إننا نحتفل في اليوم العالمي للإذاعة بوسيلة إعلام لا تزال الخيار الأول للنساء والرجال في شتى أنحاء العالم. فالإذاعة تمنح صوتاً لمن لا صوت له وتساعد في تثقيف الأميين وتنقذ الأرواح في حالات الكوارث الطبيعية. وإذ تعد الإذاعة قوة داعمة لحرية التعبير والتعددية، فإنها تمثل عنصراً أساسياً لبناء مجتمعات المعرفة الجامعة ولتعزيز الاحترام والتفاهم فيما بين البشر.
وتتسم الإذاعة بأهمية خاصة في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء. ولقد اضطلعت المرأة بدور أساسي في تحقيق نمو الإذاعات، بدءاً بتولي مسؤوليات ريادية في أوائل القرن العشرين وانتهاءً بما تقدمه النساء اليوم من تقارير إعلامية تُبثّ من مناطق النزاعات. وتضطلع النساء بأدوار مواطنات صحفيات ومراسلات ومنتِجات وتقنيات وصاحبات شأن في صنع القرار، وبذلك فهنّ يعملن في كل مستويات صناعة البث الإذاعي لضمان التبادل الحر للآراء والمعلومات والأفكار عبر موجات الأثير.
شعار اذاعة الشمس ،التي تحظى باستماع 80% من المواطنين العرب في اسرائيل
ولكن لا يزال ينبغي عمل الكثير، إذ إن أقل من ربع البرامج الإذاعية تدور حول المرأة، كما تشغل النساء أقل من ثلث المناصب الإدارية العليا والرئاسية في وسائل الإعلام. وإذا افتقدنا أصوات اللواتي يزيد عددهنّ على نصف سكان العالم، فكيف لنا أن نفهم القصة بأكملها؟
وتلتزم اليونسكو بإقامة التوازن الصحيح. ولتعزيز التعددية وحرية التعبير في مجال الإذاعة، يجب أن تحظى المرأة بحصة مساوية لحصة الرجل في البنى الخاصة بصنع الأخبار وصنع القرار وملكية وسائل الإعلام.
ولهذا السبب تعمل اليونسكو في جميع أنحاء العالم من أجل تطوير الإذاعة، بوصفها وسيلة إعلام مستقلة وتعددية متاحة للنساء والرجال على حد سواء، ومن أجل تهيئة بيئة أشد أمناً لجميع الصحفيين مع اعتراف خاص بالتهديدات التي تتعرّض لها النساء الصحفيّات. ويشمل هذا العمل إطلاق اليونسكو في عام 2013 للتحالف العالمي بشأن وسائل الإعلام والمساواة بين الجنسين.
ويمكن للإذاعة أن تنقل أي رسالة إلى أي مكان في أي وقت كان، ونحن بحاجة إلى تسخير هذه الطاقة بشكل كامل لصالح الجميع. ومن هذا المنطلق، أدعو اليوم جميع محطات البث الإذاعي - بدءاً بمحطات المجتمع المحلي وانتهاءً بوسائل الإعلام الدولية - إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والرجال من العمل في الإذاعة وعن طريق الإذاعة. وهذه هي رسالة اليونسكو في اليوم العالمي للإذاعة."