تقديم لائحة اتهام ضد جندي مشتبه بتسريب وثائق عسكرية سرية

تعود حيثيات ملف هذه القضية الى عدد من السنين الماضية وحتى مؤخرا، حيث لوحظت مشاركة عناصر بارزة في مجموعة من اليمين المتطرف بمستوطنة "بات عاين" بحوادث عنف، بما في ذلك الهجوم على قوات الأمن، بالإضافة إلى أحداث عنف التي ارتكبت ضد فلسطينيين من سكان المنطقة هناك وممتلكاتهم.

والى ذلك، ونظرا لارتفاع مستوى العنف، أبعد من أراضي الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة اثنين من الناشطين العنيفين، سكان المجتمع المحلي - المستوطنة، وذلك لفترات تتفاوت ما بين عدة أشهر وحتى العام  وفي نهار يوم 15 من شهر فبراير - شباط الماضي، تم الهجوم على فلسطيني من سكان بلدة جبعة، وهي قرية فلسطينية بالقرب من "بات عاين"، بينما كان يعمل بأرضه في وقت متأخر من الليل، وبنفس اليوم ايضا وقع هجوم على مسجد البلدة هناك وأضرمت به النار، كما وتم رش ورسم كتابات وشعارات مختلفة معادية بالبلدة الفلسطينية هناك.

وبعد هذه الحوادث الخطيرة، كانت قوات من الشرطة والجيش التي عملت بمستوطنة "بات عاين" بتنفيذ اعتقالات قام خلالها ناشطين من اليمينيين بمهاجمة قوات الأمن. ووصل هذا الحدث لذروته عندما اعتدي اعتداءا جسديا من قبل النشطاء على الجنود، وحتى كان هنالك خشية وخوف على سلامتهم، فأطلقوا العيارات النارية بالهواء. مع الإشارة إلى أنه ليس هناك سوى بعض الضالعين الذين تم تحديد هويتهم واخضاعهم للتحقيقات على ذمة الضلوع في هذا الحدث.

وخلال تنفيذ هذه الاعتقالات ضد المشتبهين في مهاجمة الفلسطيني من "جبعة"، اشتبه وطفت شكوك بالغة عند القوات التي أشارت ورجحت الى أن النشطاء كانوا على علم باعتزام قوات الأمن قبل دخولهم لتنفيذ الاعتقالات. ومن بعد التوصل والتعرف على المشتبه به في نقل معلومات سرية ذات الصلة الى الناشطين، اعتقل يوم 10 مارس/آذار 2015 في نطاق التحقيقات المشتركة، ما بين الشاباك والشرطة الإسرائيلية والشرطة العسكرية، العاد سيلع، 25 عاما، من سكان "بات عاين"، وهو جندي في الجيش النظامي، وكان قد انضم للجيش في نوفمبر - تشرين الثاني عام 2013.

وأثناء التحقيق، اعترف المشتبه بأنه سرّب من مكاتب الجيش الإسرائيلي وثائق سرية وحساسة وقدمها إلى عناصر من الجهات المتطرفة اليمينية في بات عاين، وكل ذلك يعود لأسباب وخلفية أيديولوجية عنده. هذا ويشدد على أن نقل المعلومات، التي يقف في جوهرها الرغبة في إحباط أنشطة قوات الأمن وشل قدراتها اضافة لما تشكله من انعكاسات خطيرة على السلامة العامة والشخصية للقوات، هو امر بالغ الخطورة والشدة.

والى كل ذلك، تم نهار اليوم الاثنين، 13 نيسان/ابريل، بعد التحقيق المعقد والمركب والمتشعب، تقديم لائحة من الاتهامات الخطيرة ضد سيلع، والتي تشمل بنود رسوم اتهامات: التجسس والكشف عن معلومات سرية وغيرها.