الطبيعة بما تحتضن لا تكف عن التجدد، وكل ما فيها تقريبا وجد لخدمة الإنسان، الذي قد يعاني احيانا من حالة مرضية معينة، ظن لوقت طويل أن لا علاج لها.
إلا ان الأبحاث والدراسات العلمية المستمرة تثبت عكس ذلك.
إقرا ايضا: اكتشاف خلايا عصبية تتحكم بالرغبة في الشوكولاتة
وفي هذا الإطار، اشارت أبحاث جديدة إلى أن مفتاح إصلاح الصدمة الشوكية الحادة وتلف الأعصاب لدى البشر يمكن العثور عليه لدى مصدر غير متوقع، هو سمك الجلكي.
وتعرف الجلكيات بأنها أسماك لا فقرية بدائية مستديرة الفم، تفتقر لوجود فكّ وكانت طعاما للإنسان منذ القدم.
وبإمكان هذه الأسماك إصلاح تقطع الحبل الشوكي لديها دون تدخل جراحي، مما يجعلها قادرة على التعافي من الشلل في غضون أسابيع.
ويقول العلماء إن الجينات التي تشارك في التجديد الطبيعي لسمك الجلكي، بعد إصابة العمود الفقري، توجد أيضا في البشر والثدييات الأخرى، وفقا للبحث الذي أجري من قبل مختبر الأحياء البحرية (MBL) وعدد من المؤسسات الأخرى.
وتقول جينيفر مورغان، مديرة مركز يوجين بيل للبيولوجيا التجديدية وهندسة الأنسجة، وإحدى مؤلفي الدراسة: "وجدنا تداخلا كبيرا مع نواة عوامل النسخ الأساسية التي تحفز تجديد الجهاز العصبي الطرفي للثدييات".
وأخذ الباحثون عينات متعددة من أدمغة أسماك الجلكي والحبال الشوكية بدءا من الساعات القليلة الأولى بعد الإصابة واستمر أخذ العينات لمدة 3 أشهر بعد أن شفيت الأسماك بالكامل.
وتقول الدكتورة أونا بلوم، من معهد فاينشتاين للبحوث الطبية في نيويورك: "لقد عرف الأطباء لسنوات عديدة أن سمك الجلكي يتمكن من الشفاء التلقائي بعد إصابة الحبل الشوكي بأي أضرار، ولكننا لم نكن نعرف (الوصفة الجزيئية) التي ترافق هذه القدرة المتميزة".
وأضافت بلوم: "حددنا في هذه الدراسة جميع الجينات التي تتغير خلال فترة الشفاء، والآن، مع وجود هذه المعلومات الجديدة كان بمقدورنا إجراء اختبار على مسالك معينة حيوية لتنفيذ هذه العملية".
واكتشف فريق البحث الدور الرئيسي الذي تلعبه مسارات نقل الإشارة Wnt signaling pathway، في تجديد الحبل الشوكي، وهو ما قد يكون المفتاح أمام الأبحاث المستقبلية في ما يتعلق بإصابات العمود الفقري وكيفية التعامل معها.