تضرب الأرض منذ مساء الجمعة عاصفة شمسية "شديدة" هي الأولى من نوعها منذ العام 2003، وأنارت بأضوائها القطبية الخلابة سماء العديد من دول العالم من تسمانيا وصولًا إلى فرنسا، لكنها أثارت كذلك خشية من تأثيرها المحتمل على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات.
وامتدت الأضواء القطبية لهذه العاصفة من القطب الشمالي إلى مناطق جنوبية لم تصلها من قبل، ومن القطب الجنوبي إلى مناطق شمالية لم تصلها من قبل كذلك، وأشارت تقديرات إلى إمكانية رؤيتها أيضًا في بلادنا، الأمر الذي لم يحصل بعد، ولكنه قد يحصل في اليومين القريبين، رغم تدني احتمالية ذلك.
وحول الموضوع كان لنا حديث مع بروفيسور محمد عكاشة استاذ الفيزياء الفضائية من معهد العلوم التطبيقية التخنيون وكلية كنيرت الذي قال إنّ الشمس هي كرة غازية، من الهيدروجين والهيليوم، مشيرًا إلى أن الشمس تبقى في حالة اتزان، طالما لدينا توازن بين قوى الجاذبية إلى الداخل والضغط إلى الخارج، وينكسر هذا الاتزان عندما تقترب الشمس من موتها، وهو أمر بعيد الحدوث. واضاف أنّ العديد من التفاعلات تحصل على سطح الشمس بسبب حالات عدم اتزان في الحقوق المغناطيسية مع الغاز الساخن، على طبقة الشمس الاكليلية التي تصل درجة حرارتها نحو 3 مليون درجة.
ويتجدد هذا النشاط دوريا بفترات تمتد حتى 11 سنة، وأحيانًا تحصل عصبية معيّنة حيث تنطلق كتل من الغاز الساخن بسرعة 800 كيلومترا في الثانية، سوف تصل في النهاية إلى الأرض حيث تصطدم بالغلاف الجوي، في الأقطاب، وهناك تحصل زواهر ما يسمى بالشفق القطبي، لكن عندما تكون العواصف الشمسية قوية مثلما حدث يوم الجمعة، وكان ذلك لأول مرة منذ العام 2003، تزداد كمية الجزيئات بكم هائل، وعندها يصل الشفق القطبي إلى مناطق أوسع في الكرة الأرضية.
وقال بروفيسور عكاشة إنّ تأثير هذه العواصف على وسائل الاتصال التي نستخدمها، هو بسبب كون وسائل الاتصال تعمل على الاشعة الكهرومغناطيسية، وبسبب أنّ الجزيئات المحمولة بالعواصف الشمسية هي جزيئات مشحونة وعندما تدخل إلى المجال المغناطيسي الأرضي، فإنّها تطلق أشعة، تشوش على الاشعة الكهرومغناطيسية التي تستخدم في وسائل الاتصالات التي نستخدمها، وهي تؤثر بشكل أكبر على الكهرباء، مشيرًا إلى عمل الدول في السنوات الأخيرة على حماية شبكات الكهرباء كي لا تتأثر من هذه الجزيئات.