تصدرت مدينة ويلمنغتون في ولاية كارولاينا الشمالية قائمة المدن الأمريكية الأقل عرضة للأمراض الشتوية، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة ماريان بولاية إنديانا.
هذه الدراسة، التي شملت 100 مدينة، اعتمدت على تحليل عوامل متعددة تؤثر على انتشار الأمراض الموسمية.
شملت الدراسة مجموعة من العوامل الرئيسية التي تؤثر في انتشار الأمراض الموسمية، مثل جودة الهواء، درجات الحرارة، الكثافة السكانية، ونسبة الأطفال الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
ويلمنغتون في الصدارة: مناخ دافئ وكثافة سكانية منخفضة
حصلت مدينة ويلمنغتون على المرتبة الأولى في القائمة بفضل مناخها الدافئ وكثافتها السكانية المنخفضة، ما يساهم في تقليل فرص انتشار العدوى.
وقد تبعتها مدينة ماديسون في ولاية ويسكونسن في المركز الثاني، ثم مدينة هونولولو في هاواي في المركز الثالث. أما مدينتا رالي في كارولاينا الشمالية وسان خوسيه في كاليفورنيا فقد احتلتا المركزين الرابع والخامس على التوالي.
في الجهة المقابلة، احتلت مدينة بيكرسفيلد في كاليفورنيا المرتبة الأخيرة، مما يجعلها المدينة الأكثر عرضة للأمراض الشتوية.
يعود ذلك إلى عدة عوامل من بينها انخفاض معدلات التطعيم، تردّي جودة الهواء، وارتفاع نسبة البالغين الذين يعانون من ضعف المناعة.
ارتفاع إصابات الأمراض التنفسية في الولايات المتحدة
تشهد الولايات المتحدة حاليًا ارتفاعًا في حالات الإصابة بالأمراض التنفسية مثل الإنفلونزا وكوفيد-19 والفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، ارتفعت معدلات الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 30% خلال الأسبوع الأخير، بينما زادت حالات دخول المستشفيات إلى 38,250 حالة.
دور المناخ والكثافة السكانية في تقليل المخاطر
أوضحت الدراسة أن انخفاض الكثافة السكانية في بعض المدن يمكن أن يكون عاملاً رئيسيًا في تقليل فرص انتشار الفيروسات التنفسية.
في ويلمنغتون، يساهم المناخ الرطب في الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطية، مما يقلل من خطر الإصابة بالالتهابات التنفسية.
كما تمتاز المدينة بجودة هواء مرتفعة، حيث سجلت أدنى مستويات التلوث بالجسيمات الدقيقة (PM2.5) على مستوى البلاد.
دور التطعيم وجودة الرعاية الصحية في تقليل المخاطر
أما مدينة ماديسون، فقد حصلت على المركز الثاني بفضل ارتفاع معدلات التطعيم ضد الإنفلونزا، حيث حصل 69% من كبار السن على اللقاح، وهي نسبة أعلى من المعدل الوطني البالغ 58%.
كما أن المدينة تتمتع بنسبة منخفضة من السكان غير المؤمن عليهم صحيًا، مما يعزز القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية الوقائية.
كان للمناخ الحار في هونولولو دور أساسي في تحسين الاستجابة المناعية للجهاز التنفسي، حيث يساعد على تعزيز إنتاج المخاط الذي يعمل على احتجاز مسببات الأمراض.
بينما تتميز مدينتا رالي وسان خوسيه بانخفاض نسبة السكان الذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة، إضافة إلى توافر الأطعمة الصحية بشكل واسع.
على الطرف الآخر من القائمة، جاءت مدينة ماكالين في تكساس في المرتبة الثانية ضمن أكثر المدن عرضة للأمراض الشتوية.
تعاني المدينة من ارتفاع نسبة السكان البالغين الذين لا يتوفر لهم التأمين الصحي، مما يحد من قدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية اللازمة.
كما تم إدراج مدن أخرى مثل إل باسو، فيلادلفيا، ولاس فيغاس ضمن المدن الأكثر عرضة للأمراض.
وفقًا للباحثين، يمكن أن يكون لتبني بعض العادات الصحية مثل تلقي اللقاحات، الحفاظ على نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني تأثير كبير في تقليل مخاطر الأمراض الموسمية في مختلف المدن الأمريكية.
طالع أيضًا