تطوير الذات وأهميته

تطوير الذات هو عملية مستمرة مدى الحياة تمكنك من تحديد المهارات التي تحتاجها لتحديد أهداف الحياة، والتي من شأنها أن تعزز آفاقك المهنية وترفع ثقتك بنفسك وتؤدي بك إلى حياة أعلى جودة وأكثر رضا، والتخطيط لاِتخاذ قرارات إيجابية وفعالة من أجل مستقبلك.

وهو وسيلة تخول للناس تقييم مهاراتهم وصفاتهم والنظر إلى أهدافهم في الحياة وتحديد الأهداف بغية تطوير اِمكانياتهم وتنميتها إلى أقصى حد.

بالرغم من أن التطور والخبرات التكوينية التي نمر بها منذ وقت مبكر من حياتنا سواء داخل الأسرة أو في المدرسة وغيرهما، بإمكانها أن تساعد على تشكيل شخصياتنا كبالغين، إلا أن تطوير الذات لا ينبغي أن يتوقف لاحقاً في الحياة، فكما أسلفنا هو عملية مستمرة مدى الحياة.

لماذا تطوير الذات أمر في غاية الأهمية؟

هناك العديد من الأفكار التي تحيط بمفهوم تطوير الذات أو التطوير الذاتي، وتعد عملية تحقيق الذات لـ أبراهام ماسلو واحدة من أهم هذه الأفكار.

تحقيق الذات

اقترح ماسلو سنة 1970 أن جميع الأفراد لديهم حاجة فطرية لتطوير الذات وهو ما يحدث من خلال عملية تسمى تحقيق الذات.

يتوقف مدى قدرة الناس على التطور على تلبية احتياجات معينة، وتشكل هذه الاِحتياجات هيكلا هرمياً.

هرم ماسلو لتحقيق الذات

ويمكن للفرد التطوير وتحقيق مستوى أعلى بعد استيفاءه مستوى الاحتياجات فقط. ومع حدوث التغيير في جميع مراحل الحياة، فإن مستوى الاحتياجات الذي يمكنه تحفيز سلوك شخص ما في أي وقت يتغير أيضاً.

في الجزء السفلي من التسلسل الهرمي تتواجد الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية للأغذية والشراب والنوم والجنس، أي أساسيات البقاء على قيد الحياة، والتي تشكل قاعدة الهرم.

ثانيا، احتياجات السلامة والأمن بالمعنى المادي والاقتصادي.

ثالثا، تتواجد الحاجة إلى الحب والانتماء.

المستوى الرابع يشير إلى تلبية الحاجة إلى تقدير الذات والقيمة الذاتية.

المستوى الخامس يتعلق بالحاجة إلى الفهم، ويشمل هذا المستوى أفكاراً أكثر تجريداً مثل الفضول والبحث عن معنى أو غرض وفهم أعمق.

المستوى السادس يتعلق بالاحتياجات الجمالية والتي تشمل الحاجة للجمال والتناسق والنظام.

أخيرا، في الجزء العلوي من التسلسل الهرمي لماسلو هناك تحقيق الذات.

يشير ماسلو الى أن جميع الأفراد لديهم الحاجة لرؤية أنفسهم أكفاء ومستقلين، وأن كل شخص لديه مجال غير محدود للنمو.

ويشير أيضاً الى أن تحقيق الذات يدفع إلى الرغبة في أن يصبح الفرد “كل شيء يستطيع أن يصبح عليه"، وبعبارة أخرى، فإنه يشير إلى الرضا عن الذات والحاجة إلى بلوغ كامل الإمكانات كإنسان متفرد.

بالنسبة لماسلو، فان الطريق نحو تحقيق الذات يحتاج من الفرد أن يكون على اتصال مع مشاعره، واختبار الحياة بشكل كامل وبتركيز تام.

إدارة تطويرك الذاتي

هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها في إدارة تطويرك لذاتك، وهي كالتالي:

• تطوير رؤية شخصية

يحدث أن يكون تطوير الذات من أجل المتعة فقط، ومع ذلك فإن معظمنا يجد أنه من الأسهل تحفيز أنفسنا للتعلم والتطور إذا كان لدينا رغبة وغرض من ذلك. ويعد تطوير الفرد لرؤية خاصة به جزء حاسم من تطوير هذا الغرض، ويقصد بها أن يكون الفرد فكرة واضحة عن أين يريد أن يكون في غضون أشهر أو سنوات قليلة، ولماذا.

• التخطيط لتطويرك الذاتي.

بمجرد تكوين الفرد لفكرة واضحة عن أين يريد أن يكون، يمكنه البدء في التخطيط لكيفية الوصول إلى هناك.

على الرغم من ذلك، فان رسم خطة لتطوير الذات ليس بالأمر الضروري، ولكنه يجعل عملية تطوير الذات أكثر واقعية.

• بدء عملية التحسن

هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكنك من خلالها أن تتعلم وتتطور. ويشمل هذا تطوير مهارات جديدة وتقوية نقط الضعف والتعلم من الأخطاء وغير ذلك.

• تسجيل تطويرك الذاتي

الاِحتفاظ بكل ما يخص تطويرك الذاتي هو خيار وفكرة أكثر من رائعة، وذلك عن طريق تدوين التطورات الرئيسية في تعلمك وتطورك وقت حدوثها، والذي من شأنه أن يجعلك قادراً على التأمل والتفكير في نجاحاتك والتقدم الذي أحرزته في وقت لاحق، وهو ما يشكل لك حافزاً ويمكنك من الاستفادة من كل ذلك.

• مراجعة وتنقيح خطط تطويرك الذاتي

من المهم أن تفكر وتتأمل تجربتك وتستخلص ما تعلمته منها، وذلك لتحقيق تعلم أفضل وإحراز تقدم أفضل، فالمراجعة المنتظمة لخطط التطوير الذاتي الخاصة بك وأنشطتك التطويرية من شأنه ضمان أن تتعلم مما قمت به وأنجزته، كما ستضمن أيضاً أن تستمر أنشطتك في تحريكك ودفعك نحو أهدافك، وأن تبقى أهدافك ورؤيتك مرتبطة بذاتك.