ما زال مسجد عمر المختار يافة الناصرة يعيش في نسمات خير بقدوم ذكرى ولادة الرسول الكريم النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم التي عم بها النور أرجاء المعمورة فزادها رفعة وإشراقات وبهجة وجمالًا هذا وقد تعطرت النفحات الايمانية عشية شعيرة الجمعة حيث استهل الشيخ سليم خلايلة التلاوة من الذكر الحكيم والابتهالات بصوته الرائع فزاد القلوب خشوعًا، ثم قدَّم الحاج الشيخ موفق شاهين الدرس واستهله بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على الرسول الكريم وقال:" موضوعنا جدًا مهم وهام وبعد أن أختلط فيه الحابل بالنابل ولم تتضح فيه الرؤية وأن نوضح ما لا بد من توضيحه الدرس والخطبة بعنوان السياسة والدين وما سأعرضه من الأدلة القرآن والحديث، لو جعلنا مقارنة ما بين الدين والسياسة، بماذا تتشابه السياسة في الدين وبماذا يختلفان ؟، والسياسة ليست ثابته بل الدين ثابت لا نستطيع تغيير أي مبدأ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، والسياسة ألوان والدين ليس له لون، وفي السياسة لا يوجد بها صدق (اذا أوعد أخلف) وفي الدين لا يوجد تقاطع مصالح، الدين الله سبحانه وتعالى نزله وقال ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))". وأضاف:" لم يفسد الدين كما أفسدت السياسة والامة الاسلامية لم تذل ولم تهان ولم تتفرق جماعتها الا لما دخل السياسة في الدين ففسد الدين وفسدت السياسة والنبي عليه الصلاة والسلام جاء هداية والهدف الاساسي من بعثته هداية للناس وليس دولة إسلامية". وحثَّ فضيلته المصلين إلى عدم استخدام الدين وخلطه بالسياسة ويجب أن يبقى في طهارته وثبوته وقوته.
ومن ثم ألقى الخطبة المنبرية وقال:" تعالوا على جناح السرعة نستأنف الحديث الذي بدأناه في الدرس وهو مقارنة قدر الامكان بين الدين وبين السياسة ولو تتبعت التاريخ العربي والاسلامي تتبعًا موضوعيًا لوجدنا أن التاريخ الذي بدأت فيه الأمة العربية والاسلامية بالانحدار هو نفس التوقيت الذي بدأت فيه السياسة تتغول على الدين وأول حادثة حدثت وأصبح الخلط بين السياسة والدين وانشقت الأمة وما زالت هي الفتنة التي دارت بين الإمام علي ومعاوية بن أبي سفيان ومن هناك تشعبت الأمة ولا تزال ومن هناك ظهرت الشيعة والخوارج والمعطلة وبعدها المعتزلة ظلت وأظلت ولا تزال حتى الآن لأن السياسة لما دخلت وأرادت أن تحكم باسم الدين أفسدت السياسة نفسها وأفسدت الدين كذلك". ضاربًا المثل ببيعة أبو بكر الصديق بالخلافة