ففي تشرين الثاني من العام 2000، وبعد عدة أسابيع من هذه الحادثة الأليمة، أعلنت الحكومة عن تعيين لجنة تقصّي حقائق رسمية للتحقيق في أحداث أكتوبر، برئاسة قاضي المحكمة العليا السابق، القاضي ثيودور أور، وبعضوية القاضي سهل جراح الذي اُستبدل لاحقاً بالقاضي هاشم خطيب وبروفيسور شمعون شمير.
أعلنت لجنة أور عن تقريرها في شهر أيلول 2003. وكانت أهمّ توصيات التقرير أنه يتوجّب على "ماحَش" مواصلة التحقيق في ظروف مقتل الشبان الثلاثة عشر وفي عدد من الأحداث التي جُرح فيها المئات. وأقرّت اللجنة أنّ الشرطة خالفت القانون حين استعملت الرصاص المعدنيّ المغلف بالمطاط والرّصاص الحيّ والقناصة في تفريق المظاهرات خلال الأحداث، بما ينافي قواعد إطلاق النار. كما دحضت اللجنة، جملةً وتفصيلاً، إدعاءات الشرطة بأنّ إطلاق النار كان مُبرَّرًا كونه نبع من منطلق الدفاع عن النفس.
وعلى الرغم من مواقف وتوصيات اللجنة أعلاه، إلا أنّ تقريرها خلا من أيّ نقد مباشر لـ "ماحَش" على تقاعسها في إجراء تحقيقات فورية بشأن أحداث القتل والجرح، لكنها أوصت بفتح تحقيق جنائيّ في جميع حالات القتل، معلّلة ذلك بأنّ تقديم لوائح اتهام هو من مسؤولية المستشار القضائيّ للحكومة. كما قامت اللجنة بتحميل جزءٍ من قادة المجتمع الفلسطيني المسؤولية عمّا أسمته "التحريض وتعبئة الجماهير، اللذين أسفرا عن تأجيج أحداث العنف"- على حدّ قول اللجنة.