خلال حدث سفينة "مافي مرمرة "وبعده، تذكروا كرة المشاكل التي باتت في حضن تركيا، ماذا حققنا؟ فقط صفر كبير! وإذا كان رئيس الوزراء التركي وصل إلى حال عدم التمكن من زيارة غزة، فإن هذه العملية بدأت مع حادث سفينة "مافي مرمرة". من كان وراء حادث مافي مرمرة؟ "جمعية خيرية تظهر نفوذاً في مناطق الصراع ومعها الاستخبارات التركية MIT.
حتى سلطان الصم يعلم أنه كان بإمكان الاستخبارات MITالحيلولة دون حدث ما في مرمرة، لكنها لم تفعل. في كل الأحوال خسرت تركيا. وإذا كان واضحاً أن إيران هي المستفيدة من الحدث، لماذا لم تتحرك الاستخبارات MIT لوقف تنظيم رحلة "مافي مرمرة". إذا كان رئيس الوزراء والمحيطون به مهتمين بمعرفة مصدر تحول صورة تركيا وحزب العدالة والتنمية إلى إسلاموية، عليهم معرفة الأصابع الكامنة في حدث "مافي مرمرة" وما بعده، وكذلكم الأمر كل الخسارات المترتبة عليه.
السؤال الأساس هو: هل هي صدفة أن تفوز إيران ومؤيدوها بجميع النقاط التي خسرناها؟ لننظر إلى المثال السوري مرة أخرى.
حين اتخذ أوباما قرار التدخل في سوريا، لماذا اعترض الجيش الأمريكي والرأي العام هناك؟ لقد أعربوا عن عدم استعدادهم لمحاربة الأسد من أجل تنظيم "القاعدة". فحين يضرب الغرب الأسد، هذا يعني تعزيزاً لقوة تنظيم القاعدة (جبهة النصرة)، ولهذا لم يتم التدخل.
إذن، من يدعم النصرة؟
حتى لو جرى الإنكار، فإن الجميع يتحدث عن دعم الاستخبارات التركيةMIT لها, وهنالك مزاعم عن أن دعم الاستخبارات لجبهة النصرة يتم من خلال الجمعية التي نظمت رحلة مافي مرمرة.
الآن دعونا نتوجه إلى الأسئلة :
هل الجمعية التي نظمت حدث "مافي مرمرة" على علاقة بجبهة النصرة في سوريا؟ هل تعلم الاستخبارات التركية MIT بهذه العلاقة وتدعمها؟ وهل يتم مدُّ جبهة النصرة بالمال والسلاح من خلال هذه الجمعية؟
كما هو معلوم، فإن هناك عدة منظمات إغاثية ناشطة في سوريا، وغالبية هذه المنظمات تجمع المعونات من الناس. حسناً، هل بعض هذه المنظمات يتلقى المال/ المعونات من خزانة الدولة التركية؟ على سبيل المثال، المنظمة التي نظمت حدث "مافي مرمرة" من أي القنوات تلقت التمويل؟
حسب المزاعم فإن مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية IHH تتلقى المساعدات من خزينة الدولة وتوزعها في المنطقة, هل هذا صحيح؟ هل هنالك مؤسسة تعتمد على خزينة الدولة في توزيع هذه المساعدات المفيدة؟. مهما كذَّبَت الاستخبارات التركية فإنها تحتاج إلى إبقاء خطابها المتعلق بحربها ضد حزب الاتحاد الديمقراطي عن طريق "جبهة النصرة" على قيد الحياة. هل تحتاج الاستخبارات التركية لذلك إلى مدِّ مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية بالموظفين والسلاح وكميات كبيرة من الأموال كما تورد المزاعم؟
نتيجة لهذه العلاقة السخيفة أصبحت تركيا دولة وحكومة متّهمة من قبل الغرب بدعم "جبهة النصرة" و"دولة العراق والشام الإسلامية" (تنظيم القاعدة)، واهتزت الثقة بتركيا. ولهذا السبب، فإن السؤال المطروح من الرأي العام في الغرب هو: لما لم تتركوا المنطقة للكورد (حزب العمال الكردستاني)؟ التقط صالح مسلم (الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي) هذه الرسالة، وبعث رسائل صارمة إلى أردوغان: من جهة تلتقي بنا، ومن جهة أخرى تسلط علينا كلابك وثعالبك. وكأن صالح مسلم بذلك يوجه رسالة إلى الرأي العام الغربي مطالباً إياه بدعم الكورد لا الأتراك الداعمين للقاعدة. من الذي أسقط حكومة أردوغان في وضع كهذا؟
من جهة تقول الحكومة التركية للمعارضين السوريين "سنحارب معكم ضد الأسد". ومن جهة أخرى، قالت للحزب الاتحاد الديمقراطي PYD " في حال إعلانكم للإدارة الذاتية سنعترف بها". وقد أسهم هذا الوضع في فقداننا لرصيدنا لدى المعارضة السورية. ويقول المعارضون السوريون أن تركيا تعمل معهم، وهي كذلك تقف مع حزب الاتحاد الديمقراطي الذي هو ضدهم. وأنها بدعمها لجبهة النصرة تضعف موقعهم لدى الغرب. وحين تتعزز قوة جبهة النصرة فإن القوى الغربية تسحب دعمها لهم، ولأننا (الأتراك) ندعم الأسد بكل ذلك، فإن حزب الاتحاد الديمقراطي يتوسع، تركيا تخدم من؟
إن دعم تركيا لجبهة النصرة، وفي حدث سفينة مافي مرمرة، وتلقينها لإخوان مصر بالتوجه إلى إيران، كلها خطوات لم تستفد منها تركيا، بل استفادت منها إيران.
إن ظهور تركيا في صورة حليف إيران في المنطقة أفقدها ثقة العالم السنّي. وعلى ضوء النتائج، فإن جميع العمليات التي خدمت إيران صدرت عن الأشخاص والمؤسسة والطاقم نفسه. هل هذه ضبابية رؤية، أم صدفة؟
الدعم المقدم للنصرة في سوريا هل يخدم الأسد، أم المعارضة؟ في هذه الحالة، لماذا يقدم هذا الدعم أصلاً؟
•المصدر : صحيفة طرف TARAF التركية.