ويوضح العلماء أن قمر المريخ الصخري ينحدر تدريجيا نحو المريخ، وعندما تصبح قوى الشد والدفع قوية جدا ليتحملها القمر فوبوس فإنه سيتمزق إلى أجزاء تاركا خلفه حلقة ضخمة من المواد مثل تلك التي نشاهدها حول كوكب زحل.
وأضافوا أن هذا السلوك من "العنف الكوني" سيجعل من المريخ أول كوكب صخري في النظام الشمسي يكوِّن حلقة، في حين أن الكواكب الأخرى ذات الحلقات هي غازية وتضم المشتري وزحل وأورانوس ونبتون.
وفوبوس هو أكبر قمريْ المريخ، لكن قطره مع ذلك لا يزيد عن 22 كلم، وهو يدور حول المريخ ثلاث مرات يوميا، على ارتفاع لا يزيد عن ستة آلاف كيلومتر عن سطحه, أما القمر الآخر للكوكب الأحمر فهو "ديموس" وهو بنصف حجم فوبوس لكن مداره أبعد بكثير.
وقد وجد علماء الفلك الذين يتابعون فوبوس أن حواف القمر تقترب من المريخ بمعدل 1.8 سنتمتر في العام، واعتمادا على الظروف فإنه سيبدأ بكشط الجزء العلوي من الغلاف الجوي الرقيق للمريخ في غضون 20 إلى 70 مليون عام، لكن لم يتضح لهم ما إذا كان فوبوس سيتفكك في المدار أو سيصطدم بسطح المريخ.
وللتنبؤ بمصير فوبوس، جمع العلماء من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، بيانات عن كثافة القمر، وبنيته الداخلية والقوى المتعددة التي تشده وتسحبه حولها، ووضعوها في نموذج حاسوبي.
ويقول العلماء إن من إحدى السمات البارزة في فوبوس هي حفرة "ستيكني" بعرض عشرة كيلومترات، التي نجمت عن اصطدام ضخم بسطح القمر في الماضي السحيق، لكن لم يكن هذا الاصطدام كافيا لتدمير فوبوس، بيد أنه يحتمل أنه تسبب بتشققات في جميع أنحاء القمر، مما أضعفه بشكل ملموس.
وتظهر النماذج الحاسوبية أن من المرجح أن ينجو فوبوس من هبوطه المتوقع لفترة من الزمن، لكنه سيبدأ بالتحطم بغضون 20 إلى 40 مليون عام، وبمجرد أن يبدأ بالانهيار فإنه قد يؤلف في غضون ستة أسابيع حلقة حول المريخ تضم معظم مكوناته التي تزن عشرة تريليونات طن من المواد.
وبكلمات أخرى فإن تشكُّل الحلقة سيتم بسرعة كبيرة جدا، بحسب ما كتب العلماء في دورية "نيتشر لعلوم الأرض"، وبمجرد تشكلها فإن حلقة المريخ قد تستمر ما بين مليون إلى مئة مليون عام.