قال داوود الطروة عضو كرسي اليونسكو لعلوم الفضاء والفلك ومدير الموقع الفلكي الفلسطيني أن البلاد ستشهد اليوم الجمعة ظاهرة فلكية جميلة ونادرة، وهي خسوف كلي للقمر يشاهد بالعين المجردة بكافة مراحله ومن كافة المدن دون الحاجة لاستخدام معدات الرصد الفلكي وسيتم رصده بشكل أساسي في منطقة تل القمر إلى الشرق من بيت لحم، حيث سيجتمع عشرات هواة الفلك لرصده عبر تلسكوبات فلكية.
وأضاف الطروة أن هذا الخسوف هو الأطول منذ 83 عام، وهو الأطول خلال القرن الحالي، حيث سيستمر الخسوف بكافة مراحله لمدة 6 ساعات و14 دقيقة. في حين سيستمر الخسوف الكلي لمدة ساعة و43 دقيقة.
وأوضح الطروة أن الخسوف شبه الظل سيبدأ عند الساعة 08:15 من مساء اليوم الجمعة، عندما يدخل القمر في منطقة شبه ظل الأرض وفي هذه المرحلة من الخسوف سيحدث خفوت نسبي على لمعان القمر غير ملاحظ للجميع وهي مرحلة غير مهمة. في حين سيبدأ الخسوف الجزئي عند الساعة 09:24 عندما يبدأ قرص القمر يغرق في منطقة ظل الأرض، وهي المنطقة الواقعة خلف الأرض والناتجة عن انعدام أشعة الشمس فيها.
اما المرحلة المهمة من الخسوف فسوف تبدأ عند الساعة 10:30 دقيقة مساءً عندما يبدأ الخسوف الكلي وهي وقوع كامل قرص القمر في منطقة ظل الأرض ويأخذ القمر اللون الأحمر النحاسي ثم ينتصف الخسوف، وهي ساعة ذروة الخسوف عند الساعة 11:22 دقيقة، وينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 12:13 دقيقة من فجر السبت وينتهي الخسوف بكافة مراحله عند الساعة 02:29 دقيقة من فجر السبت عندما يخرج القمر من منطقة شبه ظل الأرض.
والخسوف من الظواهر الفلكية الطبيعية، وتحدث عندما يدخل القمر أثناء دورانه ظل الأرض، ولا تحدث هذه الظاهرة إلا عندما يكون القمر في طور الاكتمال أو البدر، حيث تكون الأرض على خط واحد بين الشمس والقمر مشيراً إلى أن الخسوف إما أن يكون جزئيا، حيث يدخل جزء من قرص القمر داخل ظل الأرض، وإما كلياً عندما يدخل قرص القمر بكامله داخل ظل الأرض، حتى أنه يصل إلى مرحلة شبه اختفاء القمر في السماء.
ويكتسي القمر اثناء الخسوف اللون الأحمر النحاسي وهذا الاحمرار ناتج عن ضوء الشمس الذي يتشتت في الغلاف الغازي الأرضي، حيث يمتص الغلاف الغازي الأرضي جميع أشعة الطيف الشمسي باستثناء الطيف الأحمر صاحب أطول موجه في أمواج الطيف الشمسي، فيكمل طريقه من أطراف الكرة الأرضية باتجاه القمر فيظهر بلون أحمر نحاسي، ولولا هذه الظاهرة لاختفى القمر أثناء الخسوف.
وليس للخسوف أي تأثير على الإنسان وسوف يُرى الخسوف سواء جزئياً أو كلياً في سماء البلاد والوطن العربي وأسيا وأستراليا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وستكون منطقة الشرق الأوسط من أفضل المناطق لرصد ومشاهدة الخسوف بكافة مراحله.