استضافت كلية إعداد المعلِّمين على اسم "كي" في بئر السَّبع، القاصّ والأديب الفلسطيني الكبير محمّد نفّاع.
افتتح اللقاء المربّي د. سليم أبو جابر مدير مركز أبحاث تعليم اللغة العربية بكلمات ترحيب وتقدير، ثمّ تلته رئيسة الكلية البروفيسورة ليئه كوزمينسكي التي أشادت بالمركز وباللغة العربية ورحَّبت بالضيف وبالمشاركين جميعاً بعدها ألقى محمّد نفّاع محاضرة مستفيضة تحدَّث فيها عن عراقة اللغة العربيَّة وثرائها وأهميَّتها ليس في التَّدريس فحسب بل كلغة حضارة ومركِّب أساسيّ في الهويَّة العربيَّة، وأورد أمثلة عديدة على أسبقيَّة اللغة العربيَّة في شتّى المجالات، وأشار إلى دور العرب الحضاري في العصور الزّاهرة، وأن اللغة العربيَّة كانت سفيرة للحضارة العربيَّة-الإسلاميَّة في شتّى أصقاع العالم، فكان لها عظيم الأثر في منح تلك اللغات المفاهيم العلميَّة الأساسيَّة التي كانت تفتقر إليها، مثل: كلمة "صفر" وكلمة "سكَّر"، وغيرهما من الكلمات والاصطلاحات. كما لفت القاصّ الكبير انتباه الحضور إلى ضرورة الاهتمام بتدريس هذه اللُّغة للنشء الجديد وزرع محبّتها في قلوبهم منذ نعومة أظفارهم.
ثم استعرض مسيرة أدبنا المحلّي بكلّ ألوانه: الشعر والقصة والنقد والرواية، والتّراث الشعبي الغني، وأشار إلى إنسانية وجمالية الأدب التقدمي الذي لا تشوبه أيّة شائبة من العنصرية.
شارك في المحاضرة جمهور غفير من الطلاب والمحاضرين، الذي استمعوا بشغفٍ إلى حديث نفّاع الذي فتح لهم في نهاية محاضرته باب النِّقاش على مصراعيه، فطرح الطلاّب أسئلة عديدة أجاب عنها نفّاع بدقَّةٍ وإيجاز. انتقل بعدها الحديث إلى النّاقد وأستاذ اللغة العربيَّة في الكليَّة طارق أو رجب الذي استعرض جزءًا من نتاج الكاتب وتحدَّث عن مميزاته الأسلوبيَّة وخصائصه من حيث المضمون، ومنها حضور المكان وغنى قصصه باللغة التّراثيَّة وهو ما يؤكِّد التزام القاصّ الكبير بأرض هذه البلاد وبهموم شعبه وأبناء أمّته.