رئيس لجنة الخمسين يقول إن “جبهة الإنقاذ” في مصر، التي لعبت دورا قويا ضدّ مرسي، لم يعد لها دور الآن.
موسى يتوقع عدم استئثار أي حزب أو جبهة بالبرلمان المقبل
تطرق الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خلال مائدة مستديرة أقامها بالقاهرة أمس الأول، مع عدد من مندوبي الصحف العربية بالقاهرة إلى جملة من التحديات التي ستقبل عليها مصر في علاقة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية وموقفه من المصالحة مع الجماعة.
أعرب عمرو موسى (الذي شغل مقعد رئيس لجنة الخمسين المصرية لتعديل دستور العام 2012) عن تفاؤله عقب إقرار الدستور، بشأن الوضع السياسي والاقتصادي، رغم وجود تحديات، ورغم أن المعركة ضدّ “الإرهاب” لم تنته بعد، أكد أنه رغم ذلك المشهد ووجود تهديدات عدّة أن مصر نجحت في تشكيل لجنة لوضع الدستور تمكنت من صياغته وطرحه للاستفتاء وقد نجح ذلك الاستفتاء.
وفي ما يتعلق بترتيب الاستحقاقات التالية بعد نجاح عملية الاستفتاء، أكد موسى أن الدستور أعطى لرئيس الجمهورية الحق في ذلك ومن المتوقع أن يعلن الرئيس عدلي منصور خلال أيام قليلة عن توقيت تلك الاستحقاقات.
وأعرب عن ثقته الكاملة في أن يترشح القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة استجابة لمطالب قطاع عريض من الشعب المصري.
ولفت إلى أن الفريق السيسي حتما سوف يقدّم من جانبه برنامجا انتخابيا، يحدّد من خلاله آليات مواجهة المشكلات المصرية، قائلا “إن أيّ مرشح سوف يتقدم للمنافسة في الانتخابات الرئاسية سوف يقدّم من جانبه برنامجا انتخابيا، يلتزم ذلك البرنامج بما تمّ التنصيص عليه في الدستور”.
ونفى ما يتمّ ترديده بشأن عدم ملائمة “رئيس صاحب خلفية عسكرية لحكم مصر”، معتبرا أن مثله مثل أيّ رئيس لديه أيّة خلفية أخرى سواء قانونية أو دبلوماسية أو خلاف ذلك، وأن الدستور سوف يكون منظما للمشهد.
حياة موسى الديبلوماسية
* 1958 التحق بالعمل في السلك الدبلوماسي.
* 1977 مديرا لإدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية.
* 1990 مندوبا دائما لمصر لدى الأمم المتحدة.
* 1991 وزيرا للخارجية.
* 2001 أمينا عاما للجامعة العربية.
* 2013 رئيسا للجنة الخمسين.
أما في ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية توقع “موسى” ألا يستأثر أيّ فصيل أو حزب بنسبة الأغلبية داخل المجلس الجديد، مشيرا إلى كون “جبهة الإنقاذ الوطني” والتي لعبت دورا كبيرا قويا ضدّ الرئيس المعزول محمد مرسي لم يعد لها دور الآن، خاصة عقب سقوط حكم الإخوان، وبالتالي قد يقتصر دورها خلال المرحلة المقبلة على أن تمثل تحالفا انتخابيا بين بعض الأحزاب السياسية.
وردا على سؤال حول مدى إمكانية أن يشهد البرلمان الجديد ظهورا لبعض من أنصار الحزب الوطني المنحل وأنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكذلك بعض من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، قال موسى: أعتقد أن الأمر محسوم، ولن يحدث ذلك، فالوضع تغيّر كثيرا في مصر عقب ثورة 25 يناير، ولن يتقدّم أنصار الحزب الوطني للترشح، بينما قد يخوض بعض المستقلين الانتخابات، والشعب هو الذي يختار، ويحدّد موقفه خلال تلك الانتخابات من العهد السابق والأسبق بصورة مباشرة.
وحول ما يثار عن إمكانية “المصالحة” مع تنظيم الإخوان، أوضح “موسى” أن المصالحة يجب أن تتمّ بين “طرفين” وليس من طرف واحد، الأمر الذي يتطلب أن يقدّم الإخوان من جانبهم ما يؤكد رغبتهم في العودة إلى الصف الوطني مجدّدا، وإيقاف أعمال العنف والتخريب، قائلا: إلى الآن لا أجد أيّ مؤشر حول رغبة الإخوان في عقد أية مصالحة.
الدور المصري سوف يعود بكل قوة فور أن
يتمّ الإصلاح من الداخل أولا، وهو الإصلاح
الذي يبدأ بتنفيذ خارطة الطريق
كما تطرّق موسى بالحديث عن الفعاليات الميدانية المرتقبة خلال الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير، من جانب الإخوان ومن جانب بعض القوى والحركات الثورية، قائلا: يجب أن يتمّ الاستماع إلى أيّة مطالب سياسية مادامت في إطارها القانوني، أما أعمال العنف فغير مرحب بها، ويجب أن تواجه بحزم شديد، موجها دعوته إلى جموع الفصائل الشبابية الثورية بضرورة أن يكون يوم 25 يناير يوم احتفال، مؤكدا كذلك على ثقته في أن تعود حقوق الشهداء، وأن يلعب البرلمان المقبل دورا تشريعيا في هذا الإطار.. وأكد “موسى” على إيمانه بثورة 25 يناير “مستكملة بثورة 30 يونيو”.
وعلى صعيد موقف عدد من الدول المناهضة للتطورات التي تشهدها الساحة المصرية عقب ثورة 30 يونيو مثل الولايات المتحدة ودولتي قطر وتركيا، لفت رئيس لجنة الخمسين الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إلى أن هناك “تعليقات” من تلك الدول، ومواقفها مازال حولها العديد من الملاحظات، مؤكدا على إمكانية أن تعدّل بعض تلك الدول من خطابها عقب نجاح المصريين في استكمال خارطة الطريق في الوقت المقرر لها.
وتابع: يجب ألا تكون لدينا كمصريين حساسية من الانتقادات الخارجية على المشهد المصري، فالأوضاع مختلفة، وطبيعي أن تكون هناك تعليقات إيجابية وأخرى سلبية.. لافتا إلى أن الدور المصري سوف يعود بكل قوة فور أن يتمّ الإصلاح من الداخل أولا، وهو الإصلاح الذي يبدأ بتنفيذ خارطة الطريق.
وعن الدور المصري في المنطقة، اعترف موسى بـ”ضعف” ذلك الدور خلال الفترة الحالية، مؤكدا أن عودته مرهونة بإصلاح مصر داخليا أولا، فإنه فور أن يتمّ إعداد المسرح المصري من الداخل سوف تنطلق القاهرة ويعود دورها في المنطقة بوجه عام.
وحول مؤتمر جنيف الذي ستنطلق فعالياته اليوم اعتبر موسى أنه لن يكون بوابة لحل سياسي في ما يتعلق بالأزمة الحالية، إلا أنه أعرب عن آماله في أن يطرح المؤتمر حلولا تصبّ في الصالح السوري.