نشرت مجلة "فوربس" الأميركية تقريرا، تحدثت فيه عن أهم التطورات التكنولوجية المتوقعة لسنة 2019، التي بإمكانها أن تخلق وظائف جديدة أو تقضي على وظائف أخرى.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيكونان هما المسيطران والأكثر انتشارا خلال هذه السنة الجديدة، وسنشهد بداية استفادة فعلية وواسعة النطاق من مشاريع تكنولوجية متطورة من قبيل تقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد، والمساعد الشخصي، وإدارة البنية التحتية والنقل والخدمات العامة في إطار المدن الذكية.
وأشارت المجلة إلى أن بعض هذه التغيرات تبدو واضحة للجميع، حيث أنه لا أحد سيكون متفاجئا عندما يسمع أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي سيواصلان تصدر التكنولوجيات الصاعدة في العالم، لكن الطبيعة المدمرة لهذه التكنولوجيات والمنافسة القوية بينها تعني أننا سنشهد بعض المفاجئات الكبرى في هذا المجال.
وأوضحت المجلة أن سنة 2018 ستُذكر دائما على أنها السنة التي بلغ فيها الذكاء الاصطناعي ذروته، مع ذلك، ستمثل سنة 2019 بداية انتشار هذه التكنولوجيا في كل مكان دون استثناء، ويُعزى ذلك إلى اجتياز مطوري البرمجيات والآليات مرحلة التجربة، وانتهائهم من الأبحاث لتحديد المجالات التي يمكن إدماج الذكاء الاصطناعي فيها، والوظائف التي يمكن أن تقدم فيها هذه التكنولوجيا تحسينات كبرى، من حيث تجربة المستخدم والقدرة الانتاجية.
وذكرت المجلة أنه في عديد الحالات، لن نتمكن مستقبلا من ملاحظة وجود هذه التكنولوجيا، أو اكتشاف أن برمجيات التعلم الآلي هي التي تقوم بالعمل في صمت، وتدير كل شيء في حياتنا بداية من شبكات التيار الكهربائي وصولا إلى حركة وسائل النقل والتحويلات المالية، في المقابل، سيكون الذكاء الاصطناعي حاضرا بكل وضوح في استعمالات أخرى، على غرار الهواتف الذكية والمساعد المنزلي، وتجهيزات المطبخ والسيارات، التي باتت تتضمن أدوات في منتهى التطور وفي متناول أيدينا.
علاوة على ذلك، سيكون الذكاء الاصطناعي في المستقبل حاضرا في تفاعلاتنا اليومية، سواء تعلق ذلك بمحركات البحث جوجل، ومحركات منصة البث الحي نتفليكس، أو برامج المساعد الشخصي مثل سيري أو أليكسا.
وقالت المجلة إن واحدا من أكثر المجالات التي ستستفيد من تطبيقات التكنولوجيا الجديدة هو قطاع الصحة، لذلك من المنتظر أن تصبح الآلة ذات قدرة أكبر على إنقاذ الأرواح في سنة 2019، وفي ظل معاناة العالم من نقص الكفاءات المدربة في مجال الرعاية الصحية، واضطرار عديد الدول، حتى الغنية منها، لخفض العمالة في هذا القطاع بسبب الضغوط الاقتصادية، ستكون التكنولوجيا هي الحل السحري لهذا المشكل.
وأكدت المجلة أنه ستكون هناك أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على اكتشاف الأورام السرطانية والنوبات القلبية، وتقديم الرعاية الصحية عن بعد، وهو ما سيسمح للمرضى بالحصول على العلاج من منازلهم، وربما تجعل كل هذه الفرص من قطاع الصحة الأكثر ارتباطا في المستقبل بالتكنولوجيات المتطورة.
وتوقعت المجلة أن سنة 2019 ستشهد بروزا أكبر لتأثيرات الذكاء الاصطناعي على حالة المرضى وجودة الحياة والرعاية التي يحصلون عليها بشكل عام، وباعتبار أن العديد من المشاريع خرجت من طور التجربة وبدأ تفعيلها في المؤسسات الصحية، فذلك سيعني تراجعا في الكلفة، وارتفاعا في قدرة المستشفيات والأطباء على خفض نفقاتهم.
وأوضحت المجلة أن واحدا من أكثر المواضيع تداولا في السنة الماضية كان البلوك تشين وتعدين العملة الرقمية، إلا أن هذا الموضوع سيصبح أقل تداولا. وربما يعزى ذلك إلى انخفاض أسعار العملات المشفرة، بالإضافة إلى معاناة عديد الشركات والمبادرات من صعوبة في إثبات فاعلية هذه العملة في حل مشاكل بعض القطاعات، وعجزها عن اكتساب قيمة حقيقية في العالم الواقعي.
ونبهت المجلة من أن ذلك لا يعني نهاية البلوك تشين، نظرا للمبادئ الأساسية التي قامت عليها هذه التقنية، وهي وجود دفاتر حسابات مشتركة بين جميع المستخدمين، ومؤمنة بواسطة التشفير، حيث توفر سجلا لكل التحويلات المالية لا يمكن تحريفه أو التلاعب به، ولذلك ستظل هذه الفكرة تتمتع بقيمة كبيرة.
وتوقعت المجلة أن المزيد من التحسينات في هذه التكنولوجيا ستحدث وراء الكواليس، كما أن ارتفاع قيمة عملة بيتكوين، تماما كما حصل في السنة الماضية عندما انهار سعرها ثم ارتفع مجددا إلى مستويات قياسية، ستبقي على الاهتمام بهذه التكنولوجيا، بكل إيجابياتها وسلبياتها.
وأفادت المجلة أن سكان المدن التي استثمرت في البيئة وإدارة المرافق والبنية التحتية للنقل بالاعتماد على التكنولوجيا الذكية، سيشرعون في جني ثمار هذا الاستثمار، الذي سينعكس على جودة الحياة اليومية للسكان في سنة 2019، في الواقع، بدأت مشاريع التكنولوجيات الجديدة في المدن تبلغ مرحلة النضج، وهي قادرة الآن على جمع ما يكفي من البيانات لتكون مؤهلة للتأثير على حياة السكان، من خلال جعل الهواء أنقى، والطاقة أرخص والخدمات العامة أكثر جودة.
وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة ديلويت للاستشارات، فإن سوق الرياضات الإلكترونية ستشهد ارتفاعا في متابعة ألعاب الفيديو الرياضية بنسبة 35 بالمئة، وقد شهد هذا النوع من الألعاب ارتفاعا كبيرا في عدد متابعيه، ليس فقط من قبل صغار السن، بل لدى كل الفئات وحتى في الدول الآسيوية.
وبينت المجلة أن هذا التطور يعني أن حقوق الملكية وفرص الدعاية التجارية وحقوق البث ستدفع بالشركات لاستثمار المزيد من الأموال في هذا المجال، في ظل تزايد عدد المولعين بممارسة هذه الألعاب ومتابعتها وتأسيس فرق للمعجبين بها، على غرار ما يحصل الآن مع أبرز الألعاب الإلكترونية مثل فيفا، وإن بي آي وفورت نايت.