في وقت ينظر فيه أغلب رواد منصات التواصل الاجتماعي، لموقع فيسبوك باعتباره الأكثر شهرة وترفيها بالنسبة لهم، تؤكد إحدى الدراسات الاسترالية أن تجنب هذا الموقع ذائع الصيت لعدة أيام، يعد من الأمور المطلوبة للغاية، والسبب نفسي بحت.
إجازة من فيسبوك
في دراسة قد تبدو نتائجها مفاجئة للبعض، أجرى الباحثون بكلية الطب النفسي بجامعة كوينزلاند، في أستراليا، بحثا عن حقيقة وجود ارتباط ما بين عدم استخدام موقع فيسبوك الشهير، وبين تحسن الحالة النفسية للمرء وتراجع مشاعر القلق لديه.
وخضع خلال هذا البحث الأسترالي نحو 138 مستخدما نشطا لموقع فيسبوك، بحيث جاء معدل استعمالهم لهذا الموقع ليصل إلى نحو 2.8 ساعة بصفة يومية، قبل أن يعطي الباحثون بعض هؤلاء المستخدمين الأمر بالحصول على إجازة من فيسبوك، والتوقف عن التعامل معه لمدة 5 أيام متتالية، فيما سمح للبعض الآخر بممارسة نشاطاتهم العادية عليه وتصفحه بصورة طبيعية فيما بعد.
المثير أنه بعد مرور الـ5 أيام المتفق عليها، تبين أن المجموعة التي حصلت على إجازة من استخدام الموقع الإلكتروني الشهير، قد تراجعت لديها نسب هرمون الكورتيزول المرتبط بالقلق والتوتر بدرجات واضحة، بالمقارنة بالمجموعة الأخرى التي استكمل أفرادها مهمة استخدام فيسبوك بشكل طبيعي تماما.
من هنا، توصل باحثو جامعة كوينزلاند إلى أن المستخدم التقليدي لفيسبوك، يرهق أحيانا من كم المعلومات والتغيرات الاجتماعية التي يحصدها من خلال هذا الموقع، لذا فحصوله على إجازة قصيرة منه ستقلل كثيرا من مشاعر القلق التي تنتابه حينها.
آراء مناقضة للدراسة
وفي الوقت الذي أعلن فيه الباحثون عن تلك النتائج المثيرة للجدل، جاءت آراء المشاركين أنفسهم بهذه الدراسة لتكون مناقضة لها بشكل أو بآخر، حيث علق أحد المشتركين قائلا: “مع بداية البحث، أحسست بأن حياتي الاجتماعية قد توقفت فجأة، حيث افتقدت أصدقائي من فيسبوك، وشعرت بأنني وحدي لا أعلم ما يحدث مع الجميع، على مدار 5 أيام طويلة”.
وانتهى الأمر بتأكيد بعض المشتركين في نهاية البحث، على أنهم شعروا بدرجات أقل من الإشباع النفسي والرضا عن الحياة، بالمقارنة بالمستخدمين الذين لم يحصلوا على إجازة من فيسبوك، ليعقب من جهته إيريك فانمان، المسؤول الأول عن الدراسة والأستاذ بجامعة كوينزلاند: “تراجعت نسب التوتر بوضوح لدي هؤلاء ممن ابتعدوا عن فيسبوك لعدة أيام، ولكنهم لم يشعروا بذلك، ربما السبب هو عدم تقديرهم لمشاعر القلق من البداية للنهاية”.