من المعلومات الجديدة، اتضح أيضاً أن متين، لا إرهابي ولا "داعشي" ولا متطرف ولا من يتدعوشون، بل معقد يعاني من هوس اكتئابي، وفيه مس من تخلف عقلي مكنون. أما زوجته التي طرحت "العربية.نت" أمس تساؤلات حول اختفائها ومن تكون، فظهرت لأول مرة الثلاثاء، حاجبة وجهها عن عدسات تلفزيون محلي ولاذت بالمغادرة، فيما ذكرت وسائل إعلام أميركية، نقلاً عن مقربين من التحقيق، أنها كانت معه حين اشترى "عدة المجزرة" يوم الجمعة الماضي، وهي بندقية AR-15 نصف أوتوماتيكية، ومسدس عيار 38 أوتوماتيكي، وبهما قتل 49 من رواد ملهى Pulse الأشهر بولاية فلوريدا للمثليين، قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً برصاصها بعد 3 ساعات.
موقع The Daily Beast الإخباري الأميركي، الشهير بتقاريره الموثقة، كان الوحيد بين عدد كبير من وسائل الإعلام التي راجعت "العربية.نت" مواقعها مساء الثلاثاء، الذي انفرد بأن الزوجة، واسمها الأول نور زاهي، هي "فلسطينية من غزة" في تقرير قصير نشره أمس عنها وعن زوجها "جزار أورلاندو" الأشهر بأميركا، وفيه استند بالباقي من المعلومات التي أوردها، إلى تقرير متلفز أعدته محطة NBC News الأميركية، علماً أن جاراً لشقته ذكر أن زوجته أفغانية الأصل، لكن يبدو أنه ذكر ذلك لعلمه أن متين نفسه أفغاني، أو قد يكون محقاً، لقوله إنها ملمة بلغة الأوردو.
في التقريرين أن نور زاهي، التي لا صورة لها للآن، إلا التي تظهر فيها إلى جانب زوجها، وبينهما ابنهما الصغير، اعترفت لمحققي FBI الأميركي، بأنها كانت معه حين اشترى البندقية والمسدس والذخيرة، وبأنها نقلته بالسيارة إلى الملهى ليعاينه قبل ارتكابه للمقتلة الجماعية فيه، وأنها حاولت أن تثنيه عن مخططه بمهاجمة Pulse الذي اتضح من معلومات، نشرتها "العربية.نت" أمس نقلاً عن الإعلام الأميركي، بأنه كان من زبائنه، وارتداه أكثر من 10 مرات، لذلك يعتقدون في أميركا الآن بأنه كان من المثليين، مودعاً مثليته في نفسه، كما وديعة سرية ببنك سويسري، لا يبوح بها لأحد على ما يبدو.
الموقع، الذي علم بجنسيتها من أقرباء لها في "فيسبوك" التواصلي، أورد أيضاً أن نور التي تزوجها متين في 2013 كانت تقيم معه في شقة، لملمت منها حوائجها بعد المجزرة وغادرتها، ثم محت كل أثر عنها من حسابات كانت لها بمواقع التصفح، وأهمها "فيسبوكي" ألغته بالكامل. وأثناء مغادرتها للشقة، محجبة الرأس لإخفاء وجهها، اعترضها إعلاميون من قناة WSVN الأميركية، وبدت مغطاة الرأس وصامتة، ثم تابعت السيارة نقلها إلى جهة مجهولة، يعتقدون أنها منزل والد زوجها.
وأورد "ديلي بيست" أنها في حياتها الزوجية مع متين "لم تكن تضع الحجاب على رأسها، ولا أختها أيضاً" وهو ما يؤكد أن متين لم يكن متطرفاً دينياً ولا "داعشي" الميول حتى اليوم الأخير من حياته، مع أنه اتصل بالشرطة ساعة المجزرة ليخبر بأنه بايع "داعش" فيما ذكر عنه امام مسجد بأنه كان من مرتاديه بانتظام في مدينة Forte Piece حيث كان يقيم بفلوريدا.
إلا أن شهادة من تزوجها في 2011 وفرّقه عنها طلاق بعد 4 أشهر، وهي Sitora Yusufiy الأميركية من أصل أوزبكي، عززت أيضاً المعلومات بأنه كان بعيداً عن التطرف، إلا أنه كان "متخلفاً عقلياً" وفق ما ذكرت "سيتورا" في مؤتمر صحافي عقدته الاثنين الماضي.
ذكرت في المؤتمر أنه معتل نفسانياً بما يسمونه Bipolar Disorder المعروف عربياً باسم "الاضطراب ذو الاتجاهين" أي ساعة مكتئب وحزين ومعقد وأخرى فرح ومبتهج وسلس، وبينهما صراع قد يكون قاده ليتخلص من نفسه وعقدها بالذات، وإلا فلماذا اتصل بالشرطة لحظة المجزرة، إن لم يكن لاستدعاء رجالها لقتله، بدل أن يقضي هو على نفسه منتحراً؟ وهو تساؤل تكرر كثيراً بوسائل إعلام أميركية، استغربت أيضاً كيف أنه لم يستخدم حزاماً ناسفاً، وسط استغرابها اتصاله بالشرطة، بدلاً من مغادرة الملهى والنجاة بحياته.
وورد أيضاً في تقرير لموقع The Mercury News الإخباري الأميركي، معلومات عن نور زاهي سلمان، البالغ عمرها 30 سنة، أي أكبر سناً بعام من متين المولود لأبوين أفغانيين بنيويورك، أنها أقامت مع عائلتها 10 سنوات في مدينة Rodeo بمقاطعة "كونترا كوستا" في ولاية كاليفورنيا، وأن لها 3 شقيقات، لا زالت إحداهن تقيم في البيت مع والدتها، واسمها إقبال. أما والدها عبدالله سلمان، فتوفي قبل سنوات.
كما وردت عن Noor Zahi Salman معلومات بالإنجليزية مختلفة، ومرفقة بالصورة أعلاه، ملخصها أن نور ولدت منذ 30 سنة في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، طبقاً لما ورد في مدونة اسمها The Last Refuge وتضمنت أنها "كانت مثله متزوجة، وحصلت في 2009 على الطلاق من زوجها أحمد أبو رحمة" ويبدو من اسمه أنه عربي، كما قرأت "العربية.نت" في رابط فرعي بالمدونة، أن والد نور اسمه عبدالله سلمان، لكن لم ترد جنسيته الأصلية. أما "أن. بي. سي نيوز" فذكرت بتقريرها أن "زاهي" هو اسم عائلة والدة نور، أي إقبال زاهي الحية للآن، فيما توفي والدها بسام عبدالله سلمان، بنوبة قلبية قبل سنوات.