وقال تقرير صدر عن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، يوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول، إن كاميرون الذي تولى رئاسة الوزراء البريطانية من 2010 إلى يوليو/تموز الماضي 2016 لعب دورا "حاسما" في قرار التدخل ويجب أن يتحمل المسؤولية عن دور بريطانيا في أزمة ليبيا.
وقال كريسبين بلانت رئيس اللجنة وهو عضو في حزب المحافظين الذي ينتمي إليه كاميرون "إن تصرفات بريطانيا في ليبيا جزء من تدخل لم يكن نتيجة تفكير سليم ولا تزال نتائجه تظهر اليوم".
"وأضاف أن السياسية البريطانية في ليبيا قبل وأثناء التدخل في مارس 2011، تأسست على افتراضات خاطئة وفهم ناقص للبلاد والموقف".
وأوضحت اللجنة التي أعدت التقرير أن "المسؤولية الأساسية تقع على عاتق زعامة ديفيد كاميرون".
وقادت بريطانيا وفرنسا جهودا دولية للإطاحة بمعمر القذافي في مطلع 2011 واستخدمتا الطائرات المقاتلة لدحر قوات القذافي والسماح لمقاتلي المعارضة بالإطاحة به.
وبعد مقتل القذافي وتفكك أجهزة الدولة بسبب التدخل العسكري الخارجي، بقيت ليبيا تعاني الفوضى منذ ذلك الحين، وأصبحت حاضنة لتنظيمات متطرفة أبرزها تنظيم "داعش"، وسيطرت المليشيات المسلحة على مقدرات الدولة وثرواتها وباتت تتناحر فيما بينها على الأرض فيما أرسل مهربو البشر عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط.
وقد صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق هذا العام أن حلفاءه الأوروبيين انشغلوا عن الأزمة الليبية بعد التدخل. وقال مكتب أوباما فيما بعد إنه لم يقصد انتقاد كاميرون.
واستقال كاميرون من رئاسة الوزراء بعدما خسر استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، كما استقال يوم الاثنين الماضي من عضوية البرلمان قائلا إنه لا يود أن يسبب ارتباكا لخليفته في رئاسة الوزراء تيريزا ماي.