مع بزوغ فجر يوم 21 أيار تبدأ الطبيعة الخلابة قيامتها؛ فتتفتّح أكمام الزهر وبراعم الأشجار ويبدأ فصل العطاء والأمل وتجدد الحياة والاستمرار، كلّ هذا احتفالا وتكريما للأم والمرأة.
نكتب كلمات راقية وعبارات منمقة ،وقد نقف عاجزين عن إيجاد كلمات لم تكن قد دونت، وترتعش الأقلام والقلوب عن التطرق لهذه المناسبة ومكانة ومعزة الأم والمرأة، كيف لا؟ وهي الرجاء في اليأس، القوة في الضعف، نبع الحياة التي تضيء ظلام ليالينا الحزينة والقاسية.
نحتفل بهذه المناسبة،فنقيم فعاليات مختلفة ونقدّم أكاليل الزهور والعطور والهدايا، ونتناول أشهى المأكولات على مائدة الأم، ونحن نتساءل: هل هذا اليوم المميز هو واقع وحقيقة ونمط ومسلك حال المرأة والأم؟ إننا نقف معها وإلى جانبها نساندها بقية أيام السنة، ولا نتركها وحدها تعاني هموم الحياة، متاعبها، ومشاكلها، ناسين ومتناسين فضلها على المجتمع ودورها في ميادين ومرافق الحياة على اختلافها.
للأسف الشديد باتت رواسب المنهج الرجعي والعدائي عالقة في تفكيرنا وسلوكنا تجاه الأمر الذي يمسّ بتطور ورفعة المجتمع.وقد أكدت التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية أن المرأة لا تزال تتعرض لانتهاكات وظلم في الدول النامية وحتّى في تلك المتقدمة، وقد تفاقمت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة رغم الإجراءات والعقوبات الصارمة، مازالت النساء والفتيات يتعرّضنَ للاغتصاب والزواج القسري والعنف والتعذيب وعدم المساواة.
أمّا في المجتمع العربي فتتصدر مصر جميع الدول العربيّة في انتهاك حقوق المرأة، ثم العراق فالسعودية واليمن وسوريّا،والصومال؛إذ تتعرض 90% من النساء والفتيات في مصر للتحرش الجنسي وقد خضعت نحو 27 مليون سيدة وفتاة لعملية الختان، أي بنسبة 90% من النساء، وفي ظل هذه المعطيات على المجتمع الدولي أن يعمل بكافة الوسائل والإمكانيات على بناء خطة كفيلة لوضع حد لهذه المشاهد المتكررة واستغلال المرأة واعتبارها الحلقة الأضعف والكف عن إطلاق الشعارات والتصريحات المفرغة من مضامينها!