بدأت قصة الـ"لإيتكيت" كما يقال في الأندلس، على يد الموسيقي الموصلي المعروف "زرياب" وأتى ذلك نتيجة لازدهار العمران وأنماط الحياة في ذلك الوقت، ومنها انتقل هذا الأسلوب الرفيع الى "صالونات" الشرق والغرب.
ويبدو أن مثَل "العين تأكل قبل المعدة" ليس مجرد كلمات، إذ أكدت دراسة للمعهد الوطني لعلم الوراثة في اليابان وجود علاقة مباشرة بين الإدراك البصري للأطعمة والرغبة في الأكل، وكشفت دراسة أخرى أن مظهر الطعام من العوامل التي من شأنها أن تزيد من تركيز هرمون الجريلين في الدم، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالجوع.
وهذا يعني أن شكل الطعام وترتيبه يؤثران بطريقة أو بأخرى على رغبتنا في تناوله، ما يعني أن اختيار شكل الكؤوس والأطباق والملاعق والشوك وباقي أدوات مائدة الطعام في المطاعم مدروس بعناية، لإغوائك لطلب المزيد.
وفيما يلي بعض حيل المطاعم التي جمعتها صحيفة El Pais الإسبانية وسر اختيارها:
المادة المصنوعة منها أدوات الطعام
أكدت دراسة أجرتها باحثة في جامعة البوليتكنيك في مدينة فالنسيا الإسبانية، أن مذاق الطعام يختلف حسب المادة التي صُنعت منها الأواني المستخدمة، ويصبح أعلى جودة وقيمة بالنسبة للأشخاص الذين يأكلونه عند استخدام أدوات مصنوعة من المعدن عوضاً عن البلاستيك.
وعمد الأستاذ في جامعة أكسفورد تشارلز سبينس، إلى البحث في تقنيات استهلاك الطعام على مقدار ما نستهلكه، فيما قدم الطبق ذاته لنحو 150 شخصاً، لكن مع استعمال أدوات طعام مختلفة في كل مرة.
واكتشف سبينس من خلال هذه التجربة، أن المجموعة التي تناولت الطعام باستعمال أدوات أثقل وزناً أكدوا أن طبق الطعام يبدو جيداً، ورأوه هكذا بمجرد رؤيته، وفي النهاية أعربت هذه المجموعة عن رضاها عن الوجبة التي حظوا بها.
الأطباق البيضاء والمستديرة
أثبت بيتر ستيوارت، وهو طبيب نفسي بجامعة ميموريال في نيوفاوندلاند، بكندا، في دراسةٍ أجراها، أن الأطباق البيضاء والمستديرة تحتل المرتبة الأولى من حيث تأثيرها على الأشخاص؛ إذ تعطيهم انطباعاً إيجابياً حول العناصر الأساسية لطبق الطعام، مثل كثافة النكهة ودرجة الحلاوة.
في المقابل، تعطي الأطباق التي تأخذ شكل المربع أو السوداء على حد سواء، انطباعاً سلبياً حول جودة ونكهة الوجبات المقدمة فيها.
أكواب القهوة البيضاء
وفقاً لتجربة قام بها الباحث جورج فان دوم، التابع لمدرسة العلوم الصحية والنفسية في جامعة الاتحاد بأستراليا، فقد تبين أن لون الكأس التي توضع فيها القهوة يؤثر على المذاق الذي يستشفه الذوق.
إذ سئل مجموعة من الأشخاص شربوا القهوة في كوب أبيض، وآخرون تناولوها في كوب شفاف، عن انطباعاتهم، وكشفت النتائج أن المجموعة الأولى اعتبرت أن درجة الحلاوة في القهوة أقل نسبياً مقارنة بالمجموعة الثانية.
وفي إطار تجربة أخرى ضمت نحو 200 شخص، تناول المشاركون القهوة في أكواب مختلفة الألوان: الأزرق والأخضر والأصفر والأحمر، وأظهرت النتائج تبايناً كبيراً من حيث تقييم درجة حرارة المشروب.
إذ اعتبر 38% ممن شربوا القهوة في أكواب حمراء، أنها أكثر دفئاً مقارنة بباقي المجموعة، فيما اعتبر 28% ممن شربوا القهوة في أكواب صفراء، و20% ممن تناولها في أكواب خضراء، و13% ممن تناولوها في أكواب زرقاء، الأمر ذاته.