في عصر يتسم بالتقدم التكنولوجي السريع، بدأ الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في مختلف القطاعات، ومن بينها القطاع المالي.
حيث يتزايد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ في مجال الاستثمار والاستشارات المالية، حيث توفر هذه التقنيات أدوات قوية لتحليل البيانات.
بالإضافة إلى توقع اتجاهات السوق واتخاذ القرارات الاستثمارية بفعالية أكبر من الطرق التقليدية.
ومع كل هذه الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، تأتي أيضًا تحديات ومخاطر تحتاج إلى تعامل دقيق لضمان تحقيق الفوائد المرجوة وتجنب العقبات المحتملة.
الفرص الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال المالي
مما لا شك فيه أن مجال الاستثمار المالي، يشهد تحولا كبيرًا بفضل تبني واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذه التقنيات لعبت دورًا كبيرًا في تحليل البيانات، بجانب رصد توقعات حية لاتجاهات السوق المالي وكيفية اتخاذ قرارات استثمارية بشكل سريع وأكثر دقة.
وأصبحت العديد من الشركات تعتمد بشكل كبير على الخوارزميات الخاصة بالتعلم الآلي من أجل تحليل البيانات المالية وغير المالية، مما يتيح لها تحديد الفرص الجيدة وتقليل المخاطر المحتملة.
وتشمل الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في هذا المجال الآتي:
1-تحسين دقة التوقعات المالية.
2-تخصيص المحافظ الاستثمارية بشكل أكثر فعالية وتقليل التكاليف التشغيلية
3-تقديم استشارات مالية مخصصة بناءً على تحليل بيانات العملاء وتفضيلاتهم الشخصية.
ما هي تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي
تعد أبرز التحديات، هي ضمان الشفافية في قرارات الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن أن تكون الخوارزميات معقدة إلى حد كبير، وقد تكون أيضًا غير مفهومة بالكامل حتى لمطوريها.
وبالإضافة إلى ذلك، يشكل الأمن السيبراني مخاطر كبيرة، حيث يمكن أن تؤدي الاختراقات إلى فقدان بيانات حساسة أو تلاعب في الأسواق.
علاوة على ذلك، تعتمد دقة وتوقعات الذكاء الاصطناعي على جودة البيانات المتاحة، مما يجعل من الضروري ضمان توفر بيانات موثوقة ومحدثة باستمرار.
الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الاستثمار
وفقًا للتقرير الذي تم نشره عبر صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، يستخدم مديري الأصول الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتوجيه قرارات الاستثمار وتتبع عادات مديري المحافظ وتحديد فرص الربح.
على سبيل المثال، يخطط بنك "جيه بي مورغان" لتوسيع استخدام أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تشير إلى قرارات مشكوك فيها من قبل مديري المحافظ، مثل احتمال بيع الأسهم عالية الأداء في وقت مبكر.
ووفقًا لكريستيان ويست، رئيس منصة الاستثمار في بنك "جيه بي مورغان" لإدارة الأصول، فإن الأداة التي تُدعى "Moneyball" تهدف إلى تحليل كيف تصرف مديرو المحافظ والسوق في ظروف مماثلة، وتساعد على تصحيح التحيز وتحسين العمليات.
حيث يستخدم مديرو الصناديق الآخرون الذكاء الاصطناعي لتكملة المحللين البشريين، وتحديد أهداف "تمويل التقاضي" وشرح قرارات التخصيص للمستثمرين.
تُظهر هذه الجهود كيف يتحول الذكاء الاصطناعي في إدارة الأصول من مهام الامتثال والتسويق التي تتطلب أعمالاً ورقية مكثفة إلى مساعدة المتخصصين في الاستثمار على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.
تجدر الإشارة إلى أن أداة "جيه بي مورغان" هي برنامج تجريبي لا يزال قيد التطوير وستتم إتاحته لمجموعة أوسع من مديري المحافظ في وقت لاحق من هذا العام.
طالع أيضًا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.