أثار الممثل السوري «حسين مرعي» موجة انتقادات كبيرة في تونس، بعد ظهورة بشكل عار تماماً خلال مشاركته بأحد العروض المسرحية، في مهرجان أيام قرطاج المسرحية بالعاصمة التونسية.
عاش الجمهور الكبير الذي حضر المسرحية (سورية ألمانية) صدمة كبيرة بعد أن قام الممثل السوري حسين مرعي، بخلع ثيابه بشكل كامل خلال مسرحية «يا كبير» التي يتم عرضها في المهرجان. وبقي مرعي عارياً لمدة زمنية تخطت الـ 30 دقيقة، في موقف اعتبره بعض الحضور فضيحة للعرض المسرحي.
المشهد العاري خلال العرض المسرحي، جعل عدداً كبيراً من الحضور يحتجون ويغادرون القاعة. ويذكر أنه قبيل بدء المسرحة تم التأكيد على أنها مخصصة للكبار فقط، ويمثل فيها عدد من اللاجئين السوريين، بينما مخرجها هو ألماني الجنسية.
إدارة المهرجان تتملص!
وفي تصريح خاص لموقع «اليوم السابع» علق الفنان حاتم دربال المدير العام ورئيس مهرجان أيام قطاج المسرحية على واقعة تعري الممثل السوري. وقال: «إن إدارة المهرجان لا تتحمل ما حدث من هذا الممثل، فقد فعل ذلك من وحي اللحظة وارتجل هذا المشهد على المسرح، ولم يكن موجوداً في العرض من قبل». وأضاف دربال، إن «هذا الممثل فاجأ الممثلين زملاءه وفاجأ مخرج العرض، وما قدمه على المسرح لم يكن موجوداً من قبل في العمل حينما عرض علينا وعرض من قبل في ألمانيا». وأشار: «لا تأثير لما فعله هذا الممثل على المهرجان وفعالياته، فهو خروج على النص وارتجال، لكن السوشيال ميديا دائماً تضخم الأحداث».
قصة المسرحية
وتدور أحداث المسرحية، التي يمثل فيها السوريان حسين ميرعي وأمل عمران ومدتها ساعة و15 دقيقة، مأساة ما يتعرض له السوريون في رحلاتهم إلى اللجوء بعد الحرب في سوريا. وتبدأ القصة عندما تزور فتاة أخاها، بعد إعلان خبر وفاة أبيها في سوريا. حيث تخبره بأنها ترغب في السفر إلى سوريا من أجل حضور الجنازة، في حين يحاول الأخ إقناع شقيقته بعدم السفر. خللَ ظروف الحرب التي تعاني منها البلاد، وفي إطار هذا يحدث الصراع بينهم في ظل رفض السفر، يضطر إلى كشف تفاصيل عن والده حتى يقنعها بعدم السفر. إذ يعمل الأب كضابط كبير في جهاز الاستخبارات، وهو متورط في سفك الدماء في البلاد. المسرحية التي قيل إنها مدعاة للجدل ومثيرة إلى حد ما، تغلق دائرة الحوار وتفتح الباب أمام أسئلة كبيرة: من هو القاتل؟ ومن مات؟ من الضحية؟ من هو الجلاد؟. وكيف يتم تشكيل التسلسل الهرمي الذي يحكم هذه العلاقات؟ من خلق الدكتاتور؟ هل أنشأت الديكتاتوريات مجتمعات أبوية؟ أم أن الديكتاتور هو ابن هذا المجتمع؟
ردود فعل غاضبة
وأثارت صور الممثل العاري التي تم تداولها بكثرة على مواقع التواصل جدلاً واسعاً وانقساماً بين من أشاد بجرأته في استعمال جسده للتعبير عن الانتهاكات التي تحدث في العالم. وبين من اعتبرها انحلالاً أخلاقياً وسقوطاً فنياً، فيه اعتداء على الأخلاق الحميدة واستفزاز للجمهور الحاضر وأغلبه من العائلات. وكتبت إحدى مستخدمات موقع تويتر على حسابها الشخصي أن هذا العرض ليس عادياً، وإنما تم ضمن مهرجان تحت رعاية وتنظيم «وزارة ثقافة».