بدأ أمس الاحد اكثر من 5000 موظفا في مهن الطب الداعمة في المستشفيات وكافة المرافق في المجتمع إضراب شامل عن العمل في كافة ارجاء البلاد.
ويشمل الإضراب المختصين بالعلاج الطبيعي (فزيوترابيا)، أخصائي التغذية، المعالجين بالتشغيل، المعالجين بالاتصال وفنيي الأسنان، المعالجين بالفنون وأخصائي علم الجينات الذين يعملون من قبل وزارة الصحة بضمنهم العاملين في خدمات الصحة الشاملة "كلاليت"، صندوق المرضى "مؤوحيدت"، مستشفى هداسا ومستشفى شاعري تسيدك ومراكز الطب النفسية ومراكز أخرى.
"نقص في الملاكات"
وتعود خلفية اعلان الاضراب الى النقص الحاد في الملاكات المطلوبة لاستيعاب عمال في مهن الطب الداعمة، الامر الذي أدى الى ضغوطات كبيرة غير معهودة في العمل وأدى الى اتساع ظاهرة التشغيل المجحف، والمس بالعمال انفسهم وبجودة الخدمات التي يقدمونها لجمهور المتعالجين. هذا ومن المتوقع ان يدخل الاضراب يومه الثاني اليوم الاثنين.
وقال رئيس نقابة العاملين في المهن الطبية في الهستدروت إيلي جباي قبل قليل انه "لا يمكن بعد الاستمرار بتجاهل وضع عمال المهن الطبية، تعاملنا مع الموضوع بمسؤولية وبتروي حتى الآن ولكن صرخة العاملين الذين حذروا مرارا من مغبة انهيار الجهاز الطبي يجب ان تُسمع . الخروج بخطوات تنظيمية هو قرار ليس بسهل ولكن هدفه ان يدفع ممثلي الدولة وادارة كلاليت على التحرك والكف عن اللا مبالاة التي يبدونها تجاه هذه القضية.
لم يكن من السهل اليوم لموظفي المهن الطبية الذين يقومون بعملهم بتفاني أن يروا غرف العلاج فارغة من المتعالجين، ولكن من جهة أخرى هناك ادراك وفهم من قبل جمهور المتعالجين للوضع القائم. بات الامر واضح للجميع بأن الوضع الحالي لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه. تقع مسؤولية رعاية وعلاج الأطفال والخدج والبالغين والمسنين على عاتق مسؤولي النظام الصحي ووزارة المالية، كما اننا ندعوهم اليوم لتحمل المسؤولية والبدء بمفاوضات فورية . إن نضال العاملين في مجال الصحة ليس مجرد نضال عمّال، بل هو نضال من أجل المجتمع بأكمله ونظام الصحة العامة والذي من المفروض ان يقدم خدماته بجودة عالية لكل من يحتاج اليها في غضون فترة زمنية معقولة ".
"تحذيرات"
وتأتي الخطوات التنظيمية هذه بعد فترة طويلة من تكرار التحذيرات من قبل لجنة العاملين في المهن الطبية برئاسة إيلي جباي، الذي حذر مرارا أمام ممثلي الدولة من مغبة انهيار جهاز المهن الطبية الداعمة بأكمله والنتائج السلبية الكبيرة المترتبة من عدم تخصيص الملكات المطلوبة لسد العجز. الا ان كافة التوجهات المتكررة للجنة العاملين لم تلقى آذانا صاغية من قبل ممثلي الدولة، وعليه اعلنت الهستدروت عن نزاع عمل في شهر يناير من العام الحالي 2018.
وكانت جهود نقابة العاملين في مهن الطب الداعمة بهدف حل هذه الأزمة من خلال المفاوضات لم تلقى تعاملا جديا من الطرف الثاني مما أدى الى اعلان الإضراب. ومن بين اسباب النزاع الاخرى التي تقف وراء اعلان الاضراب، ازدياد حالات التشغيل الالتفافية التي تهدف للحيلولة دون استيعاب هؤلاء العمال للتشغيل المباشر وللالتفاف حول القوانين والاتفاقيات الجماعية، وسط المس الخطير في القوة التنظيمية للعمال. بالإضافة إلى ذلك، يشكو ممثلو العمال من عبء العمل الشاق، لدرجة وصلت الى حد تعريض صحتهم للخطر، ناهيك عن تعرض العمال للتهديدات من قبل المرضى الذين لا يحصلون على العلاج المناسب بسبب القيود المفروضة عليهم من قبل الجهاز الذي يعملون فيه. لذا يدعو العمال المضربون إلى مفاوضات جدية وعملية لحل هذه القضية التي أدت إلى تطور هذه الأزمة.
هذا وتحدثت اذاعة الشمس حول هذا الموضوع مع "ايلي جباي"؛ رئيس اتحاد عاملي المهن الطبية في الهستدروت.