ابتكر باحثون فى "معهد رويال ملبورن للتكنولوجيا" طريقة زهيدة التكاليف وقابلة لتحويل ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى إلى جزيئات صلبة من الكربون، إذ يمكن أن تصبح هذه التقنية الجديدة مفتاحاً لتقليل كمية الغازات الدفيئة الخطيرة فى الجو.
وتركز معظم الطرق على إزالة ثانى أكسيد الكربون على ضغط الغاز إلى سائل ثم حقنه تحت الأرض، وهى العملية التى تتضمن تحديات كبيرة، وهناك احتمال فى النهاية أنه قد يتسرب من مواقع التخزين.
وقال الباحثون، فى سياق نتائجهم التى نشرت فى عدد مارس من مجلة "نيتشر للاتصالات"، قد يكون نهجنا الجديد أكثر استدامة ويمنع التسريبات غير المرغوب فيها، فقد تم تصميم الآلية بطريقة يمكن تطبيقها على نطاق واسع، إذ تمكن الباحثون من حل المشكلات السابقة التى واجهتهم عند محاولة تحويل ثانى أكسيد الكربون إلى فحم .
وقال الباحث توربن داينكى، الأستاذ فى معهد رويال ملبورن للتكنولوجيا، فى بيان صحفى، "إن تحويل ثانى أكسيد الكربون مرة أخرى إلى فحم ودفنه مرة أخرى فى الأرض يشبه إلى حد بعيد لف ساعة الانبعاثات، وحتى الآن، تم تحويل ثانى أكسيد الكربون فقط إلى مادة صلبة فى درجات حرارة عالية للغاية، ما يجعله غير قابل للحياة صناعيا باستخدام المعادن السائلة كعامل مساعد، فقد أظهرنا أنه من الممكن تحويل الغاز إلى الكربون مرة أخرى فى درجة حرارة الغرفة، فى عملية تتسم بالكفاءة والقابلية للتطوير".
ولجأ الباحثون إلى استخدام سبيكة مصنوعة من القصدير، والسيريوم، وتم تخزين المعدن السائل فى أنبوب زجاجى بسلك يمر به، وتمت إضافة بعض الماء إلى الهواء فى الأنبوب الزجاجى، وتم إرسال ثانى أكسيد الكربون النقى إلى الأنوب الزجاجى حيث تم إرسال الكهرباء إلى أسفل السلك، وقد شهد الفريق تشكيل رقائق الكربون على سطح السبائك .
ويعد هذا البحث أول خطوة واقعية نحو التخزين الصلب للكربون فى الغلاف الجوى، فهناك حاجة ماسة لها منذ الثورة الصناعية، إذ تم ضخ أكثر من 1،300 مليار طن من ثانى أكسيد الكربون فى الغلاف الجوى، وإطلاق ثلثها تقريباً منذ عام 2000.