبدأت السفارة البريطانية اعداد خطط طوارئ لاجلاء الرعايا من سوريا اذا استدعى الامر بان عممت عليهم اعداد تأشيرات خروج.
في الوقت نفسه ابلغ الممثل البريطاني في الامم المتحدة انتوني بيرسينز الخارجية بمعلومات روجها بعض الدبلوماسيين العرب تناولت قصفاً اسرائيلياً لضواحي دمشق من دون تأكيد من اي مصدر مستقل.
هدف الملك حسين
بالتزامن مع الدبلوماسية الاميركية لاحتواء الازمة كان الاردن بقيادة الملك حسين يجهد مع الدول الكبرى لمنع ترحيل الفلسطينيين من بيروت كي لا يعودوا الى التجمع في المملكة التي اخرجوا منها في العام 1970.
وتبين من الاتصالات، التي كان يقودها وزير الخارجية الأميركية انه يتبنى وجهة النظر الاسرائيلية بحذافيرها وانه طلب من السفراء الاميركيين في بلدان عربية جس نبض بعض الدول على استقبال عناصر منظمة التحرير الذين يجب ان يغادروا لبنان ضمن اي تسوية. وكان السيد ياسر عرفات الذي أعلن في احاديث اذاعية وصحفية انه سيقاتل في لبنان حتى تحرير فلسطين ابلع وسطاء لبنانيين (صائب سلام) انه سيرفض اي تسوية لتصفية منظمة التحرير او ابعادها عن «ارض النضال» وانه يفضل الموت في لبنان على العيش في اي منفى آخر، كما شدد على انه لن يقبل ابداً وعلى الاطلاق تسليم اسلحته الثقيلة الى الجيش السوري، كما لن يقبل الانتقال الى دمشق او اي منطقة سورية.
وشدد حسب وثيقة على انه لا يأمن جانب «الأسد الماكر الغدار» كما قال. في الوقت نفسه بدات اصوات في الكونغرس تنتقد استخدام اسرائيل الاسلحة الاميركية لغزو دولة ذات سيادة، وطلب السناتور تشارلز بيرسي اعادة النظر في صفقة من 75 طائرة «اف 16» كانت الحكومة تعاقدت على بيعها الى اسرائيل كمنحة مساعدات عسكرية بعد توقيعها اتفاقات السلام مع مصر.
ريغان - تاتشر ضد الإدانة
تزامنت احداث غزو لبنان مع زيارة الرئيس رونالد ريغان الى لندن ومحادثاته مع السيدة مرغريت تاتشر واتفاقهما على تأييد قرار متوازن في مجلس الأمن يدعو جميع الاطراف الى احترام السيادة اللبنانية على مختلف اراضيها وحض الجميع على التفاوض بشأن تسوية المشكلات بعيداً عن العنف، من دون ادانة الغزو الاسرائيلي او الاشارة اليه.
في الوقت نفسه كانت واشنطن قلقة من انعكاسات الموقف في لبنان على الرعايا الاميركيين فيه وعلى العاملين في السفارة في بيروت. وافادت وثيقة شطبت فقرات كثيرة منها ان اتصالات لبنانية لحساب الاميركيين اجريت مع السيد ياسر عرفات لمنع اي اعتداء على الاميركيين او السفارة في غرب بيروت، حيث يتواجد ما يصل الى سبعة الاف مسلح من منظمة التحرير. وذكرت الوثيقة ان واشنطن تعتقد ان الاسرائيليين يريدون تحطيم هذه القوات مهما كلف الامر عبر قصف جوي او مدفعي وسيعطون الجيش السوري مهلة لمغادرة غرب بيروت. ولاحظ الدبلوماسي البريطاني هندرسون، كاتب الوثيقة، ان السفارة الاميركية في غرب بيروت لم تتسلم اي معلومات عن محادثات صباحية اجراها المبعوث فيليب حبيب مع الرئيس سركيس في بعبدا «لان ليس لديه وسيلة اتصال آمنة معها».
وكل ما تبين من تصريحات في تلك الفترة ان حبيب ابلغ سركيس ان بلاده تريد حكومة وحدة وطنية قادرة على بسط سلطاتها على الاراضي اللبنانية كافة ما يمهد لانسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان وحل مختلف الميليشيات الفلسطينية واللبنانية المرتبطة معها.
القذافي زود الأرجنتين بأسلحة وصواريخ
كشفت الوثائق البريطانية ان عملاء استخبارات بريطانيين كشفوا عن تورط العقيد الليبي معمر القذافي في تزويد الأرجنتين بشحنات أسلحة متنوعة سلمت عن طريق البرازيل، وذلك خلال حرب جزر فولكلاند التي انتهت في منتصف يونيو عام 1982 بانتصار القوات البريطانية.
وأكدت الوثائق ان دبلوماسياً بريطانياً اكتشف ان الحكومة الأرجنتينية كانت تستخدم مطاراً في مدينة ريسيفي البرازيلية لاستقبال شحنات كبيرة من الأسلحة والصواريخ التي كانت ترسل في رحلات خاصة قادمة من ليبيا.
تاتشر رفضت طلب ريغان وقف الحرب
كشفت الوثائق أن الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، حاول إقناع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر التخلي عن الحملة العسكرية لاستعادة جزر الفوكلاند بعد غزوها من قبل الأرجنتين عام 1982 وتسليمها إلى قوة دولية لحفظ السلام، لكن تاتشر رفضت طلبه، وأصرت على أنها لم ترسل قوات بلادها عبر العالم من أجل تسليم الجزر إلى مجموعة اتصال فقط.
وثائق الأرشيف البريطاني عن عام 1982 ( حلقة - 2)
رسالة بيغن للأسد: تهديد وضمانات
القوات الإسرائيلية تواصلت مع أنصار بشير الجميل عبر جبل لبنان
شغل الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان حيزاً كشبيراً في مراسلات بين رئاسة الحكومة البريطانية والسفارات في مختلف انحاء العالم، خصوصاً ان القضية تطورت الى تداخل الدول الكبرى في ترتيبات لوقف اطلاق النار ومنع امتداد الأزمة وتوسعها الى مختلف انحاء المنطقة او تهديد السلام في الشرق الاوسط، او حتى تعزيز العمليات «الارهابية» التي قد تستهدف مصالح غربية في المنطقة او العالم ما قد يهدد منابع النفط في ظل استمرار الحرب بين العراق وايران.
وفي الوثائق البريطانية تقرير ارسل من السفارة البريطانية في واشنطن الى وزارة الخارجية والى البعثة البريطانية في الامم المتحدة، يلخص محادثات وزير الدولة للشؤون الاوروبية دوغلاس هيرد مع الجنرال الكسندر هيغ وزير الخارجية الأميركية عن الأزمة اللبنانية وعن لقاء بين الطرفين في اوروبا.
تناول التقرير موجزاً عن اهداف مناحيم بيغن رئيس الحكومة الاسرائيلية كما اوجزها المبعوث الاميركي، اللبناني الاصل، فيليب حبيب الى مرؤوسيه في واشنطن.
وأظهر التقرير ان الأميركيين كانوا ينتظرون نتائج اضافية من مهمة حبيب وما اذا كان سيخرج باقتراحات محددة توقف اطلاق النار وتقدم القوات الاسرائيلية ما وراء نهر الليطاني باتجاه صيدا كما بدا من سير العمليات العسكرية الاسرائيلية.
بدا من التقرير ان الاميركيين كانوا بانتظار انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي اعتقد الاسرائيليون ان عمليتهم قد تستغرقها لتحقيق هدف احتلال المنطقة المستهدفة في ضوء تداعي الدفاعات الفلسطينية وانسحاب الفلسطينيين بسرعة من الجنوب اللبناني امام الاندفاعة الاسرائيلية.
.. وفرصة أخرى لإسرائيل
وبدا ان الاسرائيليين وسعوا المنطقة، وجعلوا قوات الرائد سعد حداد تشارك في العملية ووسعوا الرقعة التي سيطروا عليها. وكانت تل ابيب تنتظر ان تسارع الحكومة اللبنانية الى ابداء استعدادها لملء الفراغ بارسال قوات لتعزيز قدرات حداد وفرض السيطرة الكاملة للحكومة اللبنانية على المنطقة من دون الاخذ بالاعتبار قدرات سوريا او الفلسطينيين على عرقلة العملية.
وعلى رغم ان حبيب قال ان ذلك غير ممكن، اعطت الولايات المتحدة فرصة لهذا الرأي الاسرائيلي، خصوصاً ان الادارة الاميركية لم تر ان اي حل غير ذلك يمكن ان يقنع الاسرائيليين بالانسحاب ووقف عمليتهم.
ويوجز التقرير ان الحكومة اللبنانية برئاسة شفيق الوزان رفضت بشدة الغزو، وابدت رفضاً كاملاً لتنفيذ الاهداف الاسرائيلية، متشجعة بالموقف العربي الرسمي الذي أعلن شجبه وادانته الكاملة وطالب بانسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية.
وتبين من التقرير ان الحكومة الاميركية رفضت الانجرار او التعهد بارسال قوات للمشاركة في اي ترتيبات أمنية دولية في جنوب لبنان.
وابدى التقرير قلقه من الدعم الاميركي الكامل للاسرائيليين في مساعيهم تكليف قوات حكومية لبنانية للسيطرة على الجنوب وحفظ أمن اسرائيل.
ضغط مرفوض
وأظهر التقرير ان هيغ رفض بشدة الضغط على اسرائيل واجبارها على الانسحاب من دون التوصل الى ترتيبات أمنية معينة، كما رفض بشدة اجبار اسرائيل على التخلي عن سعد حداد وجيش لبنان الجنوبي «لأن مناحيم بيغن كان يشعر بمسؤولية خاصة عن هذا الكيان ويثق فيه اكثر من ثقته باي قوة لبنانية اخرى».
واعطى الوزير الاميركي هيغ حجة عدم القدرة على الضغط على اسرائيل «لأنها قادرة على التصرف وحدها في اي عملية عسكرية كبيرة من دون مساعدة من الاميركيين او اي جسر جوي لامدادها بالاسلحة» كما ادعى.
ولخص التقرير الموقف بان الولايات المتحدة تريد اعطاء الاسرائيليين فرصة للتوصل الى حل حتى من دون مساعدة ولتنفيذ اهدافهم من دون ان تتوسع المعارك الحربية الى حرب مع سوريا على الرغم من ان الاخيرة لا تريد حرباً مع اسرائيل رغم ادعاءاتها.
ونصح التقرير الحكومة البريطانية بعدم القبول بما يمكن طرحه عن انسحاب قوات «يونيفيل» من منطقة الجنوب اللبناني.
ترحيل البريطانيين
وفي برقية عاجلة من الخارجية البريطانية الى السفارة في بيروت حملت تاريخ 9 يونيو 1982 نصحت باعداد ما يمكن وصفه بـ «ترحيل البريطانيين من العاصمة بيروت واخلاء السفارة ونقل الدبلوماسيين الى شرق العاصمة بعد اتلاف اي وثائق سرية وتحطيم اجهزة الاتصالات كي لا تقع في ايدي اي ميليشيا»، لكن الخارجية نصحت بابقاء وسائل للاتصال مع الحكومة اللبنانية مع البحث في امكانية استخدام مطار القليعات اللبناني العسكري لاجلاء البريطانيين بواسطة طائرة هركوليس تنقلهم الى قبرص.
وفي صباح التاسع من يونيو تلقت الخارجية البريطانية برقية عاجلة من بريان في السفارة البريطانية في تل ابيب تفيد ان القوات الاسرائيلية اصبحت في نقاط تجاوزت خط الـ40 كيلومتراً المستهدف رسمياً، وان سير المعارك يفيد ان القوات الاسرائيلية تتجه في مسار قد يكون العاصمة بيروت، كما ان قوة اسرائيلية مدرعة تتجه في الجبال وقد يكون هدفها قطع طريق بيروت – دمشق والامدادات السورية الى القوات في بيروت، كما ان قوة اسرائيلية ضخمة انطلقت الى الجبال المشرفة على مواقع القوات السورية في البقاع الجنوبي.
كما يعتقد ان الطائرات الاسرائيلية المقاتلة والقاذفة قد تهاجم الصواريخ التي كانت سوريا ركزتها في البقاع في اي لحظة. (تم ذلك على مدى يومي 9 و10 يونيو واوقعت اسرائيل ما يصل الى 100 طائرة ميغ من مختلف الانواع ودمرت قواعد الصواريخ سوفيتية الصنع ما اعتبر تصعيداً كبيراً في العمليات العسكرية).
وفي برقية لاحقة عاجلة افاد الملحق العسكري في السفارة البريطانية في تل ابيب ان القوات الاسرائيلية تقدمت الى خلدة جنوب بيروت واشتبكت مع القوات السورية هناك.
وقالت الوثيقة ان اسرائيل لا تتحدث عن الهدف البعيد، ويكتفي المسؤولون الاسرائيليون بالقول اننا نريد تسوية دائمة ومنع «الارهابيين» من قصف المستوطنات ومدن الشمال بالصواريخ.
وفي برقية لاحقة وعاجلة من السفارة في تل ابيب الى الخارجية، وقعها بيم، انه ليس لدى السفارة اي تأكيد ان القوات الاسرائيلية ستدخل بيروت، تحسباً من خسائر في اي حرب شوارع، وان القيادة لم تُخصص عدداً كافياً من الجنود لعملية من هذا النوع. واعرب الدبلوماسي البريطاني عن اعتقاده بان اسرائيل ستكتفي بحصار العاصمة ومن ثم تبدأ مفاوضات لتحقيق اهدافها وانها قد تكتفي بعمليات محدودة داخل العاصمة بواسطة قوات كوماندوس، ضد من تعتبرهم يمثلون خطراً ارهابياً عليها.
صمت سوري
الرئيس السوري السابق حافظ الأسد
وفي التاسع من يونيو أفاد المندوب البريطاني في الامم المتحدة ان المندوب السوري لم يتلق تعليمات للمشاركة في اي مناقشات حول أزمة لبنان تجري داخل الجمعية العامة او مجلس الأمن.
وتحدثت البرقية عن قرب وقوع اشتباكات ارضية بين القوات الاسرائيلية والسورية في مناطق جبلية والبقاع.
وفي برقية حملت تاريخ 9 يونيو من تل ابيب أفاد السفير روبرت موبرلي ان الساعات الـ24 المقبلة حساسة وخطيرة. ونقل عن اسحق شامير قوله في لقاء مع السفراء المعتمدين في تل ابيب ان اسرائيل لا تريد احتلال لبنان الى الابد، وانها ستنسحب بعدما تحقق اهدافها، مكتفياً بالقول ان اهداف العملية معلنة، وهي اقرار السلام والامن للمواطنين في الشمال.
وشدد ان القوات الاسرائيلية ستبقى في لبنان طالما استدعى الامر ذلك.
وتجنب شامير الرد عن اسئلة تناولت تحديد وقت للعملية، او ما اذا كانت اسرائيل تحاول تجنب اشراك سوريا في الحرب. وقال «لا نهتم بحرب مع سوريا»، وأضاف «اننا نريد ان تكون الجبهة اللبنانية بهدوء جبهة الجولان».
ولاحظ السفير، بعدما قارن ما قاله شامير، وبيان مناحيم بيغن أمام الكنيست، ان اهداف اسرائيل ابعد بكثير من المعلن. وعلق ان اسرئيل قد تريد في المطلق ابعاد قوات منظمة التحرير والفصائل عن لبنان، كي يستطيع توقيع معاهدة سلام معها من دون قلق او خوف، مما ينزع اوراقاً اضافية من ايدي النظام في سوريا.
ونقل السفير عن قطب في حزب العمل الاسرائيلي، ان قيادة الحزب اصبحت تشكك بالاهداف البعيدة للحملة العسكرية، وان لها تحفظات عن مجريات الحرب الآن.
تنصيب بشير الجميل رئيساً
"بشير بيغن"جميل يتلقى شرحا من الجنرال ايتان عن الخطة العسكرية الاسرائيلية!!
وتوقع ان يستغل شارون النصر لقلب المعادلة في السياسة اللبنانية، ويحاول تنصيب بشير الجميل القائد العسكري للقوات اللبنانية رئيساً على لبنان، ومن ثم توقيع معاهدة سلام معه.
وقال ان التطورات قد تستدعي التشاور بشأن تشكيل قوات دولية لتملأ الفراغ بعد الانسحاب الاسرائيلي من محيط بيروت، اذا خرجت قوات منظمة التحرير، وابدى قلقه من مجازر قد تستهدف مجموعات فلسطينية، او مخيمات في غرب بيروت.
إزالة العامل السوري
واتفق الاميركيون والاسرائيليون، خلال مهمة المبعوث الاميركي، فيليب حبيب على ازالة «العامل السوري»، ونزع اوراق اساسية من الرئيس حافظ الأسد، قد يحاول المراوغة فيها لتأخير اي حل او لعرقلتها لمصلحته.
ويوم التاسع من يونيو 1982 غادر حبيب من اسرائيل الى سوريا، ناقلاً رسالة الى الرئيس السوري حافظ الأسد من مناحيم بيغن، تتضمن «تهديداً وضمانات»، كما جاء في برقية مصدرها السفارة البريطانية في تل ابيب، ارسلت الى وزارة الخارجية في لندن، وعثرت عليها القبس في وثائق الارشيف الوطني. وكانت القوات الاسرائيلية المشاركة في عملية «السلام للجليل» أكملت احتلال «فتح لند» في جنوب وشرق لبنان، في حين انسحبت قوات «فتح» والفصائل الى خلف القوات السورية، او الى بيروت، وبدأت قوات اسرائيلية تطوق العاصمة اللبنانية، وتحاول قطق طرق الامدادات الى القوات السورية في غرب بيروت عبر منطقة الجبل.
بشير بن بيغن!
وكانت اسرائيل ابلغت الاميركيين ودولاً غربية ان وجودها العسكري في الجبل، خصوصاً في عالية وبحمدون وعين زحلتا، كان «وقائياً ودفاعياً»، كما ادعت، ويؤهلها «للتواصل مع الحلفاء في الجبهة اللبنانية بزعامة بشير الجميل» الابن الروحي لمناحيم بيغن، وبعدما اصبح بالامكان نقل عناصر من «جيش لبنان الجنوبي» براً الى محيط بيروت، من دون عوائق او الاضطرار الى السفر بحراً.
وأفادت البرقية التي وقعت باسم «لوكاس» ان أحداً لا يعرف بالتأكيد الاهداف الإسرائيلية الحقيقية من نشر هذا العدد من القوات الذي ارتفع من ثلاثين الفاً الى المثلين تقريباً، وأكثر من 500 دبابة وناقلة جند وآلية ماعدا الاحتياط.
امر واقع
وكان الاسرائيليون بدأوا يروجون لزيادة رقعة عمل قوات الامم المتحدة في جنوب لبنان، او لنشر قوات متعددة الجنسيات، لتصبح مؤهلة لحماية الحدود الاسرائيلية من عمليات فلسطينية مستقبلية.
وكان حبيب سيناقش الأمر مع الرئيس الأسد الذي يعتقد ان قبوله الفكرة سيساعد في اقناع الروس، بعدم التصويت بفيتو ضد قرار توسيع رقعة عمليات القوات الدولية.
وبدا مما سربه الاسرائيليون الى الدبلوماسية الغربية في تل ابيب، انها فرضت «امراً واقعاً» جديداً على الجميع التعامل معه، وانه لا عودة على الاطلاق إلى الوضع السابق.
لكن السفارة الاميركية في تل ابيب ابلغت البريطانيين «ان المهمة الاساسية لحبيب في دمشق، كانت منع الصدام الاسرائيلي - السوري في لبنان منعاً لتدخل السوفيت لنصرة دمشق ما قد يؤدي الى أزمة دولية كبرى.
وكان الأميركيون ابلغوا الاسرائيليين ان الأسد أمر بتحريك الفرقة المدرعة الاولى الى مواقع دفاعية في لبنان، كما امر بوضع الفرقة المدرعة الثالثة في حال تأهب، كما حرك بطاريات «سام 6» الى مقربة من الحدود اللبنانية السورية، خصوصاً انه يخشى ان تستغل اسرائيل الفرصة لاسقاط النظام في دمشق واعادة خلط الاوراق في الشرق الاوسط.
وسربت انباء ان اسرائيل تُفضل ان يلجأ الرئيس الاسد الى وضع صواريخ ومدفعية فتح في عهدة القوات السورية مستقبلاً لتصبح «نظامية».
القضية بيد الرئيس
وفي برقية ارسلتها السفارة البريطانية في دمشق الى الخارجية في لندن في 9 يونيو تبين ان السوريين قلقون من التطورات، لكنهم فضلوا الصمت والهدوء بانتظار المستجدات و«الوقت المناسب»، ولم يتصلوا باي دبلوماسي غربي، كما لم يشرحوا موقفهم لاحد وعند السؤال كان الجواب «القضية بيد الرئيس».
واكتفت وكالة الانباء السورية «سانا» ببث نبأ اتصال بين الرئيسين الأسد واللبناني الياس سركيس من دون بث اي نبأ عن احتلال اسرائيل جزءا واسعا من الاراضي اللبنانية وقصف الطيران الاسرائيلي الطريق الحساس بين دمشق وبيروت.
وبدأت السفارة البريطانية اعداد خطط طوارئ لاجلاء الرعايا من سوريا اذا استدعى الامر بان عممت عليهم اعداد تأشيرات خروج.
في الوقت نفسه ابلغ الممثل البريطاني في الامم المتحدة انتوني بيرسينز الخارجية بمعلومات روجها بعض الدبلوماسيين العرب تناولت قصفاً اسرائيلياً لضواحي دمشق من دون تأكيد من اي مصدر مستقل.
هدف الملك حسين
عرفات والملك حسين
بالتزامن مع الدبلوماسية الاميركية لاحتواء الازمة كان الاردن بقيادة الملك حسين يجهد مع الدول الكبرى لمنع ترحيل الفلسطينيين من بيروت كي لا يعودوا الى التجمع في المملكة التي اخرجوا منها في العام 1970.
وتبين من الاتصالات، التي كان يقودها وزير الخارجية الأميركية انه يتبنى وجهة النظر الاسرائيلية بحذافيرها وانه طلب من السفراء الاميركيين في بلدان عربية جس نبض بعض الدول على استقبال عناصر منظمة التحرير الذين يجب ان يغادروا لبنان ضمن اي تسوية. وكان السيد ياسر عرفات الذي أعلن في احاديث اذاعية وصحفية انه سيقاتل في لبنان حتى تحرير فلسطين ابلع وسطاء لبنانيين (صائب سلام) انه سيرفض اي تسوية لتصفية منظمة التحرير او ابعادها عن «ارض النضال» وانه يفضل الموت في لبنان على العيش في اي منفى آخر، كما شدد على انه لن يقبل ابداً وعلى الاطلاق تسليم اسلحته الثقيلة الى الجيش السوري، كما لن يقبل الانتقال الى دمشق او اي منطقة سورية.
وشدد حسب وثيقة على انه لا يأمن جانب «الأسد الماكر الغدار» كما قال. في الوقت نفسه بدات اصوات في الكونغرس تنتقد استخدام اسرائيل الاسلحة الاميركية لغزو دولة ذات سيادة، وطلب السناتور تشارلز بيرسي اعادة النظر في صفقة من 75 طائرة «اف 16» كانت الحكومة تعاقدت على بيعها الى اسرائيل كمنحة مساعدات عسكرية بعد توقيعها اتفاقات السلام مع مصر.
ريغان - تاتشر ضد الإدانة
الرئيس الأمريكي الأسبق، ريغن ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة تاتشر: تغطية على العدوان!!
تزامنت احداث غزو لبنان مع زيارة الرئيس رونالد ريغان الى لندن ومحادثاته مع السيدة مرغريت تاتشر واتفاقهما على تأييد قرار متوازن في مجلس الأمن يدعو جميع الاطراف الى احترام السيادة اللبنانية على مختلف اراضيها وحض الجميع على التفاوض بشأن تسوية المشكلات بعيداً عن العنف، من دون ادانة الغزو الاسرائيلي او الاشارة اليه.
في الوقت نفسه كانت واشنطن قلقة من انعكاسات الموقف في لبنان على الرعايا الاميركيين فيه وعلى العاملين في السفارة في بيروت. وافادت وثيقة شطبت فقرات كثيرة منها ان اتصالات لبنانية لحساب الاميركيين اجريت مع السيد ياسر عرفات لمنع اي اعتداء على الاميركيين او السفارة في غرب بيروت، حيث يتواجد ما يصل الى سبعة الاف مسلح من منظمة التحرير. وذكرت الوثيقة ان واشنطن تعتقد ان الاسرائيليين يريدون تحطيم هذه القوات مهما كلف الامر عبر قصف جوي او مدفعي وسيعطون الجيش السوري مهلة لمغادرة غرب بيروت. ولاحظ الدبلوماسي البريطاني هندرسون، كاتب الوثيقة، ان السفارة الاميركية في غرب بيروت لم تتسلم اي معلومات عن محادثات صباحية اجراها المبعوث فيليب حبيب مع الرئيس سركيس في بعبدا «لان ليس لديه وسيلة اتصال آمنة معها».
وكل ما تبين من تصريحات في تلك الفترة ان حبيب ابلغ سركيس ان بلاده تريد حكومة وحدة وطنية قادرة على بسط سلطاتها على الاراضي اللبنانية كافة ما يمهد لانسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان وحل مختلف الميليشيات الفلسطينية واللبنانية المرتبطة معها.
القذافي زود الأرجنتين بأسلحة وصواريخ
القذافي ملك ملوك افريقيا وصفات كثيرة أخرى ..
كشفت الوثائق البريطانية ان عملاء استخبارات بريطانيين كشفوا عن تورط العقيد الليبي معمر القذافي في تزويد الأرجنتين بشحنات أسلحة متنوعة سلمت عن طريق البرازيل، وذلك خلال حرب جزر فولكلاند التي انتهت في منتصف يونيو عام 1982 بانتصار القوات البريطانية.
وأكدت الوثائق ان دبلوماسياً بريطانياً اكتشف ان الحكومة الأرجنتينية كانت تستخدم مطاراً في مدينة ريسيفي البرازيلية لاستقبال شحنات كبيرة من الأسلحة والصواريخ التي كانت ترسل في رحلات خاصة قادمة من ليبيا.
تاتشر رفضت طلب ريغان وقف الحرب
كشفت الوثائق أن الرئيس الأميركي الأسبق، رونالد ريغان، حاول إقناع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر التخلي عن الحملة العسكرية لاستعادة جزر الفوكلاند بعد غزوها من قبل الأرجنتين عام 1982 وتسليمها إلى قوة دولية لحفظ السلام، لكن تاتشر رفضت طلبه، وأصرت على أنها لم ترسل قوات بلادها عبر العالم من أجل تسليم الجزر إلى مجموعة اتصال فقط.
يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!