''الفجوة الرقمية'' بين العرب واليهود وتأثيرها على مستقبلنا

تابع راديو الشمس

"الفجوة الرقمية" بين العرب واليهود وتأثيرها على مستقبلنا

جمعية "حاسوب لكل طفل": الطفل الذي ينشأ بلا أي نوع من اسس التكنولوجيا كالحاسوب، غالبا لا ينتسب لمعاهد التعليم العالي.

نعتقد اننا بلغنا مرحلة قصوى من التطور التكنولوجي، ونظن اننا نعيش في دولة متطورة نسبيا، بينما الصورة ليست تماما كما تبدو حينما نسلط الانظار على الفجوة الرقمية، سواء في موضوع الفجوة بين الاشخاص الذين يملكون او لا يملكون الاجهزة الالكترونية الاساسية التي باتت احد اهم احتياجات الانسان وجزء لا يتجزأ من كينونته في القرن ال21، او الفجوة الاكبر في موضوع كيفية استعمال هذه الاجهزة بشكل سليم والانكشاف لما يقدمه الانترنت من خدمات.

هذه الفجوة الرقمية الالكترونية، اخذة بالتوسع رويدا رويدا في البلاد، مقارنة مع دول OECD (منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية). اذا ما اجرينا مقارنة بسيطة بين عدد الحواسيب الموجودة في كل اسرة في مدينة باقة الغربية وبين عدد الحواسيب الموجودة في كل اسرة في هرتسليا على سبيل المثال، ستجد ان البلدتين تعيشان في كوكبين منفصلين. ولهذا الامر تشعبات كثيرة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية، الاجتماعية والاخلاقية.

يعاني الكثير من الاطفال والبالغين، من وضع اقتصادي صعب يحرمون بأعقابه من امتلاك الاجهزة الالكترونية الاساسية وامكانية التصفح فيها. تشكل هذه الشريحة انعكاسا للفجوة بين التكنولوجيا المتاحة لأصحاب الاموال مقابل إتاحة ذات التكنولوجيا للعائلات الفقيرة. هذه "الفجوة الرقمية" الهائلة المتواجدة بتوسع مستمر بالبلاد، تبرز ايضا بمدى امكانية استعمال هذه التكنولوجيا بطرق حكيمة تنهض بحياة كل فرد.

الوضع المثالي الذي تظهره الارقام التي تنشر من قبل شركات الانترنت لا تعكس الواقع: وفق المعطيات التي نشرتها شركة الاتصالات هوت-הוט للربع الثاني من العام 2014، هنالك 739 الف زبون موصول بشبكة الانترنت، بالمقابل شركة الاتصالات بيزيك-בזק ادعت أنها تزوّد خدمات الانترنت، خلال ذات الفترة الزمنية، لـ1.3 مليون زبون في البلاد. وبذلك ينتج ان مجموع الزبائن الموصولين بخدمات الانترنت بالبلاد هو 2 مليون، بينما في الواقع يوجد 1.9 مليون أسرة في البلاد (وفقا لمكتب الاحصاء المركزي).

اذاً، عدد المشتركين في الانترنت أكبر من عدد العائلات، فأين المشكلة؟

بادئ ذي بدء، حقيقة كون عائلة معينة مشتركة بخدمات الانترنت لا تعني بالضرورة استعمال هذه العائلة للانترنت، فعدد لا يستهان به من العائلات الفقيرة تتلقى خدمات أساسية من شركات هوت او بيزيك، كخدمات الهاتف الأرضي أو التلفاز، وفي الغالب تقوم الشركات ببيع هذه الخدمات الاساسية كجزء من حزمة خدمات، من بينها الأنترنت، وان كانت قد لا تمتلك العائلة حاسوباً. علاوة على ذلك، اماكن العمل التي تتلقى خدمات الانترنت تحسب ضمن المعطيات التي نشرتها شركات الانترنت. وبهذا فان الصورة الحقيقة للوضع الراهن تختلف عما تبدو للوهلة الاولى.

بالمقابل، المعطيات التي نشرتها دائرة الاحصاء المركزية تثبت وجود الفجوة الالكترونية: وفقا لما نشر في العام 2011، هنالك 168 الف اسرة غير موصولة بالانترنت في البلاد، 132 الف منهم من الشريحة الاكثر فقرا في البلاد. ووفقا لما نشر عام 2012 ، تصل نسبة مستخدمي الانترنت في البلاد الى 71% مقابل 75% في الدول الاوروبية. هذا وتصل نسبة الاسر التي تملك حاسوبا، الى 78.2% من مجموع الاسر الكلي في البلاد.

 



 

 

"الفجوة الالكترونية" تجلت كذلك بين المواطنين اليهود والعرب، وبين اصحاب الدخل العالي مقابل اصحاب الدخل المنخفض، وبين البالغين والقاصرين.

وفقا لإحصائية نشرها د. يوفال درور وساعر جرشون في عام 2012، اكثر من 90% من اصحاب الدخل العالي يتصفحون الانترنت يوميا، مقابل 75% فقط من اصحاب الدخل المنخفض.

اما بما يتعلق بالمجتمع العربي، فإن نسبة المتصلين بخدمات الانترنت هي 60%، مقابل 70% في الوسط اليهودي.

50% من البالغة اعمارهم 55 عاما فما فوق، متصلون بالانترنت، ومن جهة اخرى تصل نسبة المتصلين بالانترنت ممن تبلغ اعمارهم 12-17 عاما، الى 92%!

 

جمعية "حاسوب لكل طفل": الطفل الذي ينشأ بلا أي نوع من اسس التكنولوجيا كالحاسوب، غالبا لا ينتسب لمعاهد التعليم العالي.

 

جمعية "حاسوب لكل طفل"، توفر حواسيب لطلاب المدرسة الابتدائية او الاعدادية ذوي العائلات المحتاجة، بالإضافة الى 45 ساعة من الارشاد لكيفية الاستعمال السليم والآمن للحاسوب. الطلاب الحاصلون على حاسوب يحددون وفقا لوزارة الرفاه الاجتماعي.

 

شرعت جمعية "حاسوب لكل طفل" الفعالة منذ عام 1995 بمعاينة "الفجوة الرقمية"، وقال رئيس الجمعية – مدير عام ميكروسوفت في اسرائيل سابقا- ارييه سكوب - אריה סקופ: "في مطلع المشروع، 300 الف عائلة لم تملك حاسوبا في البلاد، اما اليوم، فعدد العائلات التي لا تملك حاسوبا يقدر ب160 الف. يعود هذا الهبوط اولا الى انخفاض اسعار الحواسيب على مر السنين. في بداية المشروع بلغ سعر الحاسوب نحو 6000 شاقل، مقابل 2000 شاقل في ايامنا هذه. ثانيا، بات المجتمع اكثر وعيا تجاه الحاجة والضرورة الملحة التي يشكلها الحاسوب لكل اسرة. بالاضافة الى ذلك، على مر السنين تم توزيع ما يقارب ال60 الف حاسوب من خلال المشروع، وفي كل سنة يزداد عدد الحواسيب التي يتم توزيعها ب5000-6000 حاسوب، كما ويتركز العمل في الآونة الاخيرة على الاقليات في البلاد."

 

من خلال الفحوصات، تبين ان الحاسوب الذي يحصل عليه الطالب، يستعمله جميع باقي افراد العائلة في 66% من الحالات. واضاف سكوب :"ان الهدف المرجو من هذا المشروع، هو تقليص الفجوة الرقمية بين الطفل الناشئ في عالم رقمي مليء بالأجهزة الالكترونية، وبين الطفل الذي ينشأ بلا أي نوع من اسس التكنولوجيا كالحاسوب، والذي في معظم الاحيان، لا ينتسب مستقبلا لأي من معاهد التعليم العالي"

 

مما لا شك فيه توارد السؤال : ماذا عن الاستعمالات الاخرى للحاسوب؟ كاللعب وتصفح الفيسبوك؟

"هذا لا يشكل ادنى مشكلة بالنسبة لنا، الهدف النهائي هو ان يحصل الطفل على الانكشاف والفرصة بأن يكون متساويا مع الاخرين من ابناء جيله بشتى الجوانب، هذا المشروع لا يهدف الى استبدال الأهالي او المعلمين، وانما القضاء على الأميّة الرقمية"

 

من جهتها، اكدت اورنيت بن يشر - אורנית בן ישר، المديرة العامة لجمعية "تفكير جيد" العاملة من اجل تقليص الفجوات الرقمية، ان استخدام الحاسوب لاهداف كالألعاب وتصفح الفيسبوك ومواقع اخرى ترفيهية، لا يشكل الهدف الاسمى. وقالت ان الفجوة الرقمية والفرص المتاحة لتصفح الانترنت فعليا اخذة بالتقلص مع مرور السنين. وان الفجوة الاعمق والاكثر اتساعا تبقت في القدرة على استنباط الالية لاستعمال الانترنت بالشكل السليم والاستفادة منه في مجالات متعددة من الحياة، أي قدرة الطفل على البحث السليم والتعلم عن طريق الانترنت، وليس استعماله فقط بمستوى الترفيه. يمكن للطفل على سبيل المثال، تعلم الرياضيات واللغة العبرية عن طريق الحاسوب، اذا أتيحت في بيئته الارض الخصبة لينكشف على هذا العالم".

 

المصدر: the marker

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول