يُجسّد فيلم "آفاق بنفسجية" للمخرج التركي عثماني سوباشي معاناة ومآسي اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم حرب تشهدها بلادهم منذ أكثر من خمسة أعوام بحثًا عن ملاذ آمن يقيهم شرّ القنابل والصواريخ، ويوفر لهم ولأطفالهم حياة كريمة.
ويمثل في فيلم "آفاق بنفسجية" عدد من الفنانين الأتراك واللاجئين السوريين ويروي قصة لاجئة سورية تدعى "مريم" فقدت أفراد عائلتها في البحر المتوسط واللاجئة "بهار" التي تعبت من مشقة اللجوء وأصبحت لا تستمتع بأي شيء حولها بعد أن شاهدت جثة الطفل السوري أيلان الذي لفظته أمواج البحر على سواحل تركيا.
أشار المخرج سوباشي إلى أن حادثة الطفل أيلان كانت الوحيدة التي ركّز عليها العالم فيما يتعلق بالأزمة السورية، مشددا على أن موقف الدول الغربية حيال المآسي التي يعيشها السوريون دليل على أن تلك الدول تبقى عديمة الإحساس تجاه أي ألم في العالم لا يُصيبها هي وشعبها.
وشدّد سوباشي على أن الفيلم يهدف إلى تصوير معاناة وآلام تقع يوميًا أمام أعين الآلاف من الناس، دون أن تُحدث أي صدى أو ضجيج، وإلى تسليط الضوء على تركيا التي فتحت قلبها وأبوابها دائمًا لاحتضان ملايين اللاجئين السوريين وسط تجاهل دولي.
ويحمل الفيلم شعار "حزن في المتوسط"، ويجري تصويره بمناطق "بوزدوغان" في مدينة آيدن، و"غوكوفا" في مدينة موغلا (جنوب غرب تركيا)، وعدد من أحياء مدينة إسطنبول (شمال غرب تركيا)، ومن المقرر أن يعرض في مهرجانات الأفلام المحلية والدولية اعتبارًا من سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال المخرج سوباشي "في سوريا صرخة ألم تصمّ الآذان، ولكنها تحولّت إلى صرخة صامتة لم تلق أي صدى في أي مكان حول العالم"، مُرجعا سبب ذلك إلى كون مطلقي الصرخة "من شعوب الشرق الأوسط الجريح".