ذلك بمشاركة سبعة من رواد الفن الفلسطيني المعاصر في الداخل والشتات هم: ابراهيم هزيمة (مواليد عكا، ترعرع في سوريا ويسكن في ألمانيا)، أسد عزي (مواليد شفاعمرو بالداخل الفلسطيني)، تيسير بركات (مواليد مخيم جباليا ويسكن في رام الله)، سليمان منصور (مواليد بير زيت ويسكن في القدس)، سمير سلامة (مواليد صفد، ترعرع في سوريا ويسكن في فرنسا)، عبد عابدي (مواليد حيفا بالداخل الفلسطيني)، ونبيل عناني (مواليد عمواس ويسكن في رام الله). وعرضت خلال الحفل الختامي، الذي سبقه معرض خاص في بودابست، أعمال أنجزها الفنانون خلال اقامتهم في تشوكاكو على مدى الأسبوعين الأخيرين.
حيث استضافت مؤسسة "انتركولتي لتعميق الحوار بين الثقافات" الفنانين في قرية تشوكاكو التي تمتاز بمناظر طبيعية خلابة، ذلك لتمكينهم من الالتقاء والعمل جنباً الى جنب في استوديوهات مجهزة وأجواء مريحة وملهمة بعيدة عن الروتين وعن بيئتهم المألوفة. كما قامت المؤسسة بتنظيم لقاءات مع فنانين هنغاريين محليين في ورشات عملهم، وزيارات الى العديد من المتاحف اطلع الفنانون خلالها على أعمال لفنانين عالميين، كبيكاسو ومويدلياني، ولفنانين هنغاريين كلاسيكيين ومعاصرين.
ويعتبر المشروع، الذي يقام بتمويل من مؤسسة "انتركولتي" وبمساهمة من مؤسسة عبد المحسن القطان وشخصيات مهتمة بالفن الفلسطيني، منها د.رمزي دلول والسيد جورج الأعمى والسيدة رلى العلمي، يعتبر الأول من نوعه لا سيما وأنه وفر للفنانين فرصة فريدة للإطلاع على الفنون الهنغارية، على أنواعها، وللالتقاء بالجمهور الهنغاري، وهو ما يسعى اليه المشروع بحسب المنظمين، حيث يقول أمير عابدي مدير مؤسسة "انتركولتي": "بالإضافة الى تكريم الفنانين السبعة لدورهم الريادي والمميز في بلورة الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية، نسعى من خلال هذا المشروع الى تعريف القيّمين على المعارض في المتاحف المُختارة في أوروبا بهذه النخبة من رواد الحركة التشكيلية، بهدف فتح قنوات التواصل وتعريف الجمهور الاوروبي على روائع الفن الفلسطيني المعاصر. وسنعمل لهذا الغرض على تنظيم معرض مشترك للفنانين بالأعمال التي أنتجت خلال فترة اقامتهم في المنتجع بدايةً في هنغاريا ومن ثم في معارض ومواقع هامة في كل أنحاء اوروبا، وقد عبرت جهات عديدة حتى الآن عن رغبتها باستضافة المعرض في اثينا وبراغ وبرلين وغيرها من العواصم". ويشير عابدي بأن هذه هي المرحلة الاولى للمشروع ستليها مراحل أخرى أهمها تصوير وإنتاج فيلم وثائقي يعرّف القاصي والداني بالرواد السبعة ويوثق مسيرتهم الفنية، وإنشاء موقع الكتروني خاص كأرشيف للفيلم ومرجع للأعمال الفنية.
الفنان ابراهيم هزيمة أشار بدوره الى أهمية المشروع موضحاً: "بطبيعة الحال لا يتسنى لنا عادةً الالتقاء والإطلاع على أعمال بعضنا البعض عن قرب. لهذا، فقد سعدت بهذة الفرصة للتواصل الفني الفلسطيني-الفلسطيني ولتبادل الآراء بأجواء حميمية مع زملاء أعرفهم منذ زمن وزملاء تعرفت اليهم الآن بفضل المشروع. آمل بأن نكون قد أنجزنا ما يليق بعرض قضيتنا أمام الجمهور الاوروبي مع العلم بأنه لا تنقصنا الخبرات او الجودات الجديرة بالساحة الفنية العالمية".