تابع راديو الشمس

ابو فراس الحمداني وأشهر مؤلفاته وقصائده

ابو فراس الحمداني وأشهر مؤلفاته وقصائده

ابو فراس الحمداني من أشهر شعراء العرب الذين عانوا من الأسر والسجن لفترة كبيرة من حياتهم، خلالها ألف الكثير من القصائد والمؤلفات الشهيرة.  


ابو فراس الحمداني .. الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو فارس وشاعر عربي؛ وُلد في عام 932م في مدينة حمص، شارك ابو فراس الحمداني في الكثير من المعارك مع سيف الدولة والذي كان يوقره ويقدمه على الحضور جميعا، وأثناء معركة مع الروم أُسر ابو فراس الحمداني ونقلوه إلى القسطنطينية، إلى أن دفع سيف الدولة فدية ضخمة لتحريره، وقُتل غدرا على يد رجال خاله سعد الدولة في مدينة تدعى صدد بالقرب من حمص. 


كان شاعر ذو مهارة وكبيرة، واتسم شعره بقوة البنيان والتركيب والسلاسة في آن واحد، ألف معظم قصائده خلال فترة أسره ولذلك نجد أن معظم قصائده تحاكي الواقع الأليم والمعاناة التي واجهها داخل السجن، ومن أشهر قصائد ابو فراس الحمداني ؛ أراك عصي الدمع شيمتك الصبر، أما للهوى نهي عليك ولا أمر.

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ

أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟

بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ

ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ!

إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى

وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ

تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي

إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُوالفِكْرُ

معللتي بالوصلِ، والموتُ دونهُ

إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ

حفظتُ وضيعتِ المودة َبيننا

وأحسنَ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذرُ

وما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ

لأحرفها، من كفِّ كاتبها بشرُ

بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً

هوايَ لها ذنبٌ، وبهجتها عذرُ

تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي

لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ

بَدوتُ، وأهلي حاضرونَ، لأننّي

أرى أنَّ داراً، لستِ من أهلها، قفرُ

وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ

وإيّايَ، لولا حبكِ، الماءُ والخمرُ

فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُولمْ يكنْ

فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ

وفيتُ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ

لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ

وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها

فتأرنُ، أحياناً، كما يأرنُ المهرُ

تساءلني منْ أنتَ؟ وهي عليمة ٌ

وَهَلْ بِفَتى ًمِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ

فقلتُ، كما شاءتْ، وشاءَ لها الهوى

قَتِيلُكِ! قالَتْ أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ

فقلتُ لها لو شئتِ لمْ تتعنتي

وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ

فقالتْ لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا

من كلمات ابو فراس الحمداني .. فقلتُ معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ

وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ

إلى القلبِ، لكنَّ الهوى للبلى جسرُ

وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة

إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ

فأيقنتُ أنْ لا عزَّ، بعدي لعاشقٍ

وَأنّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ

وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً

إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ

فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها

لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْر

ُ كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة

على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ

تجفَّلُ حيناً، ثم تدنو كأنما

تنادي طلاّ بالوادِ، أعجزهُ الحضرُ

فلا تنكريني، يا ابنة َالعمِّ إنّه

ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ

ولا تنكريني، إنني غيرُ منكرٍ

إذا زلتِ الأقدامِ، واستنزلَ النضرُ

وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبةٍ

معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ

وإني لنزالٌ بكلِّ مخوفةٍ

كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ

فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا

وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ

وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة

وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ

ويا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ

طلعتُ عليها بالردى، أنا والفجرُ

وحيّ رددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ

هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ

وَسَاحِبَة الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا

فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ، ولا وعرُ

وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ

ورحتُ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ

ولا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى

ولا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقر

وما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ؟

إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ

أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى

ولا فرسي مهرٌ، ولا ربهُ غمرُ

ولكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىءٍ

فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ

وقالَ أصيحابي الفرارُ أو الردى؟

فقُلتُ هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ

وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني

وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ

يقولونَ لي بعتَ السلامةَ بالردى

فَقُلْتُ أمَا وَالله مَا نَالَني خُسْرُ

وهلْ يتجافى عني الموتُ ساعة

إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟

هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه

فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ

ولا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ

كما ردّها، يوماً بسوءتهِ عمرو

يمنونَ أنْ خلوا ثيابي، وإنّما

عليَّ ثيابٌ، من دمائهمُ حمرُ

وقائم سيفي، فيهمُ، اندقَّ نصلهُ

وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ

سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ

وفي الليلة ِالظلماءِ، يفتقدُ البدرُ

فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه

وتلكَ القنا، والبيضُ والضمرُ الشقرُ

وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ

وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ

ولوْ سدَّ غيري، ما سددتُ، اكتفوا بهِ

وما كانَ يغلو التبرُ، لو نفقَ الصفرُ

وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا

لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ

تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا

ومنْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ

أعزُّ بني الدنيا، وأعلى ذوي العلا

وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ.


ومن أشهر قصائد ابو فراس الحمداني أيضا؛ قصيدة زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ، وفيها يسترسل ما قضاه في الأسر من ظلم ووحشة.

زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ

زماني كلهُ غضبٌ وعتبُ

وأنتَ عليَّ والأيامُ إلبُ

وَعَيْشُ العالَمِينَ لَدَيْكَ سَهْلٌ،

وعيشي وحدهُ بفناكَ صعبُ

وَأنتَ وَأنْتَ دافعُ كُلّ خَطْبٍ،

معَ الخطبِ الملمِّ عليَّ خطبُ

إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَ جُرْمٌ

وكمْ ذا الاعتذار وليسَ ذنبُ؟

فلا بالشامِ لذَّ بفيَّ شربٌ

وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّ قَلْبُ

فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍ جَريحٍ

بهِ لحوادثِ الأيامِ ندبُ

أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ؟

وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِ كِذْبُ؟

جناني ما علمتَ، ولي لسانٌ

يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَ عَضْبُ

وزندي، وهوَ زندكَ، ليسَ يكبو

وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَ تخبو

وفرعي فرعكَ الزاكي المعلى

وَأصْلي أصْلُكَ الزّاكي وَحَسْبُ

"لإسمعيلَ" بي وبنيهِ فخرٌ

وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيهِ عُجْبُ

وأعمامي "ربيعة ُ" وهيَ صيدٌ

وَأخْوَالي بَلَصْفَر وَهْيَ غُلْبُ

وفضلي تعجزُ الفضلاءُ عنهُ

لأنكَ أصلهُ والمجدُ تربُ

فدتْ نفسي الأميرَ، كأنَّ حظي

وَقُرْبي عِنْدَهُ، مَا دامَ قُرْبُ

فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُ دُوني،

وأصبحَ بيننا بحرٌ ودربُ

ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَ بَعْدِي

ويبلغني اغتيابكَ ما يغبُّ

فقلْ ما شئتَ فيَّ فلي لسانٌ

مليءٌ بالثناءِ عليكَ رطبُ

وعاملني بإنصافٍ وظلمٍ

تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَا تَحِبّ .. من أشعار ابو فراس الحمداني .

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول