يشهد سكان الجزء الشرقى من الكرة الأرضية يوم (الأحد) المقبل الظاهرة الأولى من ظواهر الكسوف الشمسى والخسوف القمرى الأربع التى ستحدث خلال العام الجديد 2019 ، وهو كسوف جزئى للشمس سيمكن رؤية فى شرق آسيا واليابان والمحيط الباسفيكى ، فيما تتعذر رؤيته فى مصر لحدوثه قبل شروق الشمس في سمائها٠
وصرح الدكتور حاتم عودة رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بأن هذا الكسوف يتفق مع ميلاد هلال شهر جمادى الأولى فى العام الهجرى الحالى (1440)، وسيستغرق من بدايته لنهايته أربع ساعات و١٥ دقيقة تقريبا ، مشيرا إلى أن بدايته ستكون فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و34 دقيقة و12 ثانية٠
وأكد ، أنه عند ذروة الكسوف الجزئى سيغطى قرص القمر حوالى 72 فى المائة من قرص الشمس ، حيث سينتهى الكسوف فى الساعة 5 فجرا و 48 دقيقة و 48 ثانية ، وستوافق ذروته الساعة الثالثة و٤١ دقيقة و 30 ثانية ، لافتا إلى أن هذا الكسوف سيتبعه خسوف قمري ليلة 20/21 يناير الحالى ، سترى مصر أحد مراحله ، وبذلك يستأثر شهر يناير بظاهرتى كسوف شمسى وخسوف قمرى من أربع ظواهر تحدث خلال العام الحالى ٠
وتابع عودة ، أن الظاهرتين الأخريين سيكونا ايضا كسوفا للشمس وخسوفا للقمر ، سيحدثان فى شهر يوليو القادم ، وسيكون الكسوف من النوع الكلى فيما سيكون الخسوف القمرى من النوع الجزئى ، موضحا أنهما سيحدثان مع ميلاد بدر شهر ذى القعدة القادم ٠
وتشير وكالة أنباء الشرق الأوسط فى تقرير لها حول ظاهرتى الكسوف الشمسى والخسوف القمرى ، إلي أنه يمكن الاستفادة منهما للتأكد من بدايات ونهايات الأشهر القمرية ( الهجرية )، حيث تعكس هذه الظواهر بوضوح حركة القمر حول الأرض ، وحركة الأرض حول الشمس ، إذ يحدث الكسوف الشمسى فى وضع الإقتران ( الاجتماع ) ، ويكون بشيرا بقرب ولادة الهلال الجديد ويعتبر مركزه هو موعد ميلاد القمر الجديد ، فيما يحدث الخسوف القمرى فى وضع التقابل أى فى منتصف الشهر القمرى عندما يكون القمر بدرا٠
تعتبر ظاهرة كسوف الشمس أحد الأحداث الطبيعية التي تقع في مناطق مختلفة في النظام الشمسي ، وهي تحدث عندما يدور القمر حول الأرض، ويتحرك بين الشمس والأرض ، مما يعمل على حجب ضوء الشمس من الوصول إلى الأرض، ويسقط ظل القمر عليها بدلا من ضوء الشمس ، وتحدث ظاهرة كسوف الشمس مرتين في العام فقط، وذلك لأن القمر يدور حول الأرض بزاوية حوالي 5 درجات بالنسبة إلى مستوى الأرض والشمس، وعليه فإن القمر يمر من مداره المداري الأرض مرتين في السنة فقط .
ويوجد أربعة أنواع من ظاهرة كسوف الشمس، وهى الكسوف الجزئي و يعتبر أكثر الأنواع شيوعا ، ويحدث عندما يقوم القمر بحجب الشمس بشكل جزئي، الكسوف الكلي وفيه يحجب القمر قرص الشمس بشكل كامل لبضع دقائق، ويمكن للمرء رؤية الهالة الشمسية التي عادة ما تكون قاتمة للغاية أثناء حدوث الكسوف الكلي، و الكسوف الحلقي و يحدث عندما يكون القمر أبعد ما يكون عن الأرض، مما يجعله يبدو صغيرا، فلا يعمل على حجب قرص الشمس بشكل كامل، ويظهر كأنه قرص داكن على قرص الشمس وحوله حلقة مضيئة ، والكسوف الحلقي الكلي ( الهجين )، و يبدأ هذا الكسوف حلقيا، ومن ثم يبدأ بالاكتمال ٠
أما ظاهرة الخسوف القمري فهى ظاهرة فلكية شغلت عقول العلماء والفلاسفة منذ القدم ، ونسج حولها العديد من القصص والخرافات الشعبية ، وأبرزها عن ذئب شرير يحاول ابتلاع القمر فيخرج البشر محدثين ضجيجا مرتفعا لمساعدة القمر وانقاذه ، ويرجع هذا لشدة تعلق البشر بالقمر وفائدة نوره الخافت الذي ينير ظلام الليل الدامس ، ولكن مع تقدم العلوم واستناره البشر بدأ العلماء في فهم هذه الظاهرة ، والاستفادة منها في العديد من الأبحاث الكونية الهامة وفى تحديد مسار كوكب الأرض وحركته، وشكله الكروي وذلك قبل اختراع الأقمار الصناعية.
والقمر جسم معتم، يلتقط نوره من الشمس ويعكسه على الأرض لينيرها ليلا ، ويحدث الخسوف القمري يحدث عندما تحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر بظلها. أي عندما تقف الأرض ما بين الشمس والقمر في حالة تسمى “اقتران كوكبي”، ويختلف الخسوف ويتنوع بوقوع الشمس والأرض والقمر في خط مستقيم تماما أو بزاوية ، وتحدث الظاهرة بمعدل مرتين فقط فى العام الواحد ، وليست كل مناطق العالم تستطيع مشاهدة الخسوف ، ويشاهده فقط سكان المناطق التي يتواجد فيها القمر فوق الأفق.
وأنواع الخسوف المختلفة تصل إلى أربعة أنواع إضافة إلى القمر الدامى ، هى الخسوف الكلي يحدث هذا النوع عندما تحجب الأرض كامل أشعة الشمس عن القمر فيختفي نور القمر من سماء الأرض ، وفي هذه الأثناء تقل درجات الحرارة على سطح القمر بشكل سريع من معدلها الطبيعى (130 درجة مئوية) ، إلى 99 درجة مئوية تحت الصفر ، والخسوف الجزئي وفيه يختفى نور جزء من القمر ، وخسوف شبه الظل وهو ليس خسوفا بمعنى الكلمة، وإنما خفوت ضوء القمر فقط، بسبب قلة أشعة الشمس التي تصل إليه ، و الخسوف الأفقي هي بالحقيقة خدعة بصرية أكثر من كونها ظاهرة ، حيث يمكن رؤية الشمس والقمر المخسوف في ذات الوقت، ويحدث هذا بسبب انكسار الضوء الساقط على الأرض على الغلاف الجوى ، والقمر الدامي وهو مصطلح ليس علمي، حين يظهر القمر المخسوف كليا مكتسبا اللون الاحمر الدامى القاني في سماء الأرض.