في ظل خوض تجربة التعلم عن بعد لما يقارب سنة تعليمية كاملة، لا شك ان أصبحت المنصات الافتراضية، ما نعيشه بشكل يومي وعلى مدار الساعة، اصبحت نعمة ونقمة في انٍ واحد. في خضم الوضع الراهن فان حياتنا أخذت منحى اخر وجديد نوعا ما، وبالتحديد طريقة التَعَلم والتدريس، وقد انتشرت بهذا الصدد اللقاءات عبر تطبيقات افتراضية وعن بعد مثل اشهر تطبيق بالمجال الا وهو تطبيق Zoom لتكون بديل بشكل او بأخر لمنظومة التعلم والتدريس في المناخ المدرسي والتعلم المباشر بحيث يتلقى الطالب التعليم وهو في غرفته ولا ابالغ ان كنت اقول وهو في سريره وذلك عبر الشبكة العنكبوتية.
في ظل الجائحة شئنا ام ابينا فقد مررنا بتجربة مليئة بالتخبطات وعدم معرفة الى اين تتجه البوصلة والتساؤل هل نحن امام تطور علمي ونقله نوعية من حيث التعلم؟ وما هي التأثيرات المستقبلية على طلابنا؟
وفي ذلك ارى ان هناك ثمن لكل تغيير وتطور وبالتحديد في غضون هذه الفترة التي يحث علينا تسليط الضوء والتباحث بمستقبل طلابنا وان نرى الامور عن كثب وعن قرب قدر الامكان.
قد تكون لدى البعض التفاعلات الافتراضية صعبة للغاية ذهنياً وحسيًا أبتدأ من الطلاب في الصفوف الدنيا وحتى طلاب الثواني عشر الذين خاضوا لأول مرة تجربة التجهيز للتقدم لامتحانات البجروت عن بعد.
إذ تم تسليط الضوء على طلابنا في صفوف الدنيا بالتحديد فلا شك انه عبئ كبير يقع على ثاكل الاهل والطلاب فقد يمكثون أكثر من 5 ساعات متواصلة لتلقي التعليم عبر الزوم والشبكة العنكبوتية أي متابعة ومواكبة افتراضية اذ صح التعبير.
بحيث يحتاج الطالب في هذه المرحلة العمرية الى متابعة وفحص التعلم عن كثب ومواكبة بشكل متواصل من قبل الهيئة التدريسية والاهل ليتسنى له التأسيس والتعلم الاولي في البدء في القراءة والكتابة.
مما ادى الى فقد صواب الاهل والطلاب من التعلّم عبر تطبيق زوم أعتقد أنّ الأهل أدركوا للمرة الأولى في حياتهم أن المدارس قد تتحول إلى مكان منفّر للطلاب. كل ما يريده الطلاب هو الذهاب إلى مدارسهم، لقاء أصدقائهم والاستمتاع بسائر الأشياء التي أحبّوها في المدرسة، لكن لم يتبق لهم منها سوى أسوأ ما فيها. فقد أجبروا على التزام المنازل والمشاركة في عملية التعلم عن بُعد، ولكن بدون الأشياء التي أحبوها.
بمنظوري الشخصي علينا إعادة التفكير في جميع المناهج الدراسية، كمية المواد التعليمية وسُبل التعليم وليس اقل سبل التربية، اذ ليس بإمكاننا إجبار الطلاب على دراسة المنهاج بأكمله عن بُعد وذلك من حيث الجهوزية المسبقة ولما اعتاد عليه الطلاب فنحن امام تحدي كبير بما في ذلك يتحتم على الطالب تغطية جميع المواد عن طريق التعلّم عن بُعد، وكما اشرت سابقا بما يتعلق بعدم التحضير المسبق بخوض هذه التجربة يتطلب من المعلم والاهل تعزيز دافعية الطلاب الذاتية والداخلية كل بحسب رغباته. كما ويجب تطوير أساليب تعلّيم تقوم على التعلم من خلال استعمال الأبحاث والمشاريع، حيث يُمنح الطلاب مهلة للبحث والعمل على مشاريعهم أثناء تواجدهم في منازلهم. تتم أثناء ذلك متابعة سيرورة تقدّم كل منهم، ومساعدته بحسب الحاجة.
أزمة كورونا طرحت تحديات ومن المهم سد الفجوات في الدرجات الدنيا". طلاب الصف الأول خرجوا للتو من روضة الأطفال، ولم يكن لديهم حتى الوقت لتعلم المهارات الأساسية.
استمعوا لحديث اذاعة الشمس مع ياسمين محارب: موجهة تربوية ومحاضرة في مجال التربية