الحج يعد من الشعائر والطقوس الدينية وفي الإسلام ركنه الخامس.
وهوأعظم الفرائض حيث يتوافد المسلمون على مكة المكرمة في شهر ذي الحجة من كل عام لأداء مناسكه من كافة أنحاء العالم.
الحج إلى بيت الله الحرام كان موجودًا قبل الإسلام إذ إنّه كان مفروضًا على إبراهيم -عليه السلام- وأتباعه واستمرت تلك الشعيرة في أيام الجاهلية ممزوجةً بالشرك بالله إلى أنّ جاء الإسلام وجعلها خالصةً لله تعالى.
وحدد أحكامها وشروطها وآدابها، وهذا المقال سوف يسلط الضوء على مناسك الحج بالترتيب .
متى تم فرض أداء هذا الركن
اختلفت أقوال علماء أهل السنة والجماعة حول السنة التي فُرض فيها الحج على المسلمين ما بين السنة الخامسة اوالسادسة أوالتاسعة أو العاشرة.
ويُرجِّح أهل العلم السنة التاسعة على باقي السنوات استنادًا إلى قوله تعالى في وجوب الحج:"وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" والتي نزلت في عام الوفود أي في السنة التاسعة للهجرة.
وحجّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة التالية أي في السنة العاشرة للهجرة وهي حجته الوحيدة وسُميت حجة الوداع.
مناسك الحج بالترتيب
خطوات الحج من الأمور التي يجب معرفتها خاصةً لكل من أراد التوجه إلى مكة المكرمة لأداء هذه الفريضة كي لا يقع الحاج في أية أخطاءٍ قد تفسد حجَّه تمامًا أو تضيع عليه جزءً من الأجر والثواب التي قطع من أجلها المسافات وتكلّف الكلفة المادية والمعنوية كي يصل إلى مكة لآداء الشعائر.
1_الإحرام: يُعدّ أول ركن من أركان الحج، وهو نية الدخول في النُّسك -إفراد أو تمتُّع أو قِران-، لذلك يجب أن تكون النية صحيحةً خالصة لوجهه -سبحانه وتعالى-، يستلزم الإحرام أن يكون الشخص مرتدي اللباس الخاص بالإحرام للرجال إزارٌ ورداء من القماش الأبيض غير مخيطٍ أما للنساء فهو اللبس الشرعي الساتر لجميع الجسد عدا الوجه والكفين، ويُحرم الحاجّ من الميقات بحسب الوجهة القادم منها.
2_يوم التروية: هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وهو البداية الفِعلية للمناسك حيث يغادر الحجيج إلى مِنى والواقعة على بُعد ستة كيلومتراتٍ من مكة المكرمة، ويبيتون ليلتهم فيها.
3_الوقوف بعرفة: هو الركن الأعظم وأبرزالمناسك وبدونه لا يصحّ الحج، ويبدأ الحجاج بالدفع نحو جبل عرفة من بعد طلوع شمس التاسع من ذي الحجة، وينتهي بغروب شمس ذلك اليوم، ويقضي الحجاج طوال هذا اليوم على صعيد عرفة ضمن حدود الجبل باستثناء وادي عرنة، ويصلي هناك الحجاج الظهر والعصر معًا أي جمع تقديمٍ وقصرٍ، ويستحب للحاج وغيره في هذا اليوم الإكثار من الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن الكريم والصلاة والذِّكر وكافة الأعمال الطيبة ما عدا الصيام للحاج.
4_النفرة إلى مزدلفة: بغروب شمس التاسع من ذي الحجة يبدأ حجاج بيت الله الحرام بالنفرة إلى مزدلفة مشيًا على الأقدام أو ركوبًا إذ تقع على بُعد سبعة كيلومتراتٍ من جبل عرفة من أجل المبيت فيها مع تأدية صلاتيْ المغرب والعشاء جمع تأخيرٍ وقصرٍ، ثم يبدأ الحجاج بإلتقاط الحصى لاستعدادًا للعودة إلى مِنى لرمي الجمرات في الصباح.
5_رمي الجمرات: يبدأ حجاج بيت الله الحرام بعد شروق شمس اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بالتوجه إلى مِنى قاطعين مسافة خمسة كيلومتراتٍ من مزدلفة إلى مِنى سيرًا على الأقدام أم ركوبًا لرمي جمرة العقبة الكبرى.
6_طواف الإفاضة: بعد رمي جمرة العقبة الكبرى مباشرةً يتجه الحجاج إلى مكة لتأدية طواف الإفاضة ثم السعي بين الصفا والمروة ثم يتحلل التحلل الأصغر -إباحة كل ما حُرِّم على الحاج باستثناء النساء.
7_العودة إلى مِنى: بعد طواف الإفاضة والسعي يعود حجاج بيت الله إلى مِنى لقضاء أيام التشريق فيها لرمي الجمرات الثلاث -الكبرى والوسطى والصغرى- كل يومٍ لمدة ثلاثة أيامٍ.
8_طواف الوداع: بعد إنقضاء أيام التشريق يتجه الحجاج عائدين إلى مكة لتأدية طواف الوداع ليكون آخر عهدهم بالبيت ومكة هو الطواف ووداع الكعبة ثم عليهم مغادرة مكة عائدين إلى ديارهم، وبإنتهاء طواف الوداع يتحلل الحاج التحلل الأكبر، وتنتهي هذه المناسك.
محظورات الإحرام
فإذا أحرم كما حرم عليه بإحرامه سبعة أنواع:
1_اللباس: ويحرم عليه ستر رأسه بالمخيط وغيره، وله أن يستظل راكباً ونازلاً. ويحرم عليه أن يلبس في بدنه مخطياً محيطاً إحاطة الخياطة، وليس له أن يرتدي القميص واللحاف والرداء المرقع الموصلي، وليس له لبس الخف والسميك والجُمجُم، وإن فعل شيئاً مما ذكرناه عامداً افتدى، وأثم؛ فإن كان لعذر حر أو برد أو مرضى افتدى، ولا إثم؛ فإن كان ساهياً فلا إثم ولا فدية .
2_الطيب: ويحرم عليه الطيب، فلا يُطيِّب ثوبه ولا بدنه ولا طعامه، وكذلك يحرم عليه أن يشم الطيب، ولو قعد عند العطار، أو جالس متطيباً، أو قعد عند الكعبة وهي تطيب، فلا بأس بذلك.
3_ دهن الرأس واللحية: حرام، ولا بأس بدهن الجسد، وله أن يسرح شعره ولحيته ما لم يؤد إلى قطع الشعر.
4_ إزالة شعر الرأس: إزالة شعر الرأس واللحية والجسد بالحلق، والنتف، والإحراق، والتنوير حرام، وله أن يحتجم ما لم يؤد إلى قطع الشعر، وقَلْمُ الأظافير كحلق الشعر في التحريم.
5_ النكاح: وهو حرام، مفسد للحج ، موجب للكفارة لمن فعله عامداً، ومن فعله ساهياً فلا شيء عليه، ويحرم عليه النكاح إيجاباً وقبولاً.
6_ مقدمات الجماع: كالقُبلة واللمس والمعانقة، ومهما فعلها عامداً أثم وعليه الفدية .
7_ الصيد: يحرم عليه الصيد البري المأكول، أو المتولد من المأكول وغيره، وكذلك يحرم عليه أجزاؤه؛ كعقِبَيْه وريشه وسائر أعضائه، ومن قتله عامداً أثم وعليه جزاؤه، ومن كان جاهلاً أو ناسياً فلا إثم عليه.
طالع أيضًا
إتاحة السماح للمرأة بالتسجيل لأداء مناسك الحج من دون "مِحْرِم"