تمكن العلماء من معرفة كيفية تحويل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى وقود، وربما يكون هذا الإنجاز بداية حقيقية لتغيير العالم بكل ما للكلمة من معنى.
ففي الشهر الماضي، وصلت نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى أعلى مستويات لها خلال 4 سنوات، وهذا يعني أننا لن نكون قادرين على تخفيض هذه النسبة إلى المستويات الآمنة مرة أخرى.
ولكن طور الباحثون تقنية جديدة يمكن أن تسهم في تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مصدر للوقود، وقال آدام روندينون، الباحث المشارك من مختبر أوك ريدج الوطني للطاقة في الولايات المتحدة :"لقد اكتشفنا عن طريق الصدفة فعالية استخدام المادة المحفزة أو المسرعة للتفاعل الكيميائي، ونحن نعمل على دراسة الخطوة الأولى حاليا في هذا المجال".
ويعمل آدام وزملاؤه على تجميع مادة محفزة باستخدام الكربون والنحاس والنيتروجين، وتطبيق تيار كهربائي بقوة 1.2 فولت بحيث تحول المادة المحفزة محلول ثاني أكسيد الكربون في الماء إلى مادة الإيثانول.
وكانت النتيجة مفاجئة لعدة أسباب: أولا لأن العملية تمت من خلال استخدام كمية قليلة من الكهرباء، وثانيا لأنه تم الحصول على قدر كاف من مادة الإيثانول. وأوضح الباحثون أن هذا النوع من ردة الفعل الكهروكيميائية عادة ما يحصل في مزيج من عدة مكونات مختلفة بكميات صغيرة، مثل غاز الميتان والإيثلين والكربون.
بدلا من ذلك، حصل فريق البحث على كميات قابلة للاستخدام من الإيثانول، حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى مليارات الغالونات منه كل عام لإضافته إلى البنزين.
ولم تكن هذه أول محاولة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى منتج مفيد يمكن استخدامه، حيث كشف الباحثون حول العالم عن وسائل لتحويله إلى مواد مفيدة مثل الميثانول والفورمات والوقود الهيدروكربوني.
ويوجد فريق من الباحثين في أيسلندا يحاول تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى صخرة صلبة يمكن دفنها ونسيانها.
وأوضح الباحثون أنهم تمكنوا من تحقيق هذه النتيجة نظرا لسهولة التلاعب بالبنية النانوية للمادة المحفزة من أجل الحصول على النتائج المرجوة. ويقول فريق البحث إن من الممكن استخدام هذه المادة على المستوى الصناعي، علما أنها مصنوعة من مواد غير مكلفة ويمكن أن تُعمل في درجة حرارة الغرفة مع متطلبات متواضعة من الكهرباء.
المصدر: ساينس اليرت