كيف أتعامل مع الزوجة العنيدة؟! سؤال حيّر الكثير من الرجال الذين فقدوا آلية التعامل مع هذا النوع من النساء، وفي الوقت ذاته، باتوا غير قادرين على التعايش مع تلك الصفة، فوصلوا في نهاية المطاف إلى حائط سَد في علاقتهن بتلك الزوجات. ولنتعرف على كيفية تعامل الرجل مع الزوجة العنيدة، علينا أولًا أن نتعرف على السبب الذي يدفع المرأة للجوء للعند وأحيانًا أخرى التمادي فيه.
في الغالب تلجأ المرأة للعناد كأداة تُدافع بها عن أرائها بل وذاتها أمام الرجل، فأحيانًا تكون قراراته وأرائه مستبدة من وجهة نظرها، وبالتالي يكون العناد هو الوسيلة الوحيدة التي تعبر بها تلك المرأة عن رفضها لما يحاول الرجل أن يلزمها به، أي أن العناد يكون في هذه الحالة مجرد رفضًا للانصياع لاستبداد الرجل.
كما يرجع السبب وراء كون الزوجة عنيدة أو لا إلى عوامل تتعلق بنشأتها، فقد تكون معاملة أهلها أفقدتها الثقة بالذات، وعدم الشعور بالتقدير والاحترام الكافي، فتحاول إخفاء كل تلك المشكلات التي غُرِست بشخصيتها بمرور الزمن عن طريق اللجوء للعناد؛ في محاولة منها لإظهار ذاتها وفكرة الأنا، بل أحيانًا أخرى تكون "أم" هذه الزوجة هي السبب في كون ابنتها زوجة عنيدة، وذلك إن كانت الأم تتبع في الأساس هذا الأسلوب طوال فترة زواجها، وبالتالي من الطبيعي أن تحذو ابنتها حذوها وتقتدي بأسلوبها في التعامل مع زوجها.
وقد يكون استهزاء الرجل نفسه بزوجته، والتقليل دومًا من شأنها، بل والتحقير من رأيها، أحد أهم عوامل غرس صفة العناد بها، فهناك رجال يتبعون هذا المبدأ في التعامل مع زوجاتهن، اعتقادًا منهم أن هذه الطريقة هي الأمثل في فرض السيطرة على علاقتهم الزوجية، ولكن الأمر يتسبب في نتائج عكسية، لأن هذه الطريقة أيضًا تسبب لجوء الزوجة للعناد في محاولة لإظهار ذاتها، ورفض قسوة واستبداد الرجل.
والمُضحك في الأمر، أنه قد يكون عناد الزوج نفسه هو أحد أسباب لجوء الزوجة للعناد، فقط تعبيرًا منها عن رفضها لعناده ونبذ تصرفاته كأن يتمسك بعادات معينة غير صحيحة، أو لا يتنازل عن قراره بشأن شيء معين، الأمر الذي سيؤدي إلى غضب الزوجة ولجوئها للعناد. وبعد أن علمنا الأسباب التي قد تدفع الزوجة إلى اللجوء للعند، سنتعرف الآن على كيفية التعامل مع الزوجة العنيدة:
- عليك أيها الزوج البُعد عن الموضوعات والقضايا التي قد تشكل نزاعًا بينكما ولجوء الزوجة للعناد والاستبداد برأيها.
- كُن صبورًا بالقدر المستطاع لأن تغيير هذه الصفة لن يأتي بين ليلة وضُحاها، وإنما يحتاج لفترة.
- كُن حنونًا وعاطفيًا معها، فاحتوائها أيًا كانت المشكلة يُلخص الكثير من الأمور.
- احرص على احترام زوجتك وتقديرها وانصت لها جيدًا فإن ذلك من شأنه إكسابها ثقتها بذاتها، وسيغنيها عن فكرة إظهار "الأنا".
وأخيرًا، على الزوجة التي تتخذ من العناد وسيلة في التعامل مع زوجها الذي يستسلم دومًا لرغباتها، أن تعلم جيدًا أن ذلك لن يكون مصيره سوى هدم بيتكما المقدس، فأولًا وآخرًا عليكي طاعة زوجك وراحته، لأن تلك الطاعة هي مفتح جنتك، ويُبين ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم حديث فيما معناه: "إذا صَلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت بعلها – زوجها–، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت".
