تحليل: الصحافة الغربية تساهم في التضليل بشأن عملية السلام
نشر الموقع الإلكتروني "موندو ويس" مقالا للكاتب فيليب ويس خلص إلى أن الصحافة الغربية تناولت الخطاب الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (الإيباك) الثلاثاء في واشنطن، وكأنه ينمّ عن موقف إيجابي من المبادرة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" مقدّمة إياه وكأن نتنياهو قدم عرضا إسرائيليا سخيا لتحقيق السلام، وبذلك فإنها تصور الطرف الفلسطيني رافضا لتحقيق السلام. وفيما يلي مقتطفات من هذا المقال:
يصف مراسلو وسائل الإعلام الرئيسية الخطاب الذي أدلى به نتنياهو أمام (الإيباك) وكأنه ينمّ عن موقف إسرائيلي جديد وإيجابي من مبادرة السلام التي طرحها كيري.
كان أول مَن تبنّي وجهة النظر هذه وولف بليتزر على قناة "سي إن إن" الأمريكية عندما صور الخطاب وكأنه يمثّل تغييرا، مستشهدا في تبنّيه لهذا الموقف بالمديح الذي كاله نتنياهو لدبلوماسية كيري التي لا تنام (أو لا يعتريها الكلل). كما تبنّت جين هارمان وجهة النظر ذاتها، وأوحت بأن نتنياهو وكيري يقبلان تحدي مبادرة السلام العربية التي طُرحت في 2002. وكانت وسائل إعلام غربية أخرى مثل صحيفة نيو يورك تايمز و"بوليتيكو" تبنّت وجهة النظر ذاتها من خطاب نتنياهو.
يعتقد الكاتب أن وسائل الإعلام الرئيسية تريد أن تؤمن بأن حل الدولتين ما يزال حيّا، وبالتالي فهي تتبّني كل ما يصدر عن نتنياهو. ولكن في الواقع، لم يطرأ أي تغيير جوهري على موقف نتنياهو، فهو قال بأن القدس ستبقى موحّدة ودافع ضمنيا في خطابه عن الاستعمار اليهودي (الاستيطان) في مدن بيت لحم والخليل والقدس لكونه يمثّل حقا طبيعيا توراتيا لليهود. وعندما تحدّث نتنياهو عن القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، أوحى بأن الفلسطينيين لن يتمتّعوا يأية سيادة فعلية في دولة حقيقية.
وإنصافا لنتنياهو، فقد كان إيجابيا عندما طرح موضوع ما يدعى بالسلام الاقتصادي، بأنه إذا ما تحقق السلام بين إسرائيل وفلسطين، فإنه يمكن أن يُحدث ازدهارا اقتصاديا في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وكأنه يستطيع شراء الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت احتلال يشبه حالة التمييز العنصري والعبدية التي عانى منه السود بسلع مادية.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول أن الخطر يكمن في طريقة تغطية وسائل الإعلام الغربية لخطاب نتنياهو بأنها تشبه الطريقة التي تناولت بها المواقف الإسرائيلية في عملية كامب ديفيد عام 2000، حيث أنها في الحالتين تبنّت العرض "التافه" الذي قدمته إسرائيل لتحقيق السلام وكأنه عرض سخي مصوّرة الفلسطينيين في الحالتين وكأنهم الطرف الرافض لتحقيق السلام.