فجع الوسط الإعلامي والوسط الفني بالأمس بتغييب الموت للفنان المسرحي والكاتب الفلسطيني القدير وأحد أعمدة ورواد المسرح في الداخل الفلسطيني رياض مصاروة ابن مدينة الطيبة، عن عمر ناهز 68 عاما بعد صراع مع المرض حيث وافته المنية في مستشفى رمبام في مدينة حيفا.
عن هذا الموضوع تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم مع الكاتب والصحفي الأستاذ علاء حليحل، حيث قال: "تعازينا للعائلة ولنا جميعا. رياض مصاروة يمثل تجربة جيل كامل بدأ بالدراسة والتعلم والإنتاج الفني والمسرحي مباشرة بعد انتهاء الحكم العسكري، وكلنا نعرف أن النكبة التي تركت أثرا هائلا على السلب بالثقافة الفلسطينية من ناحية القضاء على شريحة كاملة من المبدعين والمفكرين والمنتجين، وكانوا بحاجة لعشرة أو خمسة عشر عاما لتستعيد هذه النخبة والطبقة الريادية بالإنتاج المسرحي والأدبي مهمتها التاريخية".
وأضاف حليحل: "رياض يمثل جيلا بدأ بالإنتاج في نهاية الستينات ومنتصف السبعينات، وهذا الجيل له تجربة خاصة جدا ومتميزة، لأن رياض وجيله أنتجوا وعملوا وفكروا واكتسبوا ثقافتهم بظل وضع سياسي خاص جدا كان يفرض ويحتم انتاج مسرح وأدب وفنون لها ارتباط مباشر بالسياسة، وسمي لاحقا بأدب المقاومة أو الفن الملتزم كما نسميه اليوم، فهنالك دائما صراع كبير بين العنصر الفني المسرحي الخالص وبين ما يطلبه المناضلون وما تحتمه شؤون الساعة من الصراع على الأرض والمسكن والإحتلال وكل هذه الامور السياسية التي كانت تفرض أجندة واضحة على الإنجازات المسرحية، وهذا يميز ما فعله رياض على مدار العقود التي نشط فيها بهذا المجال".
وتابع حليحل: "أنا أذكر أن المجييلين الذين عاشوا مع رياض ومن خلال حديث شخصي مع رياض نفسه، عندما عاد رياض بالسبعينات من ألمانيا الشرقية بعد انهاء دراسته فإن اول عمل شارك به من ناحية اخراج وكان عملا هاويا تضافرا لجهود شبابية بذلك الوقت كان ’زغرودة الأرض‘ والتي تم العمل عليها في حيفا، وكان عملا من الصفر حيث لم تكن قاعات ولا إضاءة مهنية وكان يجب العمل على النصوص والإخراج والمراجعة بشكل تطوعي، وكانت هنالك حاجة لجيل ريادي شق الطريق ووضع الاسس وأضاءوا ما يمكن إضائته من المستقبل بهذا المجال، يجب أن نلتفت أيضا أن جيل وتجربة رياض ومن جايله تختلف عما سبقهم وعمن أتوا بعدهم، فجيل المسرح اليوم الناشط في فلسطين التاريخية يحتلف من ناحية المضامين وأساليب العمل".
استمعوا للقاء الكامل: