تنظر محكمة العدل العليا اليوم في الالتماسات التي قدمتها جهات يمينية ضد اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. وتمهيدًا لجلسة المحكمة، قالت النيابة العامة في لائحتها الجوابية إن اعتبارات أمنية وسياسية واقتصادية تبرر توقيع الاتفاق قبل موعد الانتخابات دون مصادقة الكنيست عليه.
من جانبه رحب مجلس الأمن الدولي بالإعلانات التي تفيد بأن لبنان وإسرائيل اتفقا على إنهاء نزاعهما على حدودهما البحرية وترسيمها بشكل دائم.
واعتبر مجلس الأمن الدولي ان ، الاتفاق "خطوة كبيرة ستسهم في استقرار المنطقة وأمنها وازدهارها، كما ستعود بالنفع على كلا البلدين وشعوبهما".
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد أعلن قبول بلاده لاتفاق الحدود البحرية الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع إسرائيل، قائلا إن المحادثات وصلت إلى "نهاية إيجابية".
وقال عون بحسب وكالة "رويترز" إن الاتفاق يمثل "إنجازا تاريخيا" استعاد فيه لبنان 860 كيلومترا مربعا من الأراضي البحرية المتنازع عليها لكنه أصر على أنه لا يمهد الطريق "أي نوع من أنواع التطبيع".
قائلا: أعلن موافقة لبنان على اعتماد الصيغة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية.وفي كلمة متلفزة وجهها للبنانيين، وصف عون ما تحقق بأنه "إنجاز تاريخي"، وقال إنه وبعد التشاور مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة تلقيه من الرئيس الأميركي جو بايدن موافقة إسرائيل، وبعد إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها، "أعلن موقف لبنان بالموافقة على اعتماد الصيغة النهائية التي أعدها الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية".
وقال عون إن لبنان حافظ في الاتفاق على كامل بلوكاته البحرية، وأضاف إليها حقل قانا، حسب عون، الذي أضاف أن لبنان "لم يتنازل عن أي كيلومتر واحد لإسرائيل كما استحصلنا على كامل حقل قانا دون تقديم أي تعويضات".
وأعلن عون أن بلاده أصبحت "بلدا نفطيا"، وأعرب عن أمانيه بأن يكون الاتفاق بداية لنهوض اقتصادي في البلاد. واستعرض عون مسار المفاوضات غير المباشرة التي بدأت منذ 2010، وقال إنه تم التوصل بعد مفاوضات شاقة إلى اتفاق غير مباشر حافظ لبنان من خلاله على حدوده المعلنة بالمرسوم 6433، وعلى كامل بلوكاته وحقل قانا كاملا، إضافة الى ضمانات أميركية وفرنسية بالاستئناف الفوري للأنشطة البترولية في المياه البحرية اللبنانية".
وأشار عون إلى أنه لم يقم أي نوع من التطبيع مع إسرائيل، قائلا: "لم تعقد أي محادثات أو اتفاقيات مباشرة معها، والتعويضات التي طالبت بها اسرائيل عن قسم من حقل قانا الواقع في المياه المحتلة ستنالها من شركة "توتال"، وذلك دون أن يؤثر ذلك على العقد الموقع بين لبنان والشركة".
وفي ختام حديثه، أهدى عون "هذا الإنجاز" إلى اللبنانيين، وتوجه بالشكر إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وإلى الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وكذلك شكر الدولة الفرنسية، و"الرئيس الصديق" إيمانويل ماكرون، إضافة إلى السفيرة الفرنسية في بلاده، وذلك على متابعة مسار المفاوضات خاصة مع شركة "توتال".