في أول خطاب له منذ بداية حراك السترات الصفراء، وبعد طول انتظار، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن صمته ليعترف بأنه يتفهم غضب الفرنسيين وبأن 18 شهرا من الحكم لم تستطع الإجابة عن معاناة يعيشها الفرنسيون منذ نحو 40 عاماوأدان ماكرون أعمال العنف التي شابت المظاهرات الأخيرة وتوعد بمحاسبة مرتكبيهاوقد كشف الرئيس الفرنسي في خطابه عن سلسلة إجراءات تهدف للتخفيف من وطأة الغضب الشعبي منها مثلا إلغاء الضريبة عن الساعات الإضافية في محاولة لرفع القدرة الشرائية لدى الفرنسيين كما أعلن أيضا إلغاء الزيادة الأخيرة على ضرائب التأمين الاجتماعي لأرباب المعاشات الذين يتقاضون أقل من ألفي يورووقال ماكرون في كلمته التي بثت خلال وقت ذروة المشاهدة نريد فرنسا يعيش فيها المرء بكرامة من خلال عمله، وقد سرنا في هذا السبيل ببطء أكثر من اللازم أطلب من الحكومة والبرلمان القيام بما هو ضروريوجاءت كلمة ماكرون بعد 48 ساعة من وقوع اشتباكات في الشوارع بين المحتجين والشرطة في باريس وقيام المحتجين بإطلاق مقذوفات وحرق سيارات ونهب متاجرويواجه ماكرون مهمة صعبة وهي إقناع الطبقة المتوسطة والعمال بأنه يستمع إلى غضبهم بشأن الضغوط على النفقات الأسرية مع حرصه في الوقت نفسه على تفادي اتهامه بالخضوع لسياسة احتجاجات الشوارعوقال الرئيس الفرنسي إن الحد الأدنى للأجور سيزيد 100 يورو شهريا ابتداء من 2019 دون تكاليف إضافية على أصحاب العملفي نفس الوقت أكد ماكرون أنه سيلتزم بأجندته الإصلاحية ورفض إعادة فرض ضريبة على الثروةوقال ماكرون سنرد على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الملح بإجراءات قوية من خلال خفض الضرائب بشكل أسرع ومن خلال استمرار السيطرة على إنفاقنا ولكن دون التراجع عن سياستناهذا وقد كشف وزير فرنسي أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس ستكلف الخزينة ما بين 8 و10 مليارات يورو أما المفوضية الأوروبية فقد أعلنت أنها ستدرس الإجراءات المعلن عنها في فرنسا وآثارها على الميزانية