النظرية السلوكية
النظرية السلوكية والتي تعرف باسم علم النفس السلوكي، وهي نظرية تفسّر السلوك البشري من خلال تحليل سلوكيات الفرد التي يكتسبها من مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة والمدرسة والمعابد)، وإن أكثر السلوك البشري قد تعلمه من هذه المؤسسات، كما تفترض السلوكية أن السلوك الإنساني يمكن بحثه بشكل علمي دون اللجوء إلى الحالات العقلية الداخلية، فهي تعمل على مراقبة السلوك للتحقيق في العمليات النفسية والعقلية، وتفترض بأن السلوك هو الموضوع الوحيد المناسب في علم النفس، وأن تكون السلوكية علماً طبيعياً كالفيزياء والكيمياء والرياضيات، وفي هذا المقال سنقوم بتوضيح مفهوم وتعريف ومعنى النظرية السلوكية.
تاريخ النظرية السلوكية
بدأت النظرية السلوكية في عام 1913 عندما كتب جون واتسون مقالاً بعنوان "علم النفس كما يراها السلوكي"، والذي حدد عدداً من الافتراضات الأساسية المتعلقة بالمنهجية والتحليل السلوكي، كتعلم كل السلوك من خلال البيئة المحيطة، والتركيز على استبعاد القريب للعوامل الفطرية أو الموروثة والاهتمام الدقيق بالعوامل البيئية التي تؤثر على السلوك او تشكله.
ترتبط السلوكية بالمقام الأول بالسلوك الذي يمكن ملاحظته، على عكس الأحداث الداخلية مثل التفكير والعاطفة.
تأثر نهج واتسون كثيراً بعمل الفسيولوجي الروسي إيفان بافلوف الذي عمل على ظاهرة التكيّف الكلاسيكي (ردود الفعل المستخلصة) في دراستهِ للنظام الهضمي للكلب.
ركز جون واتسون على علم وظائف الأعضاء ودور المنبهات في إنتاج الاستجابات، ولهذا السبب يمكن وصف واتسون بأنه أخصائي نفسي في مجال الاستجابة التحفيزية.
فروع السلوكية
تشير مقالة جون واتسون "علم النفس كما يراها السلوكي" والذي وضح فيها مبادئ كل السلوكيين والتي ساعدت فيما بعد إلى تفرع السلوكية إلى مناهج تختلف بأدوات القياس والطرق ووسائل البحث.
المنهجية السلوكية: هو فرع تجريبي موضوعي مستمد من العلوم الطبيعية، وهدفها النظري هو التنبؤ والتحكم في السلوك الصادر أو الناتج عن بعض المثيرات الطبيعية التي تحدث في محيط الكائن، ولا يشكل الاستبطان جزءاً أساسياً من أساليبها في البحث العلمي.
السلوكية الراديكالية: أسس سكينر عام 1936 هذا الفرع، وهو الذي يؤكد على ان الكائنات الحية تولد بسلوكيات فطرية وتؤمن بالجينات والمكونات البيولوجية التي تؤثر في السلوك، وعلى الرغم أن سكينر لا يختلف كثيراً مع جون واتسون إلا أنه اقترح أن يتم شرح الحالات العقلية الداخلية أثناء التحليل السلوكي لفهم الحالات الخارجية والداخلية للبيئة المؤثرة.
السلوكية والتعليم: وهي تركز على التعليم من وجه نظر معينة حيث ان التغيير في السلوك الخارجي يتحقق من خلال التعزيز والتكرار للتعلم عن ظهر قلب لتشكيل سلوك الأفراد، فوجد سكينر أن السلوكيات يمكن تشكيلها عند تنفيذ التعزيز ويكافئ السلوك المرغوب، في حين يعاقب السلوك غير المرغوب.