أعلنت القيادة الفلسطينية الموحدة في لبنان في بيان ان الجيش اللبناني تجاوب مع مطالب القيادة واوقف العمل ببناء جدار حول مخيم عين الحلوة. واوضحت القيادة الموحدة أنه بناءً على التحركات والجهود التي بذلتها القيادة خلال الأيام الماضية، لوقف العمل ببناء الجدار الإسمنتي حول مخيم عين الحلوة، كان آخرها اللقاء الذي عقد الخميس بينها وبين مدير المخابرات في الجنوب العميد الركن خضر حمود في مكتبه، فإن قيادة الجيش تجاوبت لمطالب القيادة الفلسطينية وأوقفت العمل ببناء الجدار. وأوضح البيان أن القيادة الفلسطينية ستعمل خلال الأسبوعين القادمين على إعداد تصور شامل للتعامل مع الوضع الأمني في المخيمات وخصوصاً في مخيم عين الحلوة، بما يحقق الأمن والإستقرار في المخيمات والجوار. وشكرت القيادة قيادة الجيش ومديرية المخابرات على تجاوبهم في توقيف العمل ببناء الجدار، كما شكرت كل القيادات اللبنانية التي دعمت مطالب الشعب الفلسطيني بهذا الخصوص. وأكدت القيادة الحرص على أحسن العلاقات مع ألأشقاء في لبنان، والتطلع الى علاقة لبنانية فلسطينية تقارب الملف الفلسطيني من جميع الجوانب السياسية والإنسانية والاجتماعية والقانونية وليس فقط الجانب الأمني، لافتة الى حرصها على الأمن والإستقرار في لبنان، معتبرة اياه مصلحة فلسطينية عليا.
وكانت مصادر أمنية لبنانية قالت لصحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية، أن مشروع الجدار الاسمنتي على شكل حزام يلف مخيم عين الحلوة ليس حديثا بل يعود لسنوات إلى الوراء، وقد اقترحته بحينها القيادة السابقة لمخابرات الجنوب حين كثرت عمليات تسلل الإرهابيين من وإلى عين الحلوة، خاصة بعد لجوء أحمد الأسير وشادي المولوي وفضل شاكر إليه رغم تعقّب الأجهزة الأمنية لهم، لافتة إلى أن "إقدام هؤلاء على التسلل عبر الثغرات المحيطة بالمخيم وأبرزها البساتين جعل القادة الأمنيين يفكرون بطرح مماثل لضبط الأمن".
ولفتت مصادر أمنية لبنانية الى "انه وأثناء مباشرة البناء في جدار حول مخيم عين الحلوة انكشفت انفاق تحت الأرض تصل المخيم بخارجه وتم اغلاقها"، مؤكدة ان "قرار بناء الجدار اتخذ ولا عودة عنه"، مشيرة الى أن "اجتماعات كانت عقدت العام 2008 بين مخابرات الجيش اللبناني والفاعليات والفصائل واللجان الفلسطينية محورها كيفية الحفاظ على حسن الجوار بين المخيم ومحيطه، وأن ليس من مصلحة أي فريق أخذ المخيم كطائرة مخطوفة، وانما التعاون لحفظ أمن المخيم والتعاون لأن لا مصلحة في استخدام المخيم منصة لتوجيه رسائل ولا في ايواء مطلوبين، لتتحول الغالبية في المخيم ضحية عشرات".
واوضحت المصادر، ان "فكرة تشييد الجدار تجددت بعد المواجهة التي حصلت بين جماعة الارهابي أحمد الأسير والجيش اللبناني عام 2013 وفراره الى المخيم مع عدد من مناصريه المطلوبين، كما تجددت بعد إلقاء القبض على المطلوب عماد ياسين"، كاشفة انه "سبق للأجهزة الأمنية ان طلبت من الجانب الفلسطيني في المخيم تسليم ياسين وكان الجواب دائماً انه غير موجود فيه الى ان كشفته كاميرات المراقبة، ولأن المخيم بالنهاية هو أرض لبنانية قامت الاجهزة بعملية نوعية لإلقاء القبض عليه، وأثيرت ضخة داخل المخيم حول الأمر لكن ياسين اعترف بما نسب اليه ودان نفسه بنفسه".
اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا ترفض
وكانت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا عقدت اجتماعاً استثنائياً لها في المخيم، شاركت فيه القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، وأكد بيان صادر عن المجتمعين "الرفض المطلق لهذا الجدار الذي يسيء إلى العلاقات التاريخية وإلى مسيرة النضال المشتركة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني، وان الفلسطينيين في لبنان ينظرون إلى الجيش اللبناني على أنه جيش وطني داعم لقضية فلسطين وللشعب الفلسطيني". وطالب "الدولة اللبنانية بالوقف الفوري لهذا الجدار وعدم النظر أمنياً الى الوجود الفلسطيني في لبنان".
وكان الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري اعتبرا أول من أمس، "ان الجدار مستنكر ومرفوض" منهما و "من جميع أهالي مدينة صيدا لأنه يتسبب بحال من التشنج والاحتقان نعتقد بأن لبنان بغنى عنها، لا سيما في هذه الظروف الدقيقة". وشددا على وجوب "ان ينصب الجهد من الجميع للحفاظ على الامن والاستقرار من دون بناء جدار يفصل بين المخيم ومحيطه بما يوحي الانطباع وكأن الإخوة الفلسطينيين هم أعداء للبنان واللبنانيين".
وكانت النائب الحريري أجرت اتصالات بكل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام والرئيس المكلف سعد الحريري واثارت معهم قضية الجدار.
وأجرى ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، اتصالات بقيادات صيداوية، موجهاً لها، بحسب بيان، "الشكر والتقدير على موقفها الرافض لبناء الجدار العازل، مؤكداً "حرص حماس والشعب الفلسطيني على السلم الأهلي في لبنان". ودعا الى "إجراء حوار فلسطيني - لبناني شامل بكل جوانبه".
وزار وفد من "رابطة علماء فلسطين" برئاسة الشيخ بسام كايد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان مطالباً بوقف "الجدار العازل الذي يبنى، ويكتم انفاس المخيم وأهله".
وانتقد الوفد الأوضاع في المخيمات التي "لا تصلح لعيش الآدمي، أو يضيق علينا أكثر وأكثر"؟. وضم مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان صوته الى صوت جميع "المستنكرين والمستهجنين لبناء الجدار". وسأل: "لا ادري من هي الجهة التي نصحت ببناء هذا الجدار. واعتقد انه كان ينبغي بتكاليفه ان يقدم شيئاً للاخوة الفلسطينيين على صعيد الخدمات المعيشية والخدماتية كان أنفع وأصلح".
والتقى المدير العام المكلف لوكالة "أونروا" في لبنان حكم شهوان وفداً من "المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان" (شاهد) الذي استعرض "ما يتم إنشاؤه من جدار عازل وأسلاك شائكة وأبراج مراقبة حول مخيم عين الحلوة، وانعكاس ذلك سلباً على حياة اللاجئين الفلسطينيين".
وأكد شهوان "انه سيكون لأونروا موقف رسمي بعد الحصول المعلومات الدقيقة، وسيبذل المزيد من الجهد لتحسين أوضاع اللاجئين في شتى المجالات".
نقلا عن وكالة سما