ومما جاء في المقال وتحدث به د. نبيل عمرو لاذاعة الشمس قوله: "حين يقع بين يديَّ تقرير أو تحليل حول من هو الرئيس الفلسطيني القادم، أشعر بمدى الهبوط الذي وصل إليه حالنا في هذه الأيام، حكاية من هذا النوع لابد وأن تثير فضول الناس، وبالتالي لا أمل في أن يقلع كثيرون عن الكتابة في هذا الشأن بمناسبة وبغير مناسبة. وفي عالم الصحافة الحديثة، الورقية والإلكترونية، هنالك تعطش للموضوعات، وولع متزايد في الإثارة والتشويق وجمع "اللايكات" والاعلانات".
مضيفا: "ولأننا لا نستطيع لوم كتاب التقارير ومؤلفي السيناريوهات الذين يستجيبون لحاجة السوق من الحكايات والموضوعات، فإن الإسفاف المثير للسخرية يأتي غالبا من جانب من ترد أسماؤهم كمرشحين للرئاسة، بعضهم يعتبر أنه فائز لا محالة لأن الارحام عجزت عن ولادة مثله على مدى عمره الذي تجاوز السبعين، وبعضهم ينتظر جاهة اقليمية ودولية ترجوه أن يتعطف ويتكرم ويقبل الجلوس على العرش الفلسطيني، المليء بالإبر والدبابيس التي تتحول بفعل الولع بالسلطة والهيلمان إلى طبقة من المخمل المريح، وبعضهم الآخر يقول "صحيح إن السلطة مشروع خياني إلا أنني لا أمانع برئاستها خدمة للمصلحة العامة!". وهنالك من أعلن أنه جاهز لقبول منصب الرئيس ولكن له شروط على العالم أن يحققها من أجل أن يقبل".
ويضيف د.نبيل عمرو في مقاله: "شيءٌ يشبه السيرك أو مسرحية هزلية غير متقنة النص والتمثيل والاخراج ، ومنذ ولادة الظاهرة الفلسطينية في أزمانها القديمة والحديثة لم يسجل هزالاً واسفافاً في تناول هذا الامر كما يسجل الان ، والتناسب العكسي في هذا الامر يزداد حضوراً والحاحاً في حياتنا من خلال انصراف الناس الى شؤونهم الخاصة وطلاقهم بالثلاثة للسياسة والمتاجرين بها. إن لهذه المهزلة المأساة، حاضنة جرى إقحامها على الفلسطينيي لإلغاء مبدأ الزعامة الحقيقية واستبدالها بمزادات هابطة تنتج اشباحا أو دمىً تحركها أيدٍ من وراء أو من أمام ستار - لا فرق- ، كوصفة أخيرة لإنهاء الظاهرة الفلسطينية المجيدة على هيئة مهزلة.
واختتم مقالته بالقول: "غاب عن ذهن مؤلفي ومخرجي وممثلي هذه المسرحية الرديئة، أمر جوهري يتصل بالشعب الفلسطيني باجماله، كصاحب قضية هي الاعمق وربما الاعرق على صعيد قضايا المنطقة والعالم ، وشعب كهذا لا يحتاج لمن يحكم وانما يحتاج بشدة لمن يخلّص وشتان ما بين الحالتين".
للاستماع الى اللقاء كاملا مع د.نبيل عمرو.